
أفضى الهوس بشراء دمية لابوبو الصينية والشهرة التي أضحت تتمتع بها عبر العالم، إلى التحليق عالياً بسهم شركة بوب مارت Pop Mart وثروة مؤسسها ورئيسها التنفيذي وانغ نينغ Wang Ning. وقدرت مجلة "فوربس" ثروة وانغ نينغ بنحو 22.7 مليار دولار، اعتماداً على حصته في شركة بوب مارت، التي شهدت نمواً مالياً غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما بعد أن أصبحت "لابوبو" نجمة المبيعات، وأيقونة لجيل جديد من محبي الشخصيات الغريبة والمميزة.
ثروة وانغ نينغ عرفت في الأيام الأخيرة قفزات قوية، ففي يوم واحد زادت بـ1.6 مليار دولار، مدفوعة بالطلب الأميركي المتزايد على دمية لابوبو التي تنتجها شركة بوب مارت. وقفزت القيمة السوقية لشركة بوب مارت الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ منذ 2020، إلى 36 مليار دولار، بعدما كانت في حدود 2.6 مليار دولار في بداية العام الماضي.
وكانت القفزة القوية لسهم الشركة لافتة، فقد ارتفع بنسبة 167% منذ بداية العام الحالي، وبأكثر من 500% على مدى السنوات الماضية. ورغم تأكيد محللين أنّ مستوى الارتفاعات ذلك لن يتواصل في الأسابيع المقبلة، فإن الشركة أضحت ظاهرة تشغل الصينيين أكثر من الأجانب.
دمى لابوبو
سيعرف اسم الشركة التي يوجد مقرها الرئيسي ببكين، ومؤسسها ورئيسها التنفيذي وانغ نينغ، أكثر عبر العالم بفضل دمى لابوبو، التي تعاونت الشركة من أجل تصميمها مع رسام من هونغ كونغ هو كاسينغ لونغ، المعروف بتأليف سلسلة "ذي مانسترز" (الوحوش). استطاعت "بوب مارت" تحقيق مبيعات مهمة بفضل الطلب الخارجي على دميتها لابوبو، حيث يلاحظ المراقبون أنه رغم التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، فإن الأميركيين ينتظرون في طوابير طويلة من أجل شراء دمية لابوبو التي تمثل وحشاً يشبه أرنباً.
في العام الماضي مثّلت المبيعات على الصعيد الدولي، حسب ما تلاحظه "فوربس" حوالي 40% من رقم معاملات الشركة الذي وصل إلى 13 مليار يوان، بينما ارتفعت الأرباح بنسبة 200% لتصل إلى 3.1 مليارات يوان. وفي شهر مارس/ آذار الماضي، توقع وانغ نينغ، أن ترتفع مبيعات "بوب مارت" بنسبة 50% في العام الحالي، مقارنة بعام 2024، كي تصل إلى 20 مليار يوان، معبراً عن تفاؤله حول المبيعات على الصعيد الدولي. الصناعة الصينية يعتبر وانغ نينغ، مؤسس "بوب مارب" أنّ الصناعة الصينية، ساهمت في نجاح "لابوبو".
فهو يحيل على توفر سلسلة صناعية شاملة ومنظومة صناعة ناضجة. ويؤكد أن العلامات الصينية في مجال الألعاب تتوفر على تنافسية مهمة، بفعل القاعدة الصناعية الصلبة، ومشدداً على أن قدرة سلسلة التوريد الصناعية ساهمت في نمو شركته. رأى وانغ نينغ النور في عام 1987 بمنطقة هينان بالصين، بعد تخرجه من الجامعة التحق بمجال الإعلان، قبل أن يطلق في 2010، شركة بوب مارت، التي تشهد قفزة ملحوظة بعد تعاونه مع فنانين بهدف ابتكار مجسمات محدودة الإصدار. يشير من اهتموا بسيرة هذا الملياردير الصيني، إلى أنه يعيد استثمار أرباحه في الملكية الفكرية المرتبطة بشركة بوب مارت.
غير أن ثمة من يركز أكثر على قدرة وانغ نينغ على تحويل هواية جمع الألعاب إلى نشاط اجتماعي، كما أن الإصدار المحدود للدمى دفع هواة الجمع إلى السعي إلى الفوز ببغيتهم من متاجر الشركة مباشرة أو عبر الإنترنت. يلاحظ مراقبون أنّ وانغ نينغ عمل على مدى 15 عاماً بهدف تكريس شركته عملاقاً في مجال الألعاب، إذ دأب على التعاون مع فنانين، وفتح محلات عبر العالم لتسويق منتجات شركته، ما جعله من صفوة مليارديرات بلده.
ويرى البعض في "لابوبو" التي تسوقها شركته أداة جديدة للقوة الناعمة الصينية. ومع تزايد الطلب على هذه الدمية التي توصف بـ"القبيحة المحبوبة" أصبحت مشاهدتها أمراً شائعاً في الشوارع، متدلية من حقائب الشباب والمراهقين، وحتى المشاهير، لتتحول من منتج محدود إلى رمز ثقافي عالمي.

Related News

