تفاهمات أردنية سورية لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والمياه
Arab
1 week ago
share

بحث الأردن وسورية اليوم الأربعاء عدداً من ملفات التعاون في مجالات الطاقة والمياه استكمالاً للمباحثات التي تمت بينهما مؤخراً في سياق مساعي تعزيز العلاقات بين البلدين في كلّ الميادين، خاصة الاقتصادية منها. وكشف وزراء الطاقة والمياه في البلدين عن تفاهمات توصلوا إليها في مباحثات أجريت في العاصمة الأردن بشأن تعزيز التعاون في قطاعي الطاقة والمياه خلال الفترة المقبلة وتسريع الإجراءات الخاصة بذلك. وقال وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة إن "الأردن يواصل توسيع مجالات التعاون مع الدول الشقيقة، وعلى رأسها سورية وقطر ومصر، في قطاعات الطاقة المختلفة، خاصة في مجالات التبادل الكهربائي، والطاقة المتجددة، والمشتقات النفطية".

وأضاف الخرابشة خلال مؤتمر صحافي الأربعاء أن اللقاءات التي عُقدت مع الجانب السوري "بحثت سبل رفع قدرة الشبكة الكهربائية السورية تحت الضغط القائم"، وأن "الأشقاء في سورية يعملون حاليًّا على إعادة تأهيل الشبكة، ما يمهّد الطريق لإقامة شبكات تبادل كهربائي بين الأردن وسورية في المستقبل القريب". وبين أن التواصل جارٍ حاليًّا مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لتمويل دراسة فنية لرفع قدرة التبادل الكهربائي بين البلدين، و"قد تم الاتفاق على تشكيل فريق فني مشترك لمتابعة هذه الدراسة ووضع خطة عمل ضمن إطار زمني محدد للسير بها قُدمًا".

وقال الخرابشة إن الاجتماعات تناولت كذلك مجالات التعاون السابقة، ولا سيما في قطاع توزيع الكهرباء، حيث استعرض الجانب الأردني خبراته في هذا المجال، إلى جانب بحث فرص التعاون في قطاع المشتقات النفطية، من خلال الشركات التسويقية، والاستفادة من البنية التحتية المتوفرة في الأردن، مثل الخزانات التابعة للشركة اللوجستية للمشتقات النفطية – المملوكة بالكامل للحكومة – ومصفاة البترول الأردنية. وأشار الى أن الأردن يعمل حاليًّا على بلورة خطة عمل شاملة في قطاع الطاقة مع سورية "بهدف ترجمة رؤية القيادتين السياسيتين في البلدين إلى مشاريع عملية تخدم مصالح الشعبين الشقيقين، وتُسهم في تعزيز أمن الطاقة واستقرارها في المنطقة".

من جانبه، قال وزير الطاقة السوري، محمد البشير، إن سورية بدأت منذ اليوم الأول التعاون مع الأردن في مجال الطاقة، و"جرى بالفعل تمديد الغاز من الأردن إلى سورية ضمن تعاون ثلاثي ضمّ سورية والأردن وقطر، لتحسين واقع الطاقة في سورية لفترة محددة". وأضاف أن الزيارة الحالية تهدف إلى استكمال هذا التعاون من خلال زيادة كميات الغاز التي سيتم ضخها من الأردن إلى سورية، إضافة إلى بحث توريد الكهرباء وتحسين كفاءة خدمات التوليد الكهربائي في سورية.

وأضاف البشير أن النقاشات شملت أيضًا الربط الإقليمي القائم، والذي يتطلب إعادة تحديث بعد تخصيص منحة من البنك الدولي لدعمه. وفي هذا الإطار، جرى تشكيل فرق فنية مشتركة من الجانبين لمتابعة التفاصيل التقنية المتعلقة بخط الربط الكهربائي، وتحديد احتياجاته تمهيدًا لتشغيله في أسرع وقت ممكن، بما يُسهم في تحسين التغذية الكهربائية في سورية لتصل إلى 250–300 ميغاواط خلال الفترة المقبلة.

وفي ما يخص قطاع المياه، أوضح البشير أن الجانبين ناقشا اتفاقية حوض اليرموك، في ظل التحديات التي تواجه سورية نتيجة الجفاف، إذ سيتم تشكيل لجان فنية لدراسة الاتفاقيات الحالية بهدف تحسين شروطها بما يعود بالنفع على البلدين. وأشار إلى أن سورية منعت بشكل نهائي حفر الآبار العشوائية، خاصة في جنوب البلاد، بسبب التأثير السلبي لهذا الحفر على ينابيع المياه التي كانت تُسهم في تغذية السدود، وفق اتفاقية عام 1987. كما عُقدت اجتماعات مع شركات مختصة بتوزيع الطاقة الكهربائية، حيث أكد الوزير أن "سورية لا تزال بحاجة إلى المزيد من القدرات في هذا المجال، والأبواب مفتوحة لدخول الشركات الأردنية للاستثمار في قطاع توزيع الكهرباء في سورية خلال الفترة المقبلة".

وقال وزير المياه والري الأردني رائد أبو السعود إن "التعاون القائم مع الأشقاء في سورية يشكّل بارقة أمل لحل التحديات المائية المشتركة، لا سيما تلك المتعلقة بسد الوحدة وحوض نهر اليرموك، في ظل ظروف مائية صعبة تواجهها المنطقة منذ سنوات". وبين أن سد الوحدة، الذي يُعد من المشاريع المائية الاستراتيجية، لم يمتلئ منذ إنشائه في عام 2005 وحتى عام 2023، لأسباب متعددة، ما يحتم العمل المشترك والجاد لإيجاد حلول عملية ومستدامة.

وقال إنه جرى التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الجانب السوري لعقد أول اجتماع للجنة الأردنية السورية المشتركة، لبحث مختلف القضايا المتعلقة بحوض اليرموك ونهر اليرموك، بالإضافة إلى الحصص المائية المستحقة لكل طرف. وأوضح أبو السعود أنه سلّم نظيره السوري رسالة رسمية تتعلق باتفاقية عام 1987، والتي تتضمن بندًا يتيح للطرفين تعديل الاتفاقية، بما يخدم مصالحهما المشتركة، خاصة في ما يتعلق بإدارة مياه سد الوحدة وحوض اليرموك. وأعرب الوزير عن تفاؤله بإمكانية معالجة أزمة المياه في المنطقة، مضيفًا أن "الجانب السوري أبدى تفهمًا لحجم التحديات التي يواجهها الأردن، وأظهر رغبة صادقة في التوصل إلى حلول مشتركة من خلال آليات تنسيق فعّالة بين الجانبين".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows