ترقب الإعلان عن الهوية البصرية الجديدة في سورية
Arab
1 week ago
share

أعلنت الرئاسة السورية عن موعد الإطلاق الرسمي للهوية البصرية الخاصة بالجمهورية العربية السورية اليوم الخميس، حيث سيشهد عدد من الساحات العامة الرئيسية في المحافظات احتفالات بهذه المناسبة. ووفق الصفحة الرسمية للرئاسة على "فيسبوك"، من المقرر أن تُقام الاحتفالات في ساحتي الأمويين والجندي المجهول بدمشق، وساحة المعارض في ريف دمشق، وساحة سعد الله الجابري في حلب، وساحة حديقة الدبلان في حمص، وساحة المحافظة في حماة، إضافةً إلى ساحة الشيخ ضاهر في اللاذقية، وساحتي المحافظة ومبنى المحافظة في طرطوس، والملعب البلدي في السويداء، وساحة البانوراما في محافظة درعا، وساحات السبع بحرات وتجمع مخيمات الكمونة وساحة مخيم سنابل الكمونة في إدلب، وكذلك ساحة السبع بحرات في دير الزور، وساحة الخطيب في مدينة السلام بالقنيطرة.

الكاتب والإعلامي السوري إبراهيم الجبين قال لـ"العربي الجديد" إنّ سورية الدولة وسورية المجتمع بحاجة إلى تجديد شامل، ليس فقط على مستوى الهوية البصرية الرسمية، وإنما أيضاً في ما يتعلق بالمفاهيم والتصورات والرؤى التي سادت طويلاً من دون أن يسمح الاستبداد بتطويرها. وأشار إلى أن هذه الحاجة تترافق مع ضرورات عديدة في مختلف مناحي الحياة السورية، معتبراً أن تقديم هوية بصرية جديدة يمثل "قفزة متعمدة نحو المستقبل" من شأنها "نقل صورة الدولة ورمزياتها وعملتها، وحتى نوع الخطوط المستخدمة في مؤسساتها، إلى حالة جديدة تعكس رغبة السوريين في رؤية التغيير ومعايشته يومياً".

وأضاف الجبين أنّ "الحكومة قد تكون بحاجة إلى إعطاء هذا الانطباع عن التغيير البصري الذي يطوي عهداً ويدشّن آخر"، لكنه حذّر من القطيعة التامة مع الماضي، مؤكداً أنّ "سورية ليست نتاجاً لنظام البعث فقط، بل إن رموزها البصرية هي نتاج حضارة عريقة تتجاوز بكثير حقبة الاستبداد". وأوضح أن "العقاب"، الذي كثر الحديث عن تغييره، هو رمز خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي، وقبلهما شعار مملكة تدمر السورية. وأشار إلى أن العقاب اكتُشف قبل آلاف السنين في حلب بجرف الأحمر، واعتمد لاحقاً شعاراً للدولة الحديثة بمرسوم جمهوري عام 1945، من تصميم الفنان خالد شكري العسلي، لافتاً إلى أن أكثر من دولة عربية اتخذت العقاب شعاراً لها، مثل مصر والعراق واليمن والإمارات وفلسطين.

وتابع الجبين: "لسورية رمزيات أخرى مرتبطة بالدولة استُلهمت من جدران قلعة دمشق، والمكتبة الظاهرية، والمقرنصات في مداخل القصور والبيوت العتيقة، كالخط الكوفي والثلث، واللون الأخضر المرتبط بدمشق والمستقى من فسيفساء الجامع الأموي البراقة أمام قبة العقاب". وأشار الجبين إلى أن نظام الأسد تمادى في العبث برموز سورية لفرض سيطرته على وعي السوريين، فحاصرهم بها في العملة النقدية والطوابع البريدية، مؤكداً أن سياساته قامت على الاستيلاء على الرموز وتوظيفها من دون تغييرها فعليًا، وهو ما جعلها مستمرة حتى اليوم.

وحذّر من أن "استسهال تغيير الهوية البصرية للدولة قبل استكمال الهياكل الأساسية للبلاد، كالمجلس النيابي والحياة السياسية التي تكفل حرية إبداء الرأي والتصويت على مثل هذه الشؤون، قد يفتح الباب أمام تغييرات تمس هوية سورية وشعبها من دون قرار شعبي مؤكد وقاطع".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows