أيّدت المحكمة العليا الأميركية ترحيل ثمانية مهاجرين غير نظاميين إلى دولة جنوب السودان، وذلك في حكم أصدرته بعد عشرة أيام من إجازتها إرسال مهاجرين إلى دول ثالثة. وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد طردت، في مايو/ أيار الماضي، هؤلاء المهاجرين من الولايات المتحدة الأميركية، علماً أنّ اثنَين منهم من ميانمار واثنَين من كوبا فيما الأربعة الآخرون هم من فيتنام ولاوس والمكسيك وجنوب السودان.

ومنذ إصدار إدارة ترامب قرار الطرد، بقي هؤلاء المهاجرون محتجزين في قاعدة عسكرية أميركية في جيبوتي، بعد أن علّق قاضٍ فدرالي عملية ترحيلهم لأنّهم لم يحصلوا على "فرصة حقيقية" للطعن فيها. لكنّ أعلى محكمة في الولايات المتحدة الأميركية أصدرت، قبل عشرة أيام، حكماً أيّدت فيه ترحيل مهاجرين إلى دول ثالثة، فيما قضت المحكمة نفسها، أمس الخميس، بأنّ حكمها ينطبق كذلك على قرار التعليق الصادر عن القاضي الفدرالي المذكور.

يُذكر أنّ قاضيتَين تقدّميتَين في المحكمة العليا الأميركية، هما سونيا سوتومايور وكيتانجي براون جاكسون، عارضتا هذا الرأي، في حين أنّ أغلبية محافظة تهيمن على هذه المحكمة، مع العلم أنّ قرارات هذه الهيئة القضائية تصدر بالأغلبية.

وفي تعليق على الحكم، قالت القاضية سونيا سوتومايور إنّ إدارة ترامب "تسعى إلى إرسال الأجانب الثمانية، الذين سبق أن رحّلتهم بطريقة غير قانونية من الولايات المتحدة الأميركية، من جيبوتي إلى دولة جنوب السودان، حيث يُسلَّمون إلى السلطات المحلية من دون أيّ اعتبار لخطر التعذيب أو الموت". لكنّ إدارة ترامب تبرّر قرارها بواقع أنّ هؤلاء الرجال الثمانية أُدينوا بجرائم عنف ولم توافق بلدانهم على استعادتهم.

وكان ترامب قد جعل من مكافحة الهجرة غير النظامية أولوية قصوى في ولايته الرئاسية الثانية. وقد وعد، مذ تسلَّمها في يناير/ كانون الثاني الماضي، بترحيل ملايين المهاجرين غير النظاميين، مع العلم أنّه يدعو إلى ترحيل هؤلاء المهاجرين إلى دول ثالثة في حال رفضت دولهم قبولهم. وفي هذا الإطار، كشف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في آخر إبريل/ نيسان الماضي، أنّ إدارة ترامب تبحث عن دول ثالثة لترحّل إليها أجانب وصلوا إلى الولايات المتحدة الأميركية بطرق غير نظامية. وقد لفت شخصان مطلعان على المفاوضات الجارية بهذا الشأن لوكالة فرانس برس إلى أنّ رواندا واحدة من الدول التي تتفاوض معها الإدارة الأميركية الحالية لترحيل المهاجرين إليها.

وبالفعل، أعلن رئيس وزراء كوسوفو المنتهية ولايته ألبين كورتي، في 11 يونيو/ حزيران الماضي، موافقة بلاده على "طلب واشنطن" استقبال ما يصل إلى 50 مواطناً من دول ثالثة طردتهم إدارة ترامب من الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أنّ الاتّفاق الذي يقضي بذلك يمتدّ لعام واحد. بدوره، كان وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونجيريهي قد صرّح، في الرابع من مايو الماضي، بأنّ كيغالي في المراحل الأولى من محادثات خاصة باستقبال مهاجرين ترحّلهم واشنطن. أتى ذلك بعدما كانت جهات مطّلعة على ملفّ الهجرة والمهاجرين في الولايات المتحدة الأميركية قد تداولت اسم رواندا بوصفها واحدةً من الدول التي تتفاوض معها إدارة ترامب لترحيل مهاجرين إليها، كما هي الحال مع السلفادور.

(فرانس برس، العربي الجديد)