
Civil
ردّت وزارة التربية والتعليم في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، مساء الاثنين 30 يونيو/حزيران 2025م على تصريحات مدير أمن عدن، اللواء مطهر الشعيبي، ووصفتها بأنها "تحريض شخصي وسياسي" يستهدف وزير التربية والتعليم “طارق العكبري” بشكل مباشر.
وفي بيان اطّلع عليه "بران برس"، حذّرت الوزارة من تداعيات هذا التحريض، محملة إدارة أمن عدن المسؤولية الكاملة عن أي استهداف قد يطال الوزير مستقبلاً نتيجة هذه التصريحات، التي قالت إنها تمثل هجومًا مباشرًا على شخصية الوزير، خاصة كونه شخصية حضرمية بارزة.
وأكدت الوزارة أن مثل هذه التصريحات لا تسهم في تعزيز التقارب بين القوى السياسية الوطنية، مبينةً أن ما أورده مدير أمن عدن بشأن سفر الوزير إلى القاهرة أسبوعيًا أو كل أسبوعين "عارٍ عن الصحة"، وأن الوزير لم يغادر البلاد منذ عام، ويتواجد مع أسرته في اليمن، منهمكًا في أداء مهامه بديوان الوزارة.
وانتقدت التصريحات ووصفتها بـ"الاستعراض الإعلامي" الذي قالت إنه "يتنافى مع الأعراف والقوانين التي تحكم سلوكيات مسؤولي الدولة"، لافتة إلى أن تقييم أداء الوزراء من اختصاص جهات عليا، وليس عبر تصريحات فردية.
كما شددت على التزامها بمواصلة مهامها التربوية والتعليمية في جميع المحافظات اليمنية، رغم التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية، مؤكدة أن مثل هذه التصريحات تعيق جهود تعزيز الوحدة الوطنية وتؤجج الخلافات.
وكان اللواء الشعيبي قد صرّح، خلال كلمته في الحفل الختامي لفعالية الأسبوع العالمي للتوعية بمخاطر المخدرات، بأن العملية التعليمية شهدت تعثّرًا في عدن ومحافظات أخرى خلال العام الماضي، متهمًا وزير التربية بالتقصير وتغيّبه المستمر عن مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد.
إدارة أمن عدن توضح
وفي المقابل، أصدرت إدارة أمن عدن بيان تدافع فيه عن موقف اللواء الشعيبي وحديثه عن نيتهم إلزام المدارس بالعمل بالقوة، مشيرة إلى أن تلك التصريحات لم تكن موجهة ضد الكادر التربوي أو المعلمين، بل كانت بمثابة دعوة صادقة لمعالجة الاختلالات القائمة ومواجهة التحديات التي تهدد مستقبل الشباب.
وأضاف البيان أن نتائج جلسات الحوار والنزول الميداني كشفت عن وجود فراغ واسع بين أوساط الشباب، ناتج عن تعطل العملية التعليمية في المدارس الحكومية، ما جعلهم عرضة للاستهداف من قبل مروّجي المخدرات، مؤكدة أن التصريحات تهدف إلى التنبيه للمخاطر وتفعيل دور المؤسسات التعليمية في مواجهة الظواهر السلبية.
ورداً على الانتقادات الصادرة عن بعض الجهات النقابية، والتي وصفت حديث الشعيبي بأنه "استقواء على التعليم"، اعتبرت إدارة الأمن تلك التصريحات "غير مسؤولة"، ولا تعبّر عن حرص حقيقي على حماية الأجيال، مشددة على أن "الأمن والتعليم شريكان لا خصمان"، وأن استقرار المجتمع يتطلب تكامل أدوارهما لا تضادهما.
ودعت الحكومة والجهات المختصة إلى إعطاء الأولوية لمعالجة أوضاعهم المعيشية، وتمكينهم من أداء رسالتهم التربوية على أكمل وجه، مؤكدة أن "التعليم جبهة متقدمة في معركة الوعي"، وأن أي محاولة لتشويه مواقف المؤسسة الأمنية أو تصويرها كخصم للتعليم، لا تخدم المصلحة الوطنية.