تدخل أوروبا الربع الثالث من عام 2025 بمستويات تخزين للغاز الطبيعي منخفضة بشكل كبير عن العامين الماضيين، ولكن مع استمرار ضعف الطلب، واستمرار قوة واردات الغاز الطبيعي المسال، وإشارة بروكسل إلى مرونة جديدة حول أهداف التخزين، قد تتمكن السوق من تجنب أي تدافع لإعادة تعبئة المخزونات قبل موسم الشتاء المقبل، وفق تقرير نشرته وكالة "ستاندرد أند بورز" على موقعها الإلكتروني.

وبحسب تحليل شركة كوميديتي إنستايتس Commodity Insights، من المتوقع أن تصل مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى 86% من طاقتها بحلول نهاية أكتوبر المقبل. ويأتي ذلك في الوقت الذي تظل فيه التوقعات الاقتصادية العالمية غير مؤكدة، في ضوء اقتراب انتهاء فترة توقف الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أوائل يوليو/تموز والمخاطر الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط.

وبحلول 28 يونيو/حزيران، كانت مرافق تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي ممتلئة بنسبة 58.2% من سعتها، وفقًا لبيانات من البنية التحتية للغاز في أوروبا. وهذا أقل بكثير من مستويات المخزون في الوقت نفسه عام 2023 (76.6%) وعام 2024 (76.8%)، وفق التقرير ذاته. وشهد الشتاء البارد نسبياً انخفاض مخزونات الاتحاد الأوروبي إلى 33.8% فقط بحلول نهاية شهر مارس/آذار، ولكن بعد بداية بطيئة للحقن، ارتفعت معدلات التعبئة. وتسارع معدل الامتلاء في شهر يونيو على وجه الخصوص، حيث بلغ متوسطه أكثر من 30% أعلى من المعدل في العامين السابقين.

ضعف الطلب الصيني على الغاز

وقال ألون ديفيز، مدير الأبحاث والتحليل في شركة ستاندرد آند بورز غلوبال: "نظراً إلى ضعف ميزان الغاز الطبيعي المسال العالمي مقارنة بالتوقعات، وهو ما يرجع في المقام الأول إلى ضعف الطلب الصيني على الغاز الطبيعي المسال، نتوقع أن تكون شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا مرتفعة بما يكفي من دون وجود خطر قوي من ارتفاع الأسعار خلال الربع الثالث للحفاظ على هذا المعدل من التخزين خلال شهري يوليو وأغسطس".

وقال ديفيز إن هذا من شأنه أن يسمح بتخزين النفط حتى يصل إلى الحد الأدنى من المستويات المستهدفة في الاتحاد الأوروبي. ولا يزال تتعين مراقبة ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سوف يعتمد لائحة التخزين المعدلة في الوقت المناسب للتأثير على معدل الامتلاء هذا الصيف. وتوصل البرلمان والمجلس الأوروبيان إلى اتفاق مؤقت في 24 يونيو/حزيران يقدم مرونة جديدة حول هدف التعبئة بنسبة 90%، مما يسمح بانحراف قدره عشر نقاط مئوية وانحراف آخر إذا استمرت الظروف السلبية في السوق.

ومع ذلك، قال مصدر في الاتحاد الأوروبي إنه في حين يمكن التوقيع على الاتفاق ونشره في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي قبل العطلة الصيفية، "قد يكون محكماً". في هذه الأثناء، فرضت ألمانيا، التي تمتلك أكبر قدرة تخزين للغاز في الاتحاد الأوروبي، أهدافها الخاصة بالتخزين والتي تختلف بين موقع وآخر، ولكنها تنص على هدف ملء متوسط بنسبة 70% بحلول الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.

ومن المرجح أن تدعم توقعات إمدادات الغاز الطبيعي المسال القوية في الربع الثالث عملية ملء مخازن التخزين في أوروبا. ومن المتوقع أن تزيد واردات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بأكثر من 50% على أساس سنوي في الربع الثالث، وفقاً لتوقعات شركة كوموديتي إنسايتس، على الرغم من أن آسيا قد تتنافس مرة أخرى على الشحنات بعلاوة ثابتة على علامة شمال غرب أوروبا.

وفي الوقت نفسه، تظل النرويج تشكل عامل خطر، ومن المقرر أن تخضع لجدول صيانة مخطط له ثقيل نسبياً من نهاية أغسطس/آب حتى أواخر سبتمبر/أيلول، وهو ما سيؤدي إلى إخراج ما يصل إلى 115 مليون متر مكعب يومياً من الطاقة الإنتاجية من الخدمة.

وأي تمديد للأعمال، وهو ما كان سمة من سمات فترات الصيانة الصيفية السابقة، قد يثير قلق السوق الذي ينتظر استعادة القدرة الكاملة للإمدادات النرويجية. وعلى جانب الطلب، من المتوقع أن يظل الاستهلاك الأوروبي ضعيفاً، حيث توقعت شركة كوموديتي إنسايتس انخفاض الطلب الإجمالي بنسبة 1% على أساس سنوي في الربع الثالث. وفي الوقت نفسه، تدخل أسواق الطاقة الأوروبية الربع الثالث من العام بارتفاع طفيف عن الصيف الماضي، حيث لا تزال العقود الآجلة مدفوعة بشكل رئيسي بسعر الغاز.