مع اختتام الدورة العشرين من مهرجان موازين في العاصمة المغربية الرباط، التي أقيمت بين 20 و28 يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت جمعية مغرب الثقافات، المنظمة للحدث، أنّ الحفلات استقطبت أكثر من 3.75 ملايين شخص، تابعوا عروضاً قدمها أكثر من مائة فنان من مختلف أنحاء العالم. غير أنّ هذه النسخة، رغم جماهيريتها، لم تخلُ من الجدل الذي تنوع بين مشكلات تنظيمية وانتقادات لسلوك بعض الفنانين أو خياراتهم الفنية وحتى لحضورهم نفسه.

أدناه أبرز الأحداث التي أثارت الجدل خلال مهرجان موازين 2025:

• هولوغرام عبد الحليم حافظ

أثار تنظيم حفل بتقنية "الهولوغرام" للمطرب المصري الراحل عبد الحليم حافظ أزمة حادة، بعد اعتراض ورثته على إقامة الحفل من دون الحصول على إذن مسبق، وتهديدهم بمقاضاة القائمين عليه. الشركة المنظمة ردّت بأنها اتخذت جميع الإجراءات القانونية المتعلقة بإنتاج هذا العرض بتقنية الهولوغرام وأنها حصلت على التراخيص الضرورية المتعلقة باستغلال صورة الفنان الراحل وصوته وأعماله الغنائية.

• شيرين و"البلاي باك"

رغم حضور نحو 200 ألف متفرج لحفل المغنية المصرية شيرين عبد الوهاب وعودتها المنتظرة إلى مهرجان موازين بعد غياب تسع سنوات، لم يخلُ ظهورها من الجدل. إذ سرعان ما تحوّل الغناء بـ"البلاي باك" إلى مادة سجال واسع على مواقع التواصل، وسط انقسام بين من برر لها الأمر لأسباب صحية أو فنية، ومن رأى فيه تقليلاً من قيمة الحفل والمهرجان.

• كاظم الساهر وسوء التنظيم

حفل النجم العراقي كاظم الساهر شكّل مناسبة لتصاعد الانتقادات بشأن سوء تنظيم الدورة. إذ اشتكى الحاضرون من حرارة مفرطة في المسرح، واضطرارهم إلى الاعتماد على مراوح صغيرة الحجم لا تناسب حجمه أو جماهيريته. كذلك سجلت شكاوى من نقص في المقاعد، وارتفاع أسعار التذاكر، وضعف جودة الصوت، إضافة إلى التدافع والزحام، ما أدى إلى احتجاجات واسعة من الجمهور.

• "طوطو" بين جماهيرية جارفة وانتقادات حادة

شكّل حضور مغني الراب المغربي إلغراندي طوطو واحدة من أبرز نقاط الجدل، بعد تخصيص المنصة العالمية له بدلاً من منصتي الشباب أو الموسيقى العربية. وبينما استقطب حفله مئات الآلاف، اشتعلت مواقع التواصل بانتقادات طاولت أسلوبه وكلماته و"خرجاته" الإعلامية التي سبق أن جرّته إلى القضاء.

• روبي: الفن أم الاستعراض؟

المغنية المصرية روبي لم تنجُ بدورها من الجدل، إذ واجهت اتهامات من بعض المتابعين بتقديم عرض استعراضي أكثر منه غنائياً، وسط انتقادات لاستخدامها "البلاي باك". كذلك انقسم الرأي العام حول ملابسها بين من اعتبرها "غير لائقة"، ومن رأى فيها تعبيراً فنياً مشروعاً وحرية شخصية.

رغم الحضور الجماهيري الكبير، تبدو نسخة 2025 من مهرجان موازين واحدة من أكثر النسخ إثارة للجدل في تاريخه، ما يطرح أسئلة عن التوازن بين الاحتراف التنظيمي والانفتاح الفني، واحترام الجمهور والحقوق، في مهرجان يطمح إلى أن يكون واجهة ثقافية للمغرب أمام العالم.