اللوبي الصهيوني يسعى لإسقاط أول مرشح مسلم لمنصب عمدة نيويورك
Arab
6 hours ago
share

بدأ اللوبي الصهيوني في أميركا وأنصار الرئيس دونالد ترامب من التيار اليميني المحافظ (ماغا) بـ"التحريض الاقتصادي" ضد المرشح المسلم لمنصب عمدة مدينة نيويورك عن الحزب الديمقراطي، زهران ممداني، الفائز في الانتخابات التمهيدية لمنصب العمدة، بعد تحريض سياسي عنصري باتهامه بالإرهاب والدعوة إلى ترحيله من أميركا، مدعين أن شارع المال "وول ستريت" سينهار، ويهرب رجال الأعمال ويهاجر المليارديرات من نيويورك، لو نجح هذا المرشح في المرحلة الأخيرة للانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وفاز المرشح المناصر للقضية الفلسطينية، زهران ممداني، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لانتخابات رئاسة بلدية نيويورك، متفوقاً على حاكم الولاية السابق، أندرو كومو الذي دعمه اللوبي الصهيوني بـ 35 مليون دولار (مقابل تسعة ملايين تكلفة حملة ممداني)، وسط توقعات بنيله منصب عمدة نيويورك في المرحلة الأخيرة من الانتخابات المقبلة، ليكون أول مسلم يفوز بهذا المنصب في تاريخ نيويورك.

وزعمت صحيفة فاينانشال تايمز، نقلاً عن مصادر من اللوبي الصهيوني وأنصار ترامب، أن "وول ستريت تأثرت بفوز زهران ممداني في نيويورك"، وأن رجال أعمال يسعون لتمويل "مرشح معتدل" لينافس المرشح المسلم للحزب الديمقراطي في الجولة الأخيرة من انتخابات البلدية في نوفمبر، أملاً في عدم تضرر البلدية اقتصادياً.

كما زعم موقع فورتشن (Fortune) 27 يونيو/ حزيران الجاري، أن "قادة الأعمال يهددون بمغادرة مدينة نيويورك في ظل الصعود غير المتوقع لزهران ممداني". ووفق الموقع: "يتردد أثرياء نيويورك في قبول مقترح المرشح الأوفر حظاً لمنصب عمدة المدينة، القاضي بفرض ضرائب على الأغنياء، لجعل المدينة في متناول العمال، ويرون أن هذا يضرهم".

وزعم الموقع أنه مع ظهور سياسي إسلامي يساري لمنصب عمدة أكبر مدينة في الولايات المتحدة، "بدأت مصالح رجال الأعمال والبيزنس تتأثر بالضرر بسبب احتمالات نجاح برنامجه الانتخابي الذي يعتمد على فرض الضرائب على الأغنياء بهدف تحسين الخدمات الأساسية.

وتعهد مدير صندوق التحوط، مؤسس شركة بيرشينغ سكوير كابيتال مانجمنت، الملياردير اليهودي الشهير، بيل أكمان، بتمويل أي شخص يترشح ضد ممداني، بدعوى أن "رئاسته للبلدية ستُحفّز هروب الأثرياء".

وزعم أكمان أن سياسات المرشح المسلم "ستكون كارثية على مدينة نيويورك"، وقال: "ليس للاشتراكية مكان في العاصمة الاقتصادية لبلدنا" .

واقترح مالك سلسلة متاجر البقالة غريستيديس، جون كاستيماتيديس، نقل مكاتب شركته إلى نيوجيرسي طوال فترة ولاية ممداني، بينما اتهم المحلل المالي جيم بيانكو نيويورك بـ"اختيار الانتحار على يد العمدة الجديد".

وعرضت ويتني تيلسون، المديرة التنفيذية لصندوق التحوط، الموالي للوبي الصهيوني، أن يتم اختيار مرشح واحد ينافس المرشح المسلم ودفع 100 مليون دولار من أموال رجال أعمال معادين لممداني، للمرشح المنافس كي يمكن التغلب عليه.

أما الحاكمة المؤقتة الحالية لنيويورك كاثي هوشول، التي صوّرت نفسها شخصية معتدلة مؤيدة للأعمال، فقد رفضت مسبقاً فكرة زيادة الضرائب، قائلةً: "لا أريد أن أخسر المزيد من الناس لصالح بالم بيتش".

وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها المتحدثون باسم وول ستريت وأصحاب الأعمال الساخطون بالانسحاب من المدينة الأهم مالياً في العالم بسبب انتخاب عمدة تقدمي، ولكن هذه المرة أضيفت إلى الحملة أبعاد عنصرية بوصف المرشح تارة أنه إسلامي إرهابي وتارة بأنه جهادي، وتارة أخرى بأنه شيعي متطرف، بحسب تصريحات الرئيس ترامب وأنصاره واللوبي الصهيوني.

وقاد المرشح المسلم الفائز بالانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك، زهران ممداني، حملةً ركزت بلا هوادة على تكلفة المعيشة، واقترح توفير بقالة تُديرها المدينة، وتوفير حافلات مجانية، وتوفير رعاية أطفال، لكن هذا أغضب طبقة الـ 1% من سكان المدينة ونخبة رجال الأعمال فيها، واعتبروه خطراً عليهم، وهو ما لعب عليه اللوبي الصهيوني وأنصار ترامب، لمحاولة منع المرشح المسلم من الفوز بمنصب عمدة نيويورك.

ويُعرف ممداني بنشاطه الشعبي وأهدافه الرامية إلى الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وتُعيد حملته، التي تجذب الشباب التقدميين، صياغة النقاشات الاقتصادية والسياسية في جميع أنحاء المدينة وخارجها، بحسب صحيفة إيكونوميك تايمز، 23 يونيو الجاري. وحشد ممداني جيشاً من المتطوعين الشباب، عبر حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، تعهّد فيها بخفض تكاليف المعيشة المرتفعة، من خلال مواصلات مجانية، ومنع زيادة الإيجارات، في مدينةٍ يمكن لشقّة مكوّنة من ثلاث غرف أن تكلّف ستة آلاف دولار شهرياً.

وتشمل وعود حملة ممداني "تجميد الإيجارات لنحو مليون من سكان نيويورك في مساكن مُثبتة الإيجار، وخدمة حافلات مجانية، ورعاية أطفال شاملة، ومتاجر بقالة مدعومة من المدينة".

كما أنه يخطط لتمويل هذه الوعود بزيادة الضرائب على الأثرياء، حيث تشمل خطة زهران ممداني فرض ضريبة ثابتة إضافية بنسبة 2% على الأثرياء في نيويورك ممن يزيد دخلهم السنوي عن مليون دولار. واقترح رفع معدل الضريبة على الشركات في مدينة نيويورك لتتناسب مع معدل الضريبة في ولاية نيوجيرسي البالغ 11.5%، وهو ما تعتقد حملته أنه سيجلب خمسة مليارات دولار.

وفي حال انتخابه، بشكل نهائي في نوفمبر، سيقود ممداني أحد أهم اقتصادات الولايات الأميركية، حيث أظهر تقرير صادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن الناتج المحلي الإجمالي لمدينة نيويورك بلغ 1.2 تريليون دولار في عام 2022، أي ما يزيد عن 4.6% من إجمالي الناتج المحلي الأميركي، الذي تجاوز 25.7 تريليون دولار في عام 2022، بحسب موقع شبكة فوكس نيوز بيزنس، 27 يونيو الجاري.

وزعمت "فوكس نيوز بيزنس" أن المرشح الاشتراكي المسلم الأوفر حظاً لمنصب عمدة مدينة نيويورك "يهدد العاصمة الاقتصادية لمدينة نيويورك، وأن قادة الأعمال يحذرون من نزوح جماعي بعد اقتراحه رفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولاراً وزيادة الضرائب على الشركات".

وزعمت أيضاً أن "مدينة نيويورك قد تواجه تحديات سلبية في دورها واحدة من أهم المراكز الاقتصادية في الولايات المتحدة، حيث يترشح أحد أبرز المرشحين لانتخابات عمدة المدينة المقبلة على أساس برنامج يدعو إلى سياسات اشتراكية".

وحين سألته شبكة سي أن أن: هل تُعجبك الرأسمالية؟ قال ممداني: لا، لديّ انتقادات كثيرة للرأسمالية، وكما قال الدكتور مارتن لوثر كينغ قبل عقود: "سمّها ديمقراطية أو اشتراكية ديمقراطية؛ لا بد من توزيع أفضل للثروة على جميع أبناء الله في هذا البلد، وهذا ما أُركّز عليه، الكرامة ومعالجة التفاوت في الدخل".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows