
أعلنت شركة مايكروسوفت، يوم الأربعاء، أنها ستستغني عن نحو 4% من قوتها العاملة، أي ما يعادل 9 آلاف موظف، في أحدث جولة من عمليات تسريح الموظفين التي تهدف إلى خفض التكاليف، في ظل استثمارات ضخمة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وكان لدى مايكروسوفت نحو 228 ألف موظف حول العالم حتى يونيو/حزيران 2024.
وأعلنت الشركة في مايو/أيار الماضي عن تسريح حوالي 6 آلاف موظف، وكانت تخطط لتسريح آلاف آخرين، وخصوصًا في أقسام المبيعات، بحسب تقرير سابق لوكالة "بلومبيرغ". ويأتي هذا الإعلان مع بداية السنة المالية 2026 للشركة، وهي فترة معتادة تقوم فيها مايكروسوفت، التي تتخذ من ريدموند، واشنطن مقرًا لها، بالإعلان عن تغييرات تنظيمية.
ومايكروسوفت شركة أميركية متعددة الجنسيات، وتعد واحدة من أكثر العلامات التجارية قيمة في العالم، وواحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة، متخصصة في تطوير وتصنيع وبيع ودعم وترخيص برمجيات الحاسوب وألعاب الفيديو وأنظمة التشغيل، كما تنشط في إنتاج مكونات الحواسيب والخوادم والهواتف.
وكانت مايكروسوفت، المصنّعة لنظام "ويندوز"، قد تعهّدت بإنفاق رأسمالي قدره 80 مليار دولار للسنة المالية 2025. ومع ذلك، فإن التكاليف المتزايدة لتوسيع بنيتها التحتية في مجال الذكاء الاصطناعي أثّرت سلبًا على هوامش أرباحها، حيث من المتوقع أن تنخفض هوامش أرباح خدمات الحوسبة السحابية في الربع المالي لشهر يونيو مقارنة بالعام الماضي، بحسب "رويترز".
وقالت مايكروسوفت يوم الأربعاء إنها تعتزم تقليص عدد طبقات الإدارة، وخفض عدد المديرين، وتبسيط منتجاتها وإجراءاتها وأدوارها. وأجرت الشركة عدة جولات من التسريحات خلال عام 2024؛ ففي يناير/كانون الثاني سرّحت مايكروسوفت أقل من 1% من الموظفين لأسباب تتعلق بالأداء، وفي مايو/أيار تم تسريح أكثر من 6 آلاف موظف، وفي يونيو/حزيران تم تسريح ما لا يقل عن 300 موظف إضافي. يُذكر أن عدد موظفي الشركة بلغ 228 ألف موظف في يونيو/حزيران 2024، وكانت قد استغنت عن 10 آلاف موظف في عام 2023.
أما أكبر عملية تسريح قامت بها مايكروسوفت، فتعود إلى عام 2014، عندما استغنت عن 18,000 موظف بعد استحواذها على وحدة الأجهزة والخدمات في شركة "نوكيا". ومثل ما حصل في جولة مايو/أيار، تسعى مايكروسوفت إلى تقليل عدد الطبقات الإدارية التي تفصل بين الموظفين التنفيذيين وكبار المسؤولين، مما يعزز المرونة وسرعة اتخاذ القرار.
وأعلنت شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى، التي تستثمر أيضًا بكثافة في الذكاء الاصطناعي، عن عمليات تسريح مماثلة. فقد قالت شركة "ميتا"، الشركة الأم لفيسبوك، في وقت سابق من هذا العام، إنها ستستغني عن نحو 5% من أضعف الموظفين أداءً، فيما قامت شركة "غوغل" التابعة لألفابت بتسريح المئات من موظفيها خلال العام الماضي.
كما قامت شركة "أمازون" بتسريح موظفين في عدة أقسام، كان أحدثها في قسم الكتب، بعدما سبق أن استغنت عن موظفين في قسمي الأجهزة والخدمات، إضافة إلى موظفي الاتصالات. وقد أدت الضبابية الاقتصادية وارتفاع التكاليف إلى موجة تسريحات في مختلف القطاعات في الولايات المتحدة، مع سعي الشركات إلى تبسيط عملياتها والتحوط ضد مزيد من الضغوط المالية.
كما أفادت وكالة "بلومبيرغ" أن فرع مايكروسوفت في برشلونة، "كينغ"، وهو مطوّر لعبة "كاندي كراش"، سيستغني عن 10% من موظفيه، أي حوالي 200 وظيفة. وأكدت مايكروسوفت لوكالة "رويترز" أن قسم الألعاب قد تأثر بالفعل بعمليات التسريح، وإن لم يكن ذلك على مستوى القسم بأكمله، لكنها لم تقدّم مزيدًا من التفاصيل.
ورغم عمليات التسريح، تواصل مايكروسوفت تحقيق نتائج مالية قوية. فقد سجّلت صافي دخل يقارب 26 مليار دولار من إجمالي إيرادات بلغ 70 مليار دولار في الربع المالي المنتهي في مارس، متجاوزة توقعات وول ستريت، مما يجعلها من بين أكثر الشركات ربحية ضمن مؤشر "S&P 500". وتتوقّع الشركة نموًا سنويًا في الإيرادات بنسبة 14% في الربع المالي المنتهي في يونيو/حزيران، مدفوعًا بالتوسع في خدمات Azure السحابية وبرمجيات الإنتاجية. وكان سهم مايكروسوفت قد أغلق عند مستوى قياسي بلغ 497.45 دولاراً في 26 يونيو/حزيران، قبل أن يتراجع بنسبة 0.2% يوم الأربعاء، بينما ارتفع مؤشر "أس أند بي 500" بنسبة 0.5%.

Related News

