
واصلت أسعار الذهب تراجعها الطفيف في تعاملات اليوم الأربعاء، وسط حالة من الترقب الحذر تسود الأسواق قبيل صدور بيانات التوظيف الأميركية، ومتابعة المستثمرين لتصريحات رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، الذي تبنى مجدداً لهجة تحفظية بشأن خفض أسعار الفائدة، غير أنّ ضعف الدولار حدّ من خسائر المعدن الأصفر. في الوقت ذاته، استقرت أسعار النفط في نطاق محدود مع استعداد تحالف أوبك+ لاجتماعه المقرر في نهاية هذا الأسبوع لتحديد مستويات الإنتاج الجديدة لشهر أغسطس/ آب المقبل.
ضعف الدولار حدّ من خسائر الذهب
ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.2% مسجلاً 3330.68 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 02:17 بتوقيت غرينتش، وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 3340.60 دولاراً، وفق ما أوردته وكالة رويترز. وتراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في أكثر من ثلاث سنوات، ما يجعل المعدن الأصفر أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى. وقال رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في "تاست لايف" إيليا سبيفاك: "تشهد أسعار الذهب استقراراً بعد تسجيل أقوى مكاسب لها في أسبوعين. ويواصل الاتجاه العام دعم الاتجاه الصعودي في الوقت الحالي"، مضيفاً أنّ توقعات سياسة مجلس الاحتياط الفيدرالي تتصدر المشهد حالياً.
وقال باول إنّ البنك المركزي الأميركي يخطط "للانتظار ومعرفة المزيد" عن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم قبل خفض أسعار الفائدة، منحياً مرة أخرى مطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإجراء تخفيضات فورية وعميقة في أسعار الفائدة. وزادت فرص العمل بالولايات المتحدة بشكل غير متوقع في مايو/ أيار، لكن انخفاض التوظيف أضاف إلى مؤشرات تباطؤ سوق العمل وسط حالة من عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على الواردات.
ويترقب المستثمرون الآن بيانات التوظيف الأميركية، المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم الأربعاء، وبيانات الوظائف غير الزراعية غداً الخميس. وقال سبيفاك: "أكبر خطر على الذهب هو صدور نتائج قوية بشكل غير متوقع لبيانات الوظائف غير الزراعية، لكن من المستبعد حدوث ذلك على ما يبدو". وقد أقرّ الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي، أمس الثلاثاء، مشروع قانون ترامب للضرائب والإنفاق الذي يضيف 3.3 تريليونات دولار إلى الدين الوطني.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، نزلت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى عند 36.01 دولاراً للأوقية، وهبط البلاتين 0.4% إلى 1344.91 دولاراً، وارتفع البلاديوم 0.4% إلى 1104.92 دولارات.
أسواق النفط تترقب اجتماع أوبك+
واستقرت أسعار النفط اليوم الأربعاء مع ترقب المستثمرين اجتماع كبار المنتجين هذا الأسبوع الذي سيحدد مستويات الإنتاج لشهر أغسطس/ آب. وزاد خام برنت سنتاً واحداً مسجلاً 67.12 دولاراً للبرميل عند الساعة 01:24 بتوقيت غرينتش، بينما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي خمسة سنتات إلى 65.40 دولاراً للبرميل، بحسب "رويترز". وقال محللون إنّ توقعات الطلب تلقّت دفعة، أمس الثلاثاء، بعد مسح للقطاع الخاص أظهر توسع نشاط المصانع في يونيو/ حزيران بالصين، أكبر مستورد للخام في العالم.
ومنذ وقف إيران وإسرائيل هجماتهما المتبادلة في أعقاب صراع استمر 12 يوماً، جرى تداول خام برنت بين 69.04 و66.34 دولاراً منذ 25 يونيو، مع تراجع المخاوف من تعطل الإمدادات من الشرق الأوسط. وقال كبير المحللين في مجموعة "برايس فيوتشرز" فيل فلين: "يبدو أنّ أسعار النفط في نطاق ضيق حيث شهدناً انخفاضاً في المخاطر الجيوسياسية والتوتر بشأن ما قد تفعله أوبك في ما يتعلق بزيادة الإنتاج".
وظل تحرّك الأسعار محدوداً وسط توقعات بأن يزيد تحالف أوبك+ إنتاجه من النفط الخام لشهر أغسطس بمقدار مماثل للزيادات الكبيرة المتفق عليها في مايو ويونيو ويوليو/ تموز. وقالت أربعة مصادر في أوبك+ لـ"رويترز"، الأسبوع الماضي، إنّ التحالف يخطط لزيادة الإنتاج بواقع 411 ألف برميل يومياً الشهر المقبل عندما يجتمع في السادس من يوليو. وترى السوق بالفعل نتائج الزيادات السابقة لأوبك+ مع قيام السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، برفع الشحنات في يونيو بمقدار 450 ألف برميل يومياً عن مايو، وفقاً لبيانات "كبلر"، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام.
وفي الولايات المتحدة، ارتفعت مخزونات النفط الخام بمقدار 680 ألف برميل في الأسبوع الماضي، وفقاً لمصادر نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي. ومن المقرر صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق من اليوم الأربعاء. وقال المحلل في "آي جي" توني سيكامور إنّ بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية المقرر صدورها غداً الخميس ستشكل التوقعات حول عمق وتوقيت خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياط الفيدرالي في النصف الثاني من هذا العام.
وقد يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تحفيز النشاط الاقتصادي الذي سيعزز بدوره الطلب على الخام. كما يراقب المستثمرون أيضاً المفاوضات التجارية قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب لفرض الرسوم الجمركية في التاسع من يوليو. وقال ترامب، أمس الثلاثاء، إنه لا يفكر في تمديد الموعد النهائي.
(رويترز، العربي الجديد)

Related News

