
يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، يوم الاثنين المقبل، في زيارة هي الرابعة إلى الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، والثالثة منذ عودة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى سُدّة البيت الأبيض. وتقاطع توقيت الزيارة هذه المرّة مع مسارات عديدة تسلكها إسرائيل نحو ما توصّفه بأنه "تغيير وجه الشرق الأوسط": أكثر من سنة ونصف من إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة بموازاة توسيع المشروع الاستيطاني في الضفة، والحرب المستمرة على الوجود الفلسطيني في المخيمات، وتقويض قدرات حزب الله في لبنان بشكل كبير، وسقوط نظام بشار الأسد في سورية، وحرب هجينة متواصلة مع الحوثيين اليمن، وأخيراً الحرب على إيران لتقويض برنامجها النووي، ومشروعها لتطوير القدرات الصاروخية الباليستية.
على هذه الخلفية، اختلطت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين على مدار الأسبوع الماضي بعبارات الانتصار والإنجاز واستغلالها لتحقيق ما عدّوه فرصاً لتغيير المنطقة وتوقيع مزيد من الاتفاقيات الأمنية وضم دولٍ جديدة في المنطقة إلى "اتفاقات أبراهام". وبناءً على ما تقدّم، فإن زيارة نتنياهو تتخطى احتمال توقيع صفقة تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار في قطاع غزة على الرغم من كون ذلك قاعدة أساسية لأي تغيير قادم؛ حيث من المتوقع، وفقاً لما أفادت به الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان – ريشت بِت"، اليوم الأربعاء، أن يطالب نتنياهو الرئيس الأميركي، بالحصول على ضوء أخضر وضمانات تكفل لإسرائيل ضرب إيران واستهدافها في حال اكتشاف تل أبيب أي سعي من جانب طهران لترميم القدرات النووية والصاروخية وتعزيزها. وعملياً، هي صيغة تشبه "النموذج اللبناني"؛ حيث تواصل إسرائيل منذ وقف إطلاق النار، في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استهداف ما تدعي أنه سعي حزب الله لترميم قدراته المتضررة.
ورجحت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية أن يطلب نتنياهو ضمانات مكتوبة وليست شفويّة من جانب الولايات المتحدة، ولعل هذه الضمانات تتمثل باستهداف ما تعرّفه إسرائيل بأنه "رأس الأخطبوط"، قد تكون هذه الضمانات بنظر نتنياهو بوليصة تأمين أمام الجناح المتطرف في ائتلافه الحكومي والذي يتمسك باستمرار الحرب على قطاع غزة، باعتبار أنّ حركة حماس واحدة من "أذرع الأخطبوط". في غضون ذلك، أفادت قناة "كان" في نشرتها المركزية مساء أمس الثلاثاء، بأنّ نتنياهو مهتم بأن يعرض الرئيس الأميركي خطة إقليمية للشرق الأوسط في إطار وقف الحرب على قطاع غزة. ونقلت القناة عن مصادر إسرائيلية قولها إنّ "قضية وقف الحرب في قطاع غزة، وإطلاق سراح المحتجزين ستكون جزءاً أساسياً من الخطة المستقبلية".
وفي وقتٍ سابق أمس، أكّد ترامب ونتنياهو الزيارة المنتظرة الأسبوع المقبل؛ فيما قال الرئيس الأميركي "أنا حازم جداً مع نتنياهو في مسألة إنهاء الحرب"، رداً على سؤال وجهه أحد الصحافيين إليه، مضيفاً أنّ "نتنياهو يرغب في وقف الحرب". ولفت ترامب إلى أنه "من المحتمل أن يتم التوصل إلى اتفاق (بخصوص غزة) في الأسبوع المقبل". وفي الإطار، أشارت القناة إلى أن قطر التي تتوسط بين حركة حماس وإسرائيل، قدّمت إلى الأخيرة مقترحاً معدّلاً يتضمن وقف لإطلاق نار من 60 يوماً.
وطبقاً لما نقلته القناة عن دبلوماسيين اثنين لم تحدد هويتهما، فإنه في إطار الصفقة يُطلق في اليوم الأوّل سراح ثمانية أسرى إسرائيليين أحياء، على أن يطلق سراح اثنين آخرين من هذه الفئة في اليوم الـ50 من الاتفاق. ونص المقترح الجديد على الإفراج عن جثامين 18 أسيراً قتيلاً على ثلاث دفعات. وفي المقابل، ينسحب جش الاحتلال، بموجب الاتفاق، من "محور موراغ"، وترفع إسرائيل من وتيرة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة. وحسب ما نقلته القناة عن مصادر مطلعة على المفاوضات بين الجانبين، فإن "ثمة تقدّما كبيرا نحو صفقة، غير أنه حتّى الآن لا تزال هناك خلافات بين الأطراف حول شروط وقف الحرب ونطاق انسحاب الجيش الإسرائيلي".

Related News


