لبنان يدرس المقترح الأميركي: أجواء إيجابية وتوافق على الأولويات
Arab
3 hours ago
share

على وقع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية جنوبي لبنان، تواصل لجنة المستشارين المكلّفة صياغة الردّ اللبناني على المقترح الأميركي، اجتماعاتها اليوم الثلاثاء، في قصر بعبدا الجمهوري، للوصول إلى ورقة موحّدة تنال موافقة الرؤساء الثلاثة، وذلك وسط أجواء تشي بإيجابية المسار، والتلاقي حول العناوين الكبرى والأولويات.

ويرتكز المقترح الذي حمله المبعوث الأميركي توماس برّاك إلى بيروت في 19 يونيو/ حزيران الماضي، على ثلاثة عناوين أساسية: الأول، حصر السلاح بيد الدولة. والثاني، الإصلاحات المالية والاقتصادية، ومكافحة اقتصاد "الكاش". أما الثالث، فيرتبط بتحسين العلاقات مع سورية، وترسيم الحدود بين البلدين. وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إنّ اللجنة تكثف اجتماعاتها التي بدأتها أمس الاثنين، من أجل التوصل إلى صيغة موحّدة، تضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار، وقد جرى حتى الساعة الاتفاق حول العناوين العريضة، ولا سيما على مستوى ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، والانسحاب من النقاط الخمس، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، بينما يؤكد لبنان التزامه بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وأشارت المصادر إلى أن "لبنان لا يمانع تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وهو أساساً ملتزم بها، ومهام الجيش اللبناني واضحة على صعيد الانتشار، والمداهمات، ومصادرة الأسلحة والذخائر، واكتمال عملية انتشاره تنتظر انسحاب جيش العدو من النقاط الخمس، كذلك فإن لبنان تعهّد على مستوى قسَم الرئيس جوزاف عون والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام باحتكار الدولة للسلاح، وهي ماضية في هذا المسار، إلى جانب أيضاً الملف الإصلاحي الذي انطلق قطاره مع بدء العهد الجديد، تماماً كحال العلاقات اللبنانية السورية التي وضعت على السكة".

وتابعت المصادر: "من هنا، لبنان أساساً ملتزم بتعهّداته، وهو في المقابل، يريد ضمانات، وهذا أقلّ ما يمكن طلبه، خصوصاً لناحية وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وإطلاق سراح الأسرى، إلى جانب إعادة إعمار ما دمّره العدوان". وحول موقف حزب الله، قالت المصادر إن "الحزب أكد أنه ملتزم اتفاق وقف إطلاق النار، ولم يخرقه، وهو لا يريد أي حرب جديدة، ومن جهته يريد ضمانات، على رأسها وقف العدوان والانسحاب من النقاط الخمس، فهذه من الأولويات، إذ إن الالتزام لا يمكن أن يكون من طرف واحد".

في الإطار، قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" البرلمانية (يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري) النائب قاسم هاشم لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفريق اللبناني لا يزال يدرس الأفكار بشكل دقيق، من أجل إعداد موقف موحّد"، مشيراً إلى أن "الكلام الأميركي ليس مُنزَل، ومن حق لبنان أن يعدّل أو يرفض بعض البنود، وسيكون له موقفه الموحّد الذي يرتكز على ضرورة احترام المصلحة والسيادة اللبنانية". وأضاف هاشم: "هناك مسار أصبح واضحاً، بحيث إن الأولوية هي لوقف العدوان المستمرّ على لبنان، والانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس، وعدا ذلك سيكون كلاماً، وسيكون هناك خضوع"، مشيراً إلى أن "لبنان دفع ثمن كل هذا العدوان الذي جرى عليه، وما زال في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، ومن الطبيعي أن يكون أي موقف لبناني منسجماً مع الحفاظ على السيادة اللبنانية والكرامة الوطنية".

وأكد هاشم أن لا مهلة أعطيت للبنان "فهذا كلام إعلامي فقط"، مشيراً إلى أن لا موعد رسمياً بعد حُدّد لعودة برّاك إلى بيروت، لكن من المتوقع أن تكون خلال العشرة أيام المقبلة، إلا إن طرأ أي جديد. كذلك، لفت هاشم في موضوع سلاح حزب الله، إلى أن "الرئيس عون سبق أن عبّر عن موقفه بهذا الملف، وكيفية طرحه، بما يقتضي مصلحة لبنان، فالنقاش به يكون وفق استراتيجية وطنية ستُطرح في اللحظة المناسبة". ولا يستبعد هاشم حصول توسعة أو تصعيد للعدوان الإسرائيلي، في إطار الضغط الإسرائيلي، فهذا الكيان بحسب تعبيره، برؤيته وأطماعه، يمكن توقع كل شيء منه.

نائب عن حزب الله: لعدم الخضوع للإملاءات الأميركية

وفي موقف له اليوم الثلاثاء، قال عضو كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة"، النائب حسين جشي إن "كل الوسائل الدبلوماسية، وعلى مدى سبعة أشهر، فشلت في ردع العدوان، ولم تتمكن من ‏وقف القتل والإجرام اليومي الذي يمارسه العدو على أهلنا وشعبنا". وتابع: "ما يريده الأميركي، الذي يطرح اليوم موضوع سحب السلاح ويضع شروطه، ‏ليس قدراً محتوماً على الشعوب، ولا كتاباً منزلاً"، مشيراً إلى أن "لهذا الأميركي تجربة سابقة في لبنان سنة ‌‏1982، وخرج يومها يجرّ أذيال الخيبة والخسران".

وأضاف جشي: "نحن لا نخاف الأميركي، ولا نخشاه"، موجّهاً رسالة إلى من وصفهم بـ"أدعياء السيادة"، قائلاً: "‏إذا كنتم صادقين في طلب السيادة، فلا تخضعوا لإملاءات الأميركي وشروطه، لأنه لن يستطيع أن يفعل ‏شيئاً إذا تمسّكنا بقوّتنا ووحدتنا في مواجهة هذا الفرعون المتغطرس، الذي يُمثّل اليوم فرعون العصر". كذلك، أكد جشي أن "لبنان، اليوم أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى المقاومة".

اعتداءات متواصلة جنوبيّ لبنان

ميدانياً، ألقت محلقة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، قنبلة على سيارة "بيك آب" في بلدة كفركلا جنوبي لبنان، من دون وقوع إصابات. كذلك، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان لها، إصابة مواطنين اثنين بجروح طفيفة، من بينهما طفل، خلال تنفيذ العدو الإسرائيلي غارة بمسيّرة على الطريق المؤدي إلى منطقة الجبل الأحمر في قضاء النبطية.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows