الفائدة الأميركية على مفترق طرق: غولدمان ساكس يتوقع خفضاً في سبتمبر
Arab
1 week ago
share

في تطور لافت على صعيد السياسة النقدية الأميركية، توقّع بنك غولدمان ساكس أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل، متراجعاً بذلك عن توقعاته السابقة التي أشارت إلى خفض أول في ديسمبر/كانون الأول. وأشار البنك إلى أن عام 2026 قد يشهد خفضين إضافيين في الفائدة، في إطار توجه تدريجي نحو تيسير السياسة النقدية. وفي السياق، أكد رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول خلال مشاركته في منتدى البنك المركزي الأوروبي في "سينترا" بالبرتغال، اليوم الثلاثاء، أن تأثير الرسوم الجمركية بالأسعار سيبدأ بالظهور في بيانات التضخم خلال أشهر الصيف، لكنه حذر من أن مستوى هذا التأثير وشدته لا يزالان غير مؤكدين. ونقلت عنه بلومبيرغ قوله: "نتوقع أن نرى قراءات تضخم أعلى خلال الصيف، لكننا منفتحون على أن يكون الأثر أعلى أو أقل، أو يظهر في وقت أقرب أو أبعد مما نتوقع".

وأشار إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي أوقف دورة خفض الفائدة مؤقتاً عند توسّع الرسوم الجمركية، في خطوة استباقية لتقييم الآثار المتوقعة على التضخم، موضحاً أن توقعات التضخم ارتفعت بشكل ملموس نتيجة الإجراءات التجارية التي فرضتها إدارة ترامب. ورغم الضغوط السياسية الكبيرة من الرئيس دونالد ترامب لخفض الفائدة، تمسك الفيدرالي بسياسة الانتظار والترقب، في ظل ضعف الإشارات التضخمية المباشرة الناتجة من الرسوم، حيث أظهرت البيانات حتى الآن تأثيراً محدوداً في الأسعار وسوق العمل. لكن باول لفت إلى أن الفيدرالي كان سيخفض الفائدة بالفعل هذا العام لولا التعقيدات الناتجة من التعريفات، موضحاً أن "السياسة الحكيمة الآن هي التريث ومراقبة البيانات".

ورغم ذلك، لم يستبعد باول أن يحدث خفض قريب للفائدة، قائلاً: "نحن نتخذ قراراتنا اجتماعاً بعد آخر... ولا أستبعد أي احتمال". وفي اجتماع يونيو/حزيران المنصرم، صوّت أعضاء لجنة السوق المفتوحة بالإجماع على تثبيت أسعار الفائدة، لكن التوقعات ربع السنوية أظهرت تبايناً واضحاً في الرؤى: 10 أعضاء توقعوا خفضين على الأقل في 2025، 7 أعضاء لم يتوقعوا أي خفض، عضوان فقط توقعا خفضاً واحداً قبل نهاية العام.

ضغوط ترامب على الفائدة وعدم اليقين الاقتصادي

هذا وقد فرض الرئيس ترامب رسوماً جديدة على عشرات من شركاء التجارة، إضافة إلى تذبذبه المتكرر في مواقفه التجارية، ما أوجد بيئة من الضبابية الاقتصادية. ورغم أن بعض المحافظين المعينين من قبل ترامب مثل كريستوفر والر وميشيل بومان عبّروا عن تأييدهم لخفض قريب للفائدة، إلا أن البيانات الاقتصادية ما زالت تظهر تماسكاً، دون مؤشرات واضحة على ارتفاع واسع في الأسعار. وقال باول: "دائماً ما قلنا إن توقيت التضخم الناتج من الرسوم وكميته واستمراريته  ستكون غير مؤكد للغاية". والاجتماع المقبل للفيدرالي سيكون في 29–30 يوليو/تموز الجاري في واشنطن، وسط ترقب واسع من الأسواق المالية، خصوصاً في ظل الانقسام الداخلي وتزايد الأصوات الداعية إلى تيسير نقدي مبكر.

وأمس الاثنين، نقلت رويترز عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، قولها للصحافيين، إن الرئيس ترامب راسل رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول، وحثه على خفض أسعار الفائدة. وعرضت ليفيت، في مؤتمر صحافي، نسخة من ملاحظات ترامب المكتوبة بخط اليد إلى باول على ورقة تظهر تكاليف الاقتراض التي تفرضها أكثر من 20 دولة. وذكرت أن ترامب يعتقد أنه يجب خفض أسعار الفائدة إلى نحو 1%. ويوم الجمعة الماضي، قال ترامب إنه يأمل استقالة جيروم بأول، وعبّر عن رغبته في خفض أسعار الفائدة إلى 1%، وقال: "أتمنى أن يستقيل إذا أراد ذلك، فأداؤه سيئ للغاية"، واصفاً رئيس الاحتياطي الاتحادي بأنه "غبي".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows