
أطلقت الحكومة السورية، مساء الخميس، الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية، وذلك خلال حفل رسمي في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، ووسط احتفالات شعبية في الساحات العامة بعدد من المحافظات السورية. وافتُتح الحفل بكلمة ألقاها المتحدث باسم فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة، وسيم قدورة، قال فيها: "لم تكن مهمتنا سهلة ولم نبحث عن البهرجة، بل عن الحقيقة. ذهبنا إلى الحرف الأول، إلى اللون في ملابس الفلاح، إلى ظل الأعمدة في تدمر، إلى رائحة الياسمين في دمشق، إلى النقوش في الخزف، وإلى الإيقاع الخفيف في الخد العربي".
وفي كلمة له أمام الحضور، خاطب الشرع الشعب السوري قائلاً: "إنها الشام، إنها دمشق، إنها العزة والمجد. إن من يستعرض التاريخ يجد أن الشام بداية حكاية الدنيا ومنتهاها، ويتبين له أن ما عشناه في زمن النظام البائد لهو أذل وأهون حقبة في تاريخ الشام، وأن لتاريخ الشام الأثر البالغ في مفاصل التاريخ الكبرى". وأضاف: "أيها الشعب السوري، إن حكاية الشام تستمر بكم فيحكي التاريخ. إن عصر أفولكم قد ولى، وإن زمان نهضتكم قد حان، ودماؤكم لم تذهب سدى، وعذاباتكم لاقت آذاناً مصغية، وإن هجرتكم قد انقطعت، وسجونكم قد حُلت، وإن الصبر أورثكم النصر".
وشدد الرئيس السوري على أن "الهوية التي نطلقها اليوم تعبّر عن سورية التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، وهي من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها واحدة موحدة، وإن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع". ويتصدر طائر العقاب الهوية البصرية الجديدة كرمز للقوة والتوازن، يعلوه النجوم السورية الثلاثة، وتحمل الأجنحة أربعة عشر ريشة ترمز إلى عدد المحافظات السورية، فيما يحمل الذيل خمس ريش ترمز إلى المناطق السورية الكبرى، كدلالة على وحدة الأراضي السورية.
من جهته قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، إنّ الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين وتعبر عنهم، مضيفاً أنّ "الهوية البصرية الجديدة لم تكن نتاج مؤسسة واحدة بل ثمرة عمل جماعي شارك فيه أبناء سورية داخل الوطن وخارجه ممن اجتمعوا ليسهموا في بناء الدولة". وفي مدينة إدلب شمال غربي سورية، شهدت الساحات العامة احتفالات بهذا الحدث. وقال المواطن السوري حسين حسن لـ"العربي الجديد": "أنا هنا وسط مدينة إدلب مع آلاف الناس، سمعنا كلمة السيد الرئيس معاً وشعرنا بالفخر. اليوم تاريخي بإطلاق الهوية البصرية الجديدة والخلاص من الهوية القديمة التي تذكرنا بالنظام البائد والاستبداد الذي عانى منه الشعب السوري لعقود".
بدوره، قال المواطن أحمد حاج قدور (40 عاماً) لـ"العربي الجديد": "طوال سنوات حياتي لم أشعر في سورية أنه يوجد شيء يعبر عن وطني أو هويتي السورية، حتى أتى هذا اليوم وسعدت بهذه الهوية البصرية اليوم. يكفي أنها تجمع السوريين ولا تفرق بينهم. نحن بأمسّ الحاجة لكل شيء يجمعنا، فنحن في مرحلة بناء صعبة للغاية ويجب تجاوزها بالتعاون بين الحكومة والشعب بكل أطيافه ومكوناته".

Related News
