عمر الشهابي وحيان المعاني.. أثرٌ من الحرْف والمرأة
Arab
3 hours ago
share

في محاولة لالتقاط أثرين متوازيين؛ أثر الحضور الإنساني ممثَّلاً بالمرأة، وأثر الحرف الجمالي، يلتقي عالَمان بصريان في معرض يحتفي بالتشكيل واللغة. في غاليري المرخية بالدوحة، افتُتح مساء الثلاثاء الماضي المعرض المشترك "أثرُها، وأثر الحروف" للفنانين عمر الشهابي من العراق وحيان المعاني من الأردن، والذي يستمر حتى الثالث عشر من أغسطس/آب المقبل.

يضمّ المعرض ثلاثين لوحة لعمر الشهابي، منفذة بتقنية الأكريليك على القماش والورق. تحضر المرأة في أعماله عنصراً محورياً داخل مشاهد تركيبية تجمع بين الواقعي والسريالي. في أحد الأعمال تظهر امرأة محاطة بأيدٍ شفافة وأربع قطط وطاولة تحمل كوباً وتفاحة، أمام خلفية رمادية باردة. تكوين بصري يعكس حالة نفسية معقّدة، تتداخل فيها طبقات من الحضور والغياب، واليقين والشكّ.

تتوزع النساء في لوحات عمر الشهابي بين الحضور الفردي والجماعي، يظهرن أحياناً في هيئة امرأة واحدة غارقة في تأمل داخلي، وأحياناً مجموعةَ نساء متراصّات. تحضر إلى جانبهن عناصر رمزية مثل الأسماك والحمام، بوصفها إشارات مزدوجة للحياة والحرية وربما الهشاشة أيضاً. تتناوب الألوان على درجات بين الرمادي والأبيض، بينما تتسلل ضربات فرشاة حمراء على الأطراف والحدود.

وتتكرّر في لوحات الفنان العراقي إشارات للهوية، والحبّ، والصراع الداخلي، مستخدماً اللون والرمز لبناء عوالم تحمل أكثر من قراءة واحدة. ووفقاً للشهابي، فقد استغرق إعداد هذه المجموعة قرابة عام ونصف العام، كما يوضح الفنان، في محاولة لإعادة طرح حضور المرأة بصرياً وضمن أُطر اشتغالاته.

أما الفنان الأردني حيان المعاني، فيقدّم منحوتات تستلهم الحرف العربي، مستخدماً خامات البرونز والألمنيوم والحجر البركاني في بعضها. في أحد الأعمال، نرى زوجين من الأشكال النحتية التي تشبه الجزء العلوي من الجسد البشري، مغطاة بسطح أسود خشن تتوسطه قلوب حمراء نابضة، تعلوها حروف عربية بانحناءات حادّة.

يميل حيان المعاني إلى الاشتغال على الأشكال الصغيرة، محوّلاً الحروف العربية إلى تكوينات عضوية أقرب إلى النباتات. يظهر ذلك بوضوح في الطريقة التي يصنع بها من تداخل حرفي الباء والجيم شجرة نخيل مصغرة، حيث يتحول الخط إلى جذع، والتقوسات إلى سعف يعلو القاعدة الصلبة.

تعتمد معظم منحوتات الفنان الأردني على مبدأ الازدواجية؛ فهي تأتي في أزواج تتقابل أو تتصادى مع نظيرتها بصرياً. وبينما يبدو الشكل الحروفي محافظاً على بنيته الأصلية، يندمج في المحصلة مع الشكل النباتي، ليخلق منحوتات تقف عند نقطة التماس بين اللغة والطبيعة.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows