
بلغ الدخل السياحي في الأردن خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 نحو 2.167 مليار دينار أردني (3 مليارات دولار) بزيادة قدرها 16% مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2024، التي بلغ فيها الدخل السياحي حوالي 1.873 مليار دينار أردني. كما ارتفع الدخل السياحي خلال شهر مايو/ أيار وحده بنسبة 18%، ليبلغ 447 مليون دينار أردني، مقارنة بـ380 مليون دينار في مايو 2024.
وقالت وزارة السياحة والآثار الأردنية، في بيان، اليوم الخميس، إنّ الأردن استقبل خلال شهر يونيو/ حزيران من عام 2025 نحو 595 ألف زائر دولي، محققاً نسبة ارتفاع بلغت 8% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024، الذي بلغ فيه عدد الزوار حوالي 551 ألف زائر، بالرغم من الظروف الإقليمية التي شهدتها المنطقة خلال شهر يونيو. ووفقاً للوزارة، فقد ارتفع إجمالي أعداد الزوار الدوليين خلال الربع الثاني، بين إبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران من عام 2025 إلى 1.784 مليون زائر، بنسبة نمو وصلت إلى 23% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، التي بلغ فيها عدد الزوار 1.452 مليون زائر. وشهدت هذه الفترة أيضاً نمواً ملحوظاً في عدد سياح المبيت وزوار اليوم الواحد، مدعوماً بتكثيف الجهود الترويجية وتحسين البنية التحتية والخدمات السياحية.
وبالنسبة للنصف الأول من عام 2025 (الربعان الأولان: يناير/ كنون الثاني، يونيو/ حزيران)، فقد بلغ إجمالي أعداد الزوار الدوليين 3.292 ملايين زائر، بنسبة ارتفاع قدرها 18% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، التي بلغ فيها عدد الزوار 2.786 مليون زائر. وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش، لـ"العربي الجديد"، إنّ قطاع السياحة كان يمكن أن يحقق نتائج أفضل من ذلك لكن الظروف الإقليمية حالت دون ذلك، وخاصة مع إلغاء العديد من المجموعات السياحية حجوزاتها السياحية للأردن خلال الشهر الماضي بسبب العدوان الإسرائيلي على إيران وتبادل الهجمات العكسرية بينهما".
وتوقع عايش أن يطرأ تحسن كبير على أداء السياحة الأردنية خلال النصف الثاني من العام الحالي، مع قرب وقف العدوان على قطاع غزة، والتوصل إلى وقف دائم له، وكذلك الحوافز التي قدمت لقطاعات سياحية من قبل الحكومة أخيراً لتحفيزها وتمكينها من مواجهة التحديات الراهنة.
كما يتوجب، بحسب عايش، العمل على تنشيط السياحة الداخلية وإطلاق برامج تحفز المواطنين على زيارة المواقع السياحية والأثرية، لا سيما في مدينة العقبة البحرية ومدينة البتراء الأثرية لتعويض ما يمكن من خسائرها بعد إلغاء الحجوزات الفندقية فيها بنسبة تجاوزت 70%. وارتفع عدد سياح المبيت خلال الأشهر الستة الأولى إلى 2.717 مليون زائر، مقارنة بـ2.375 مليون زائر خلال الفترة نفسها من عام 2024، محققاً زيادة بنسبة 14%، في حين بلغ عدد زوار اليوم الواحد حوالي 575 ألف زائر، مقارنة بـ411 ألف زائر في الفترة ذاتها من عام 2024، بنسبة نمو لافتة بلغت 40%.
وأظهر بيان وزارة السياحة أنّ أعلى نسبة نمو في أعداد سياح المبيت خلال النصف الأول من عام 2025 جاءت من الدول الأوروبية بنسبة ارتفاع 82%، تلتها مجموعة دول آسيا والباسيفيك بنسبة 44%، ثم مجموعة الدول الأميركية بنسبة 43%، وأخيراً مجموعة الدول العربية بنسبة 5%. ويُعزى هذا الأداء الإيجابي، بحسب البيان، إلى تكاتف جهود مختلف الجهات العاملة في القطاع السياحي، بمن في ذلك وزارة السياحة والآثار، وهيئات الترويج، والقطاع الخاص، وشركات الطيران، والمستثمرون في البنية التحتية والخدمات، إلى جانب كافة العاملين في القطاع. وقد شملت هذه الجهود تطوير المنتج السياحي، وتحسين تجربة الزائر، والتوسع في الحملات الترويجية في أسواق جديدة، مما ساهم في تعزيز مكانة الأردن وجهة سياحية مميزة.
ويواصل القطاع السياحي، بدعم وتنسيق جميع الأطراف، تنفيذ استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق نمو مستدام، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص عمل جديدة، بما يعزز قوة الاقتصاد الوطني، ويرسخ موقع الأردن وجهة سياحية عالمية غنية بالمواقع التاريخية والدينية والطبيعية. وقالت الوزارة وهيئة تنشيط السياحة إنهما مستمرتان في العمل على احتواء تداعيات الأوضاع الإقليمية التي أدت إلى انخفاض عدد الزوار من أسواق تأثرت بالتعليق المؤقت لبعض خطوط الطيران منخفضة الكلفة إلى الأردن، بالإضافة إلى العمل على إرجاع هذه الخطوط بأسرع وقت ممكن.
