تصعيد مقلق في العراق: مسيرتان تهاجمان مطاري إربيل وكركوك
Arab
1 week ago
share

شهد العراق تصعيداً أمنياً خطيراً، ليل أمس الخميس، إثر هجومين بطائرتين مسيّرتين استهدفا مطاري إربيل وكركوك، شمالي البلاد. ويمثل ذلك تصعيداً مقلقاً للهجمات التي تستهدف منشآت عراقية حيوية، إذ إنها تأتي بعد أيام قليلة من هجمات مماثلة لم تكشف التحقيقات بعد عن الجهات المنفذة لها.

ووفق مديرية مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، جرى إحباط هجوم بطائرة مسيّرة قرب مطار إربيل الدولي، وقالت المديرية في بيان إن "طائرة مسيّرة مفخخة جرى إسقاطها قرب مطار أربيل الدولي، من دون أن تُسفر عن أي أضرار بشرية أو مادية".

وفي محافظة كركوك، فشلت طائرة مسيّرة في إصابة هدفها وسقطت قريباً من مطار كركوك، وبحسب وسائل إعلام محلية، أكدت مصادر أمنية في كركوك أن "الطائرة سقطت قرب حي بدر (وهو حي سكني) في شارع المطار، ولم تتسبب في أي أضرار أو خسائر".

وأكد ضابط أمني رفيع، طلب حجب اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن عودة الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة تمثل "تصعيداً مقلقاً"، وأن القوات الأمنية تتابع الملف، وتعمل على كشف الجهات المنفذة، وقال الضابط: "من الواضح أن الهجمات تأتي ضمن خطة لاستهداف المنشآت الحيوية، وأنها ما زالت مبهمة من حيث الجهة المنفذة، إلا أن التحقيق يسعى لكشفها"، مشيراً إلى أن "الطائرة التي استهدفت مطار كركوك محلية الصنع، وهو ما يثير علامات الاستفهام بشأن الجهة المنفذة"، مؤكداً أنه "جرى تشديد الجهد الاستخباري بموازاة التحقيقات لكشف الجهات المنفذة ومنع تكرار الهجمات".

من جهته، حذر رئيس الكتلة التركمانية في كركوك النائب أرشد الصالحي من خطورة الهجمات، وقال في تصريح صحافي إن "ما يتعرض له مطار كركوك المدني والعسكري منذ أيام من سقوط طائرات مسيّرة وصواريخ كاتيوشا يمثل نذيراً خطيراً لحجم الخرق الأمني في المدينة"، مشدداً على أن "الأخطر من ذلك أنه لا أحد يعلم من أين تطلق هذه المسيّرات، ولماذا لا تُرصد رغم وجود الرادارات في المطار العسكري"، معتبراً ذلك "مؤشراً مقلقاً يطرح علامات استفهام خطيرة"، مطالباً بفتح "تحقيق عاجل وشفاف من قبل الجهات المختصة للكشف عن مصادر التهديد ومحاسبة المقصرين".

وكان العراق شهد، ليلة الاثنين وفجر الثلاثاء الماضيين، عدة هجمات بواسطة طائرات مُسيّرة ومقذوفات صاروخية استهدفت مواقع مدنية وعسكرية وأخرى للطاقة، كان أبرزها مطار كركوك الدولي ومصفاة بيجي النفطية ومخيم نازحين وحقل غاز، في محافظات كركوك وصلاح الدين والسليمانية، وبلدة زاخو ضمن إقليم كردستان العراق. وأسفرت الهجمات عن خسائر مادية كان أبرزها في مطار كركوك، حيث تعرض مدرج المطار الرئيسي لأضرار كبيرة، بينما تعرض منزل عراقي لسقوط مقذوف حربي أدى إلى خسائر مادية، وأعلنت دائرة الصحة في كركوك إصابة عنصر أمن أيضاً. ولم يصدر أي تقرير أمني بشأن الهجمات لغاية الآن، وسط جدل متصاعد بشأن الجهات المتورطة في تنفيذها وهدفها من هذه العمليات، خاصة أنها جاءت بعد أيام من استهداف طائرة مُسيّرة راداراً تابعاً للجيش العراقي أدى إلى تدميره بالكامل من دون أن تتبنى أي جهة مسؤولية ذلك.

وكان السياسي العراقي عائد الهلالي، وهو مقرب من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أكد في حديث مع "العربي الجديد"، أمس الخميس، أن الهجمات تمثل حرباً غير معلنة تُدار عن بُعد وبأدوات متقدمة، وتحاول تشكيل معادلة جديدة للأمن في العراق، معتبراً أنها تكشف هشاشة المنظومة الدفاعية أمام أدوات تكنولوجية منخفضة التكلفة لكنها عالية الأثر. فالمُسيّرات التي باتت تجوب السماء من دون رادع قد لا تكون مجرد رسائل تكتيكية، بل أدوات لضرب الاستقرار وإعادة إنتاج الصراع داخل الحدود العراقية.

وتعتبر هذه الهجمات، التي جاءت بالتزامن مع وقف الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، اختباراً محرجاً في ظل ما تواجهه الحكومة العراقية بسبب اختراق الطيران الإسرائيلي أجواء البلاد، وهو ما يكشف خللاً واضحاً في منظومة الدفاع الجوي العراقية وعدم جاهزيتها للتعامل مع أي تطورات أو تهديدات، بينما توجه أطراف سياسية وشعبية في البلاد انتقاداتها لضعف الإجراءات الحكومية بهذا الاتجاه.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows