
انتهت معاناة لاعب الوسط الفرنسي، بول بوغبا (32 عاماً)، بعد انضمامه رسمياً إلى نادي موناكو، الذي منحه فرصة العودة إلى الأضواء من الباب الكبير بما أنه سيكون قادراً على المشاركة في دوري أبطال أوروبا، والتألق مع نادي الإمارة قد يُعيد له الأمل في العودة إلى منتخب فرنسا، بعد أن غاب عن العديد من البطولات المهمة، وخاصة كأس العالم قطر 2022، حيث منعته الإصابة من المشاركة، كما غاب عن بطولة أمم أوروبا 2024 في ألمانيا بسبب العقوبة التي سلطت عليه بسبب تناول مواد محظورة.
ويُعتبر بوغبا لاعباً محظوظاً نسبياً، بعد كل الأزمات التي واجهته منذ العودة إلى فريق يوفنتوس في صيف 2022، قادماً من مانشستر يونايتد الإنكليزي، في صفقة انتقال حرّ، فقد تعرّض إلى إصابات خطيرة وتورط في أزمات قادته إلى القضاء، بعد أن تعرض إلى الابتزاز من قبل عصابة تضم شقيقه، إضافة إلى اتهامه بأنه حاول الإساءة إلى مواطنه كيليان مبابي، نهاية باستبعاده من اللعب بسبب تناول المنشطات، وفسخ عقده من قبل فريقه السابق يوفنتوس.
ولكن بوغبا ودّع الأزمات بخبر سار أول عندما جرى تخفيض عقوبته من أربع سنوات إلى سنتين ثم التعاقد مع موناكو وهو من أفضل الفرق في فرنسا، والآن سيكون هدفه استعادة الاعتبار وكسر النحس الذي لاحق الكثير من النجوم بعد تعرّضهم لعقوبات بسبب المنشطات أو أسباب أخرى فرضت غيابهم عن المباريات الرسمية فترات طويلة. فاللاعب الفرنسي سيُحاول أن يُثبت أن العقوبة، لا يمكن أن تحد من طموحاته، خاصة أنه وجد دعماً كبيراً في الفترة الماضية، ولكن الابتعاد عن المباريات الرسمية فترات طويلة سيعوقه بلا شك عن الظهور بمستواه العادي، إضافة إلى خطر التعرّض إلى الإصابات لأن بوغبا يفتقد إلى نسق المباريات، والعقوبات حطمت مسيرة عدد من اللاعبين.
ففي كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة، كان الأسطورة، دييغو مارادونا، نجماً لامعاً في البطولة ورمزاً حقيقياً للأرجنتين، وقد عاد إلى المنتخب الأرجنتيني بعد إيقافٍ دام خمسة عشر شهراً وعقوبة سجنٍ مع وقف التنفيذ لمدة أربعة عشر شهراً في عام 1991 لثبوت تعاطيه الكوكايين. ولكن بعد مباراتين في دور المجموعات، ألقت الشرطة القبض على "إل بيبي دي أورو" مجدداً، بعد ثبوت تعاطيه الإيفيدرين. حدثٌ عجّل بنهاية عشقه لقميص الأرجنتين. طُرد بطل العالم 1986 من كأس العالم بعد تسجيله آخر أهدافه مع المنتخب الوطني، بتسديدةٍ رائعةٍ في الزاوية العليا ضد اليونان، وانتهت مسيرته بسبب العقوبة الثانية التي تعرض لها في مسيرته.
كما شهدت مسيرة الروماني، أدريان موتو، العديد من التقلبات وأثرت فيها العقوبات. ففي عام 2003، انضم المهاجم الروماني إلى تشلسي الإنكليزي، حيث سجل 10 أهداف في 36 مباراة. ولكن في أكتوبر/تشرين 2004، جاءت نتيجة اختبار تعاطيه الكوكايين إيجابية، فجرى إيقاف اللاعب لمدة سبعة أشهر، وطرده تشلسي لسوء سلوكه، وفرض عليه دفع 17 مليون يورو لتشلسي في عام 2008. وعاد موتو إلى مستواه الطبيعي في يوفنتوس ثم فيورنتينا، حيث تعافى، ولكن في عام 2010، جاءت نتيجة اختبار تعاطيه المنشطات إيجابية مرة أخرى، وهذه المرة بسبب مادة سيبوترامين المنشطة. وحكمت عليه المحكمة الوطنية لمكافحة المنشطات التابعة للجنة الأولمبية الإيطالية بالإيقاف لمدة تسعة أشهر، كانت كافية لتنهي مسيرته من الباب الصغير، وقد اعترف لاحقاً بأن المخدرات حرمته من الحصول على الكرة الذهبية لأفضل لاعب.
وقال موتو في تصريحات لصحيفة تليغراف البريطانية: "كان تعاطي المخدرات أثناء وجودي في تشلسي أسوأ قرار اتخذته في حياتي. كنت من بين أفضل اللاعبين في العالم لعدة مواسم، وكان بإمكاني الفوز بالكرة الذهبية لو سارت الأمور بشكل مختلف، لكن الاختيارات السيئة منعتني من القيام بذلك، وصلتُ إلى تشلسي في وقت عصيب من حياتي الشخصية، ووجدتُ نفسي في خضمّ مواقفَ صعبة للغاية. كنتُ شاباً وحيداً، لكن لا الاكتئاب ولا أي شيءٍ آخر يُمكن أن يُبرّر أفعالي. كان عليّ طلب المساعدة، لكنني لم أفعل". وقد انضم موتو إلى تشلسي في صيف عام 2003، بعد أن قدم موسماً رائعاً مع بارما الإيطالي وسجل 18 هدفاً، وقد دفع رئيس تشلسي حينها، الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، 19 مليون يورو للتعاقد معه خلال سوق انتقالات مُثيرة.
في نهاية عام 2006، ارتكب الإيطالي، فرانشيسكو فلاكي خطأ غيّر مسيرته، فقد كان المهاجم الإيطالي يُسجل الأهداف مع سامبدوريا، مساهماً في نهضة النادي وتألقه. وبين عامي 1999 و2006، سجل أكثر من 100 هدف، وأصبح معشوق الجماهير، إلا أن فرانشيسكو فلاكي ثبت تعاطيه الكوكايين في يناير/كانون الثاني 2007، وأُوقف لمدة عامين. وقد حاول التعويض لاحقاً في إمبولي عام 2009، ثم في بريشيا في العام التالي، ولكن، كالعادة، ثبت تعاطي فلاكي للكوكايين مرة أخرى. هذه المرة، اتخذت اللجنة الأولمبية الإيطالية لمكافحة المنشطات خطوةً حاسمةً بإيقاف اللاعب لمدة اثني عشر عاماً. في سن الخامسة والثلاثين، كان هذا الإيقاف بمثابة نهاية مسيرة فلاكي الكروية.
وخلال معسكر تدريبي مع المنتخب الفرنسي في فبراير/شباط 1997، جاءت نتيجة فحص حارس مرمى باريس سان جيرمان، بيرنار لاما، إيجابية، وقد أدى ذلك إلى إيقافه لمدة خمسة أشهر، ومنعه من اللعب مع نادي العاصمة. وفي يناير 1998، انضم لاما إلى ويستهام الإنكليزي على سبيل الإعارة ونهى ابتعاده عن المباريات. واستدعاه مدرب منتخب فرنسا، إيمي جاكيه في اللحظات الأخيرة للمشاركة في كأس العالم في فرنسا 1998، لكن لاما لم يلعب دقيقة واحدة خلال البطولة، بعد أن خسر مكانه الأساسي، حيث كان حارس فرنسا الأول في "يورو 1996"، وودع بعدها منتخب بلاده.

Related News
