
في زيارتي اليتيمة إلى صنعاء خلال الثورة ب 2011، دعاني أحد الأصدقاء إلى الغداء في بيته وتعرفت هناك على فؤاد الحميري، شاب نحيل ومهذب وخفيف الظل، ولديه فصاحة بادية في الحديث.. بعد اللقاء أخذني فؤاد في جولة وسط ساحة التغيير، وكان لافتاً أننا كلما عبرنا على حاجز أمني تابع للثورة يحتفي به شباب الحاجز ويدخلوننا من دون تفتيش، كذلك عندما مررنا على مجموعات من الشباب وسط الساحة يبادرونه بالتحية والسلام، قلتُ له ضاحكاً: ما قصتك بارجل وما كل هذه الشعبية؟ رد علي مبتسماً: معارف وأصدقاء، والله يكثر الحبايب.
عرفت لاحقاً أنه شخصية معروفة وسط الساحة وأحد المطلوبين لأمن النظام السابق، لذلك هو لا يغادر ساحة التغيير، وأنه أحد خطباء شارع الستين، وكان خطيباً للجمعة الأشهر في تاريخ الثورة اليمنية “جمعة الكرامة” التي ارتكب فيها النظام مجزرة في الثوار. إضافة إلى كونه شاعراً وكاتباً في الصحافة اليمنية. ثم أصبح وكيلاً لوزارة الإعلام في الحكومة التي تشكلت بعد المبادرة الخليجية للمصالحة وقبل الاحتلال الحوثي لصنعاء.. وقد أخذني في تلك الجولة إلى لقاء محمد قحطان الرمز المعروف في تجمع الإصلاح والمتحدث وقتها باسم اللقاء المشترك. وهو المُختطف والمختفي لدى الحوثيين منذ إبريل 2015 بدون أي خبر عن حياته إلى اليوم.
استمر التواصل مع فؤاد بعد ذلك، والتقينا في القاهرة مرتين، ثم تكررت اللقاءات بعد استقراره في اسطنبول، وكان يزور مكتبة الشبكة العربيه هنا بين فينة وأخرى، ونتحدث طويلاً في موضوعاتٍ شتى، وقبل أعوام أتى بصحبة الشيخ حمود المخلافي ومجموعة من الشباب اليمنيين ودار حديثٌ طويل عما يجري في اليمن.
لم أعرف بدخول فؤاد إلى المستشفى سوى قبل يوم من وفاته. وفاجاني هذا الخبر ولم أكن أعرف أنه في وضع صحي حرج إلى هذا الحد، وبعدها بيوم وصل خبر الوفاة.. رحل طيب القلب صافي السريرة الذي لا يذكره الناس سوى بكل الخير.. رحمه الله ورفع درجاته، والعزاء لعائلته وأصدقائه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
المقال نقلاً من صفحة الكاتب السعودي نواف القديمي على فيسبوك
The post فؤاد الحميري… صوت الثورة ورفيق المواقف النبيلة appeared first on يمن مونيتور.
Related News
