في لحظة تُعيد فيها مدينة الإسكندرية تأكيد موقعها الثقافي، تُطلق مكتبة الإسكندرية دورتها العشرين من معرضها الدولي للكتاب، والذي يُقام هذا العام في الفترة ما بين 7 و21 يوليو/ تموز الجاري، بمشاركة واسعة تشمل 78 دار نشر من مصر والوطن العربي، وبرنامج ثقافي ثري يزيد عن 215 فعالية، تمتد من الندوات الفكرية، مروراً بالورش الإبداعية، وصولاً إلى اللقاءات المفتوحة مع المفكرين والكتّاب.

في بيانٍ صدر عن المكتبة، أكد مديرها أحمد زايد، أن المعرض يقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين والعرب، ليمثل إحدى أبرز المحطات الثقافية في صيف 2025. وأضاف أن المعرض هذا العام يخصص جناحاً موسّعاً لأدب الطفل، يضم أكثر من 15 دار نشر متخصصة، إلى جانب جناح آخر يحتفي بالكتب القديمة والنادرة بالتعاون مع باعة سور الأزبكية.

واختارت المكتبة  الدبلوماسي المغربي الراحل محمد بن عيسى شخصية لهذا العام، وهو أحد أعضاء مجلس أمناء المكتبة السابقين، ومؤسس موسم أصيلة الثقافي، والذي رحل عن عالمنا في مارس/ آذار الماضي.

لا يتوقف المعرض عند فضاء الكتب، بل يمتد ليشكل مهرجاناً ثقافياً يملأ المدينة. أكثر من 800 متحدث ومحاضر يشاركون في الفعاليات المتنوعة، التي تُنظَّم في مقر المكتبة الرئيسي، إلى جانب أماكن أخرى مثل بيت السناري في القاهرة، وقصر خديجة في حلوان. وتتنوع الموضوعات المطروحة بين الأدب والفكر والفنون والعلوم الاجتماعية والرياضة، بالإضافة إلى محاور متخصصة لدعم الشباب والمرأة والطفل.

ويولي البرنامج اهتماماً خاصاً بإبداعات مدينة الإسكندرية، حيث يحضر مبدعوها حضوراً كثيفاً في الفعاليات، إلى جانب ورش في فنون السرد والحكي، وعروض فنية وفلكلورية مفتوحة على ساحة بلازا المكتبة.

من بين الفعاليات المنتظرة، حفل توزيع جوائز "مسابقة القراءة الكبرى" التي أطلقتها المكتبة مؤخراً، والمقررة إقامته مساء الخميس 17 يوليو/ تموز بالقاعة الكبرى، بحضور نخبة من المفكرين والكتاب.

كما تحتفي المكتبة  بدورها المعرفي من خلال إصدار 33 عنواناً جديداً، تُضاف إلى رصيدها البالغ 1109 عناوين، وتشمل الإصدارات كتالوجاً فنياً للفنان الراحل أحمد عبد الوهاب، وكتاب "أعمال ندوة زكي نجيب محمود"، إلى جانب كتبيين من سلسلة "تراث الإنسانية للنشء والشباب": أحدهما عن المهندس المعماري حسن فتحي، والآخر عن فولتير بعنوان "رسالة في التسامح".