
أعلنت شبكة توصيل المحتوى كلاودفلير الحرب على شركات الذكاء الاصطناعي. اعتباراً من يوليو/تموز، شرعت الشركة في حظر "زواحف الويب" الخاصة بالذكاء الاصطناعي، بشكل تلقائي، ومنعها من الوصول إلى محتوى المواقع الإلكترونية من دون إذن أو تعويض. وزواحف الويب هي برامج تتصفح الإنترنت للحصول على محتواه وفهرسته.
الدفع مقابل الزحف
قال المدير التنفيذي لـ"كلاودفلير"، ماثيو برينس، في بيان، إن هذه السياسة الجديدة تهدف إلى "منح الناشرين السيطرة التي يستحقونها، وبناء نموذج اقتصادي جديد يخدم الجميع، المبدعين، والمستهلكين، ومؤسسي الذكاء الاصطناعي، ومستقبل الإنترنت ذاته". ولتعزيز هذه السياسة، أطلقت "كلاودفلير" برنامج "الدفع مقابل الزحف"، الذي يسمح للناشرين بتحديد أسعارهم الخاصة أمام شركات الذكاء الاصطناعي التي ترغب في استخدام المحتوى.
أزمة زواحف الذكاء الاصطناعي
وتبطئ زواحف شركات الذكاء الاصطناعي مثل GPTBot من "أوبن إيه آي"، وClaudeBot من "أنثروبيك" مواقع الإنترنت بتوليد كميات هائلة من الطلبات المؤتمتة التي تُعيق أداء المواقع وتجعلها بطيئة جداً. وزواحف الذكاء الاصطناعي غالباً ما تزحف على المواقع بشكل أكثر شراسة من زواحف محركات البحث التقليدية مثل "غوغل"، ففي بعض الأحيان تعيد زيارة الصفحات نفسها كل بضع ساعات، أو تُرسل مئات الطلبات في الثانية الواحدة. وبينما تُنكِر شركات الذكاء الاصطناعي أن زواحفها مسؤولة عن هذه المشاكل، تشير الأدلة إلى أنها تكذب وهي الفاعلة.
"كلاودفلير" تسترجع حقوق صنّاع المحتوى
لهذا، وبالنيابة عن أكثر من مليوني عميل، أي 20% من شبكة الإنترنت، بدأت "كلاودفلير" الآن بحظر زواحف الذكاء الاصطناعي. وكل موقع جديد يشترك في خدمات "كلاودفلير" سوف يستفيد من حظر هذه الزواحف تلقائياً، ما لم يمنح المالك إذناً صريحاً لها. كما تَعِد الشبكة بكشف الزواحف الخفية التي تحاول التهرب من الكشف، من خلال تحليل السلوك واستخدام التعلم الآلي.
وعبرت شركات نشر عديدة عن غضبها من كون شركات الذكاء الاصطناعي "تستنزف" محتوى الإنترنت من دون إذن أو مقابل، وغالباً ما تتجاهل بروتوكولات مصممة لمنع هذا النوع من الزحف. وزاد الطين بلة صدور أحكام قضائية جديدة لمصلحة "ميتا" و"أنثروبيك" اعتبرت استخدامهما للأعمال المحمية بحقوق النشر قانونياً، ويدخل في باب "الاستخدام العادل".
الكُتّاب والفنانون والناشرون غير راضين عن ذلك إطلاقاً، ولا تزال شركات النشر تخشى أن الحكومة الفيدرالية الأميركية ستمنح الذكاء الاصطناعي حرية التصرف بمحتواهم من دون قيود. ولا تزال شركات مثل "أوبن إيه آي" و"غوغل" تضغط على الحكومة الأميركية لاعتبار تدريب الذكاء الاصطناعي على البيانات المحمية ضمن "الاستخدام العادل".

Related News

