مقترح لإنشاء "هيئة وطنية للحوار" في الجزائر
Arab
1 week ago
share

طرحت قوى ونخب سياسية فاعلة في الجزائر مقترحاً لإنشاء هيئة للحوار الوطني تتولى إدارة مسارات الحوار حول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد، بعد مماطلة السلطة في الاستجابة لدعوات الأحزاب والقوى السياسية منذ مدة لإطلاق حوار وطني.

وأعلن البيان الختامي للملتقى الدولي حول الشيخ محفوظ نحناح (زعيم إسلامي راحل ومؤسس تيار الإخوان في الجزائر)، الذي عقد بعنوان "الدبلوماسية الشعبية والحزبية في مواجهة مخططات تفكيك الدولة الوطنية"، أن المشاركين في المؤتمر من قوى ونخب سياسية وطنية يتبنون "اقتراح تأسيس هيئة وطنية للحوار والشراكة، تضم ممثلين عن الدولة والقوى السياسية والاجتماعية، لتكون إطاراً جامعاً لمناقشة التحديات الوطنية وتنسيق الجهود لمواجهتها"، وكذا "الدعوة إلى بناء شراكة وطنية حقيقية بين الدولة والمجتمع، قواها السياسية والاجتماعية والمدنية، تقوم على الحوار والتوافق والعمل المشترك، للتصدي لأي تهديد يستهدف كيان الدولة الوطنية، وتعزيز الثقة بين مؤسسات الدولة والمجتمع، وترسيخ قيم المشاركة والتضامن بما يضمن وحدة الجبهة الداخلية والأمن القومي للأوطان ويحمي الاستقرار الوطني".

وفي هذا السياق، علق نائب رئيس حركة مجتمع السلم أحمد صادوق على المقترح قائلاً: "فكرة تأسيس هيئة وطنية للحوار والشراكة، تضم ممثلين عن السلطة ومؤسسات الدولة والقوى السياسية، هي فكرة نعتقد أنها تمثل إضافة نوعية للبلد، ففي غياب مبادرة السلطة نحو الحوار بسبب إكراهاتها وظروفها، ولكون أنه وفي الغالب السلطة لا تستجيب لمطالب الطبقة السياسية بالحوار، فإن وجود هيئة معنية بإدارة الحوار، مقننة إطاراً رسمياً، تجعل الجميع ملزماً بإدارة هذا الحوار بشكل دوري أو كلما استدعت السياقات والظروف ذلك".

 وأضاف صادوق لـ"العربي الجديد": "نحن ننتظر منذ ما يقارب العام مبادرة الحوار التي كان أعلن عنها الرئيس عبد المجيد تبون بعد الانتخابات الرئاسية الماضية، ولكن لم تتم الدعوة من قبله إلى ذلك، هذا على الرغم من أن هناك الكثير من القضايا ما يتعلق بالوضع الداخلي ومراجعة قوانين مهمة وأوضاع داخلية قلقة وتهديدات خارجية". وتابع: "هذا دافع إضافي لطرح مقترح ترسيم هيئة حوار وطني، نريد أن نؤسس لإطار دائم للحوار والتشاور في كل القضايا، وبخاصة حول حالات الفشل في تنفيذ السياسيات، ندرسها بشكل مشترك ونعطي البدائل الممكنة، لأن هناك الكثير من الخيبات والسياسات التي تحرجنا، بصفتنا الجزائر، في التعامل مع بعض الملفات الضاغطة".

وشارك في المؤتمر الذي ناقش مسارات ومواقف مؤسس تيار الاعتدال والوسطية في الجزائر وحركة مجتمع السلم الشيخ محفوظ نحناح، وآليات الحفاظ على الدولة الوطنية وحمايتها من التفكك، قادة أحزاب سياسية فاعلة، إضافة إلى حركة مجتمع السلم، الجهة المنظمة، وجبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة البناء الوطني وجبهة المستقبل وحركة النهضة وتجمع أمل الجزائر وغيرها، إضافة إلى شخصيات سياسية مستقلة.

ولفت المسؤول السياسي إلى "أننا نلاحظ بوضوح أن هناك تنازلاً كبيراً في الجزائر، في الوقت الحالي، عن إدارة مسارات الحوار في الجزائر مقارنة مع العقود السابقة، في الوقت الذي تزادد فيه التحديات والصعوبات"، مضيفاً أن القوى والنخب السياسية التي شاركت في مؤتمر الشيخ محفوظ نحناح، الخميس، "تنتظر أن تكون هناك استجابة وتفاعل من قبل السلطة. الحوار آلية نافعة ومخرجاته إيجابية ويمتص الكثير من النقاشات السلبية ويقوي الجبهة الداخلية. يتعين على السلطة أن تستمع إلى المعارضة العاقلة والراشدة التي تساهم بمواقفها وتقديراتها في طرح حلول وبدائل وتحمل الأعباء، لا أن تستمر في الاستماع إلى المديح فحسب".

وفي الأشهر الأخيرة، تلح عدة أحزاب سياسية وشخصيات مستقلة في الجزائر، وبخاصة جبهة القوى الاشتراكية وحركة مجتمع السلم وحركة البناء الوطني، وغيرها، وبإصرار كبير، على ضرورة إطلاق حوار وطني كان تبون قد تعهد بإقامته بداية العام الجاري قبل إن يعلن تأجيله إلى نهاية العام. وتطالب هذه القوى الرئيس الجزائري بعقد الحوار بشكل عاجل بسبب تراكم الشعور بوجود إخفاقات حكومية وتزايد القلق الاجتماعي من غياب مؤشرات جدية لتحسين الظروف المعيشية وتعطل الإقلاع الاقتصادي، فيما تطرح الحكومة في المقابل تقييماً وتقديرات إيجابية، ولا يرى الرئيس تبون ضرروة لاستعجال الحوار.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows