
قلّل مسؤولون أميركيون، أمس الأربعاء، من أهمية إعلان البيت الأبيض تعليق إمداد أوكرانيا ببعض شحنات الأسلحة، لافتين إلى أن خيارات الرئيس دونالد ترامب ما زالت منصبّة على دعم كييف عسكريا. وتواجه أوكرانيا هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ تعدّ من بين الأعنف منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات، ومن شأن تعليق إمدادها بذخيرة، خصوصا تلك المخصّصة للدفاعات الجوية، أن يشكّل نكسة كبيرة لكييف.
وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل في تصريح لصحافيين إن "وزارة الدفاع تواصل عرض خيارات قوية على الرئيس في ما يتّصل بالدعم العسكري لأوكرانيا، بما يتماشى مع هدف إنهاء هذه الحرب المأساوية". وتابع "تدرس الوزارة وتكيّف بتمعّن مقاربتها لتحقيق هذا الهدف مع الحفاظ على جاهزية الجيش الأميركي وأولوياته الدفاعية".
وفي الأثناء، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس إن قرار تعليق بعض شحنات الأسلحة "ليس وقفا لدعمنا لأوكرانيا أو لإمدادها بأسلحة"، لافتة إلى أنها حالة واحدة، مضيفة "وسنناقش ما سيأتي في المستقبل". وقالت بروس إنّ "الرئيس أشار إلى أنّ التزامه ما زال قائما في ما يتّصل بصواريخ باتريوت"، في إشارة إلى نظام للدفاع الجوي يؤدي دورا أساسيا في تصدي أوكرانيا لهجمات روسية.
وكانت وزارة الخارجية الأوكرانية قد حذرت، أمس الأربعاء، من أن "أي تأخير أو إرجاء" في تسليمها الأسلحة من قبل واشنطن "يشجّع" روسيا على مواصلة مهاجمتها، وقالت في بيان إنّ "الجانب الأوكراني شدد على أنّ أي تأخير أو إرجاء في دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية لن يؤدي سوى إلى تشجيع المعتدي على متابعة الحرب والترهيب، بدلاً من البحث عن السلام".
وفي عهد الرئيس السابق جو بايدن تعهّدت واشنطن بتقديم دعم عسكري لأوكرانيا بأكثر من 65 مليار دولار ردا على غزو روسي لأراضيها بدأ في فبراير/ شباط 2022. لكنّ ترامب، الذي لطالما انتقد الدعم الأميركي لأوكرانيا، لم يحذُ حذو سلفه، إذ لم يعلن عن أي مساعدات عسكرية لكييف منذ توليه سدة الرئاسة في يناير/ كانون الثاني الفائت.
يأتي ذلك في وقت تحرز فيه روسيا تقدما على الجبهة مع تكثيف الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على كييف ومدن أخرى، بعد أن كانت قد حشدت قواتها خلال الأسابيع القليلة الماضية وتقدمت في المناطق الريفية على جانبي بلدتي بوكروفسك وكوستيانتينيفكا اللتين تقعان على مفترق طرق يؤدي إلى خط المواجهة في المدن الكبرى في الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.
في غضون ذلك، قتلت امرأة روسية وجرح شخصان في ضربات مسيّرات أوكرانية في منطقة ليبيتسك الروسية على بعد حوالى 400 كيلومتر، جنوب شرقي موسكو، وفق ما ذكرت السلطات المحلية صباح اليوم الخميس. وقال حاكم منطقة ليبيتسك إيغور ارتامونوف عبر تليغرام: "سقطت شظايا مسيّرات على مبنى سكني خاص في منطقة ليبيتسك"، وأوضح أنه "قتلت امرأة ولدت في 1954 كانت تقيم في المبنى. وأصيب شخصان آخران". وتسببت مسيّرات باندلاع حريق في موقع شركة في مدينة إيليتس في منطقة تضم مجمعات صناعية عدة من دون وقوع ضحايا حسبما أضاف الحاكم.
ومن الجانب الأوكراني، أدت ضربات روسية ليل الأربعاء الخميس إلى سقوط أربعة جرحى في مدينة أوديسا الساحلية في جنوب البلاد وفق أجهزة الإسعاف. وقالت أجهزة الإسعاف عبر تليغرام "تضرر مبنى من تسعة طوابق إثر هجوم للعدو" ما أدى إلى اندلاع حريق. وتم إجلاء نحو خمسين شخصا و"أصيب أربعة أشخاص".
(فرانس برس، العربي الجديد)

Related News


