
تجمّع أكثر من 100 من أعضاء منظمات يهودية في العاصمة الأميركية واشنطن يوم السبت من أجل الاحتجاج على سياسة التجويع القسري التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة مرددين أن "هذه المجاعة مصنوعة بأيدٍ بشرية وقرار سياسي"، وداعين الولايات المتحدة إلى "الوقف الفوري لدعمها لهذه السياسات". وردد المشاركون المحسوبون على حركات "الصوت اليهودي من أجل السلام"، و"إن لم يكن الآن"، و"التيار اليهودي التقدمي في واشنطن"، الصلوات والأناشيد اليهودية، وارتدوا قمصاناً سوداً كتب عليها باللون الأصفر "أوقفوا تجويع غزة".
وحمل آخرون لافتات تندد بـ"الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين"، وباستخدام التجويع سلاحاً ضد سكان قطاع غزة، ورددوا شعارات "أوقفوا إبادة الفلسطينيين"، و"أوقفوا تجويع الفلسطينيين"، و"فلسطين حرة"، و"الولايات المتحدة تدفع لتجويع غزة"، و"كم عدد الأطفال الذين قُتلوا اليوم؟"، و"ليس باسمنا". وبدأ المشاركون وقفتهم الاحتجاجية على مقربة من تمثال كريستوفر كولومبوس، أمام محطة يونيون ستيشن، وتحركوا عقب ذلك في مسيرة نحو الكونغرس، مطالبين بالتدخل لوقف تجويع الفلسطينيين ووقف الإبادة الجماعية، ومؤكدين أنها تُرتكَب بدعم وتمويل أميركي.
وشدد المشاركون في كلماتهم على أن إدخال المساعدات إلى غزة ما زال محدوداً للغاية، في ظل ما وصفوه بوجود "مرتزقة مسلحين" يحرسون نقاط توزيع الإغاثة، ويتسببون في استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين، في أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام. كذلك عبّر المتظاهرون عن تضامنهم مع طلاب وناشطين يهود يخوضون إضراباً عن الطعام في مدن أميركية، للمطالبة بوقف الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، ودعوا الجامعات والمؤسسات الأميركية إلى "قطع علاقاتها بأي جهة متورطة في هذه المجاعة المفروضة".
وقالت الناشطة ضمن حركة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، جوزي زويردلينغ لـ"العربي الجديد": "لا يمكن أن نصلي فوق خبزنا ونشرب من كأس النبيذ، بينما أطفال غزة يموتون من الجوع بفعل حصار ممنهج تمارسه إسرائيل بدعم من دافعي الضرائب الأميركيين". وأضافت على هامش مشاركتها في الاحتجاج: "لسنا هنا فقط بوصفنا يهوداً، بل أشخاصاً ذوي ضمير حي، نقف مع الفلسطينيين ومع كل من يرفض أن تتحول أموالنا إلى سلاح للمجاعة".
وانتقدت زويردلينغ استهداف الفلسطينيين في أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، وقالت: "معظم المساعدات المسموح بها يحرسها مرتزقة مسلحون قتلوا في الشهر الماضي أكثر من 400 فلسطيني، ونحن هنا لنقول بوضوح: أوقفوا تمويل المجاعة. ونطالب الكونغرس والإعلام وكل ضمير حيّ بأن يرفض هذه الإبادة الجماعية. لا ينبغي أن نموّل من ضرائبنا مجاعة قسرية للفلسطينيين في غزة، والحكومة الإسرائيلية تسمح فقط بدخول نسب ضئيلة من المساعدات التي يحتاجها الناس، في ظل سياسة التجويع التي تتبعها".
وقال المنظمون إن المسيرة إلى مبنى الكابيتول، حيث يقع الكونغرس، عقب وقفتهم الاحتجاجية "محاولة لمواصلة الضغط الشعبي على المشرعين الأميركيين وحثهم على وقف تمويل سياسة التجويع المتعمدة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة"، مشيرين إلى أن السبت هو "يوم للراحة والعبادة في اليهودية، ولا يمكن أن ننعم بالراحة والسكينة بينما يحرم شعب بأكمله الخبز والماء بسبب الحصار والقصف والسياسات الظالمة".
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/أيار الماضي خطة لتوزيع مساعدات محدودة، حيث يُطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على الفلسطينيين المصطفّين لتلقي المساعدات، ويُجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعاً أو رمياً بالرصاص. وحتى الأربعاء، قالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة الفلسطينيين الذين استشهدوا في أثناء محاولتهم الحصول على "المساعدات الأميركية الإسرائيلية" قرب مراكز التوزيع منذ 27 مايو، بلغ نحو 549 شهيداً وأكثر من 4 آلاف و66 مصاباً.

Related News
