
عُيّنت سيدة الأعمال الأميركية ميشيل كانغ (66 عاماً) رئيسة لنادي أولمبيك ليون الفرنسي، خلفاً لمواطنها جون تكستور، الذي تنحّى عن منصبه إثر هبوط النادي إلى دوري الدرجة الثانية بقرار من هيئة الرقابة المالية في فرنسا، بعد فشله في تسوية ديونه الثقيلة. وبهذا التعيين، أصبحت كانغ أول امرأة تتولى رئاسة نادٍ في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، لتضع حداً لغياب العنصر النسوي عن هذا المنصب في "الليغ 1"، وتفتح صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم الفرنسية، في وقت كانت فيه سيدات أخريات قد شققن هذا الطريق على مستوى البطولات الأوروبية الكبرى.
وفي هذا الصدد، سلّطت صحيفة ليكيب الفرنسية، أمس الثلاثاء، الضوء على السيدات اللاتي تولين منصب رئاسة نادٍ لكرة القدم الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى قبل ميشيل كانغ، مشيرة إلى أنّها تُعد رائدة في الدوري الفرنسي، لكنها ليست استثناءً على الساحة الأوروبية، فقد سبقتها نساء إلى قيادة أندية بارزة في دوريات النخبة، خاصة في إسبانيا وإيطاليا، حيث تمكنّ من كسر الحواجز التقليدية في بيئة لطالما هيمن عليها الرجال، وفرضن أنفسهن في مواقع القرار، رغم الصعوبات والتحديات المحيطة.
قبل كانغ الريادة الإسبانية تنطلق من رايو فاليكانو
في إسبانيا، تعود أول تجربة نسوية بارزة إلى عام 1994، عندما تولّت ماريا تيريزا ريفيرو رئاسة نادي رايو فاليكانو، واستمرت في المنصب حتى عام 2011، ولم تكن بداية تيريسا سهلة، إذ خلفت زوجها المعروف بسمعته المثيرة للجدل، خوسيه ماريا رويز ماتيوس، وصرّحت في بداياتها أنها لا تهتم بكرة القدم، ورغم استقالتها المؤقتة عام 2003 بعد تعرّضها لهتافات مسيئة من الجماهير، إلا أنّها قادت النادي لأفضل فترة في تاريخه، حين بلغ خلالها ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 2001، حتى أن ملعب فاييكاس حمل اسمها في تلك الفترة تكريماً لدورها.
كما شهدت إسبانيا في العقد الأول من الألفية، تولي سيدتين رئاسة ناديين كبيرين من إقليم الباسك خلال فترات قصيرة، إذ أصبحت آنا أوركيجو رئيسة لفريق أتلتيك بيلباو بين عامي 2006 و2007، بينما ترأست ماريا دي لا بينا بيرراوندو نادي ريال سوسيداد بين يونيو/حزيران ونوفمبر/تشرين الثاني 2007، وثم تولّت لاحقاً لاي هون تشان رئاسة فالنسيا من 2014 إلى 2017، قبل أن تعود في 2022، لكن استبدلت في مارس/ آذار الماضي ليحل محلها كيات ليم، نجل المالك بيتر ليم، أما حالياً، فتُعد ماريان مورينيو، رئيسة سيلتا فيغو منذ 2023، الوحيدة التي تتولى هذا المنصب في "الليغا"، ومع ذلك، فإن فيكتوريا بافون تظل الأكثر نجاحاً، بعدما أنقذت فريق ليغانيس من الإفلاس في 2009 وقادته من الدرجة الثالثة إلى دوري الأضواء.
روما تفتح الطريق في إيطاليا
ويعتبر نادي روما أول نادٍ في الكالتشيو تشهد رئاسته امرأة، وتحديداً فلورا فيولا، التي خلفت زوجها الراحل دينو فيولا في يناير/كانون الثاني 1991، ورغم أنّها لم تمكث سوى ثلاثة أشهر، فإن تلك الفترة شهدت تتويج الفريق بكأس إيطاليا، وثم تولّت لاحقاً روزيلا سينسي رئاسة النادي بين 2008 و2011 بعد وفاة والدها، لتكون ثاني امرأة تتولى هذا المنصب في الكالتشيو، وفي الفترة نفسها، شغلت فرانشيسكا ميناريني رئاسة نادي بولونيا بين عامي 2008 و2010، ما ساهم في زيادة تمثيل النساء داخل الأندية الإيطالية.
أدوار فاعلة في إنكلترا وغياب تام في ألمانيا
رغم أن مارينا غرانوفسكايا لم تكن رئيسة لنادي تشلسي الإنكليزي، إلا أنّ دورها كمديرة تنفيذية بين عامي 2013 و2022 كان محورياً في إدارة الفريق اللندني، بصفتها مستشارة قريبة من المالك رومان أبراموفيتش، وفي المقابل، تُعد فانيسا غولد، الرئيسة المشاركة لنادي ويستهام يونايتد حالياً، إحدى الحالات النادرة في البريمييرليغ، إذ ورثت حصة والدها الراحل ديفيد غولد، لتصبح مالكة لـ25% من أسهم النادي، أما في ألمانيا، فلا تزال البوندسليغا دون أي تجربة نسائية في رئاسة الأندية، رغم أن دوناتا هوفن تولّت رئاسة رابطة الدوري الألماني لكرة القدم بداية عام 2022، لكنها استقالت بعد أقل من عام.
