
Civil
دعا المجلس الأعلى للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، الخميس 26 يونيو/حزيران 2025م، إلى إصلاح سلم الرواتب ورفعها بنسبة 100% كحد أدنى، وضمان انتظام صرف مرتبات الموظفين والنازحين، وتوسيع برامج الضمان الاجتماعي.
وشدد "التكتل الوطني" على أهمية إعداد موازنة عامة شفافة تُعرض على مجلس النواب لاعتمادها، مع تقديم الحسابات الختامية، وتفعيل الهيئات الرقابية، وفي مقدمتها الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وإعادة تشكيل هيئة مكافحة الفساد وتمكينها من أداء مهامها.
وطالب المجلس الأعلى، في بيان صادر عن اجتماع عقده برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس المجلس، تابعه "بران برس"، مجلس القيادة الرئاسي بتحمّل مسؤولياته التاريخية لإنقاذ الاقتصاد وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين.
وأشار البيان إلى أهمية توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية تحت مظلة الدولة، والانفتاح على الأحزاب والمكونات السياسية، وتوسيع دائرة الشراكة الوطنية للعمل الجاد على إصلاح الأوضاع الراهنة وتجاوز الأزمات.
وحذّر المجلس من خطورة استمرار هذا الوضع دون تدخل عاجل يعيد للدولة هيبتها المالية، مؤكداً أن الانهيار المتسارع للاقتصاد والعملة الوطنية هو نتيجة مباشرة لانقلاب جماعة الحوثي، المصنفة دولياً ضمن قوائم الإرهاب، وغياب السياسات الرشيدة.
وقال "التكتل الوطني" إن استهداف الحوثيين لموانئ تصدير النفط، وتفكك المنظومة المالية، وتسرب الموارد خارج الأوعية القانونية، أدّت إلى اختلال ميزان المدفوعات وغياب الثقة بالسلطات النقدية.
وشدد البيان على أهمية ضمان السيطرة التامة على الموارد، وضمان الاستخدام الأمثل للتدفقات النقدية الأجنبية، وتعزيز القوة الشرائية للعملة الوطنية، وضبط السياسة النقدية، إلى جانب إصلاح قطاع الخدمات بشكل عام.
كما دعا إلى إيقاف عقود شراء الطاقة، والتوجّه نحو شراكات فاعلة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج والدول الصديقة، لاستثمار المنح والمشاريع في دعم البنية التحتية الأساسية.
وأوضح المجلس أن مواجهة هذه الأزمات المتداخلة لن تكون ممكنة إلا من خلال إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية راسخة، وتفعيل سلطاتها، وترسيخ مبدأ الشراكة السياسية، وتكريس قيم المواطنة المتساوية، والفصل بين السلطات، وسيادة القانون.
ولفت إلى ضرورة الانفتاح على الأحزاب والمكونات السياسية، وتوسيع دائرة الشراكة الوطنية للعمل الجاد على إصلاح الأوضاع الراهنة وتجاوز الأزمات، بما يسهم في استعادة الاستقرار وتحقيق تطلعات المواطنين.
وفي السياق، أدان المجلس حادثة اقتحام مسجد عمر بن الخطاب في مديرية المنصورة بمدينة عدن (المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد)، واختطاف إمامه الشيخ محمد الكازمي أثناء صلاة الفجر، معتبراً ذلك انتهاكاً لحرمة بيوت الله وتعدياً على هيبة الدولة.
وفجر الخميس، اقتحم مسلحون يتبعون المجلس الانتقالي الجنوبي مسجد عمر بن الخطاب في حي ساحة الشهداء بمديرية المنصورة، عقب أداء صلاة الفجر، حيث اعتدوا على الإمام الشيخ محمد الكازمي واقتادوه إلى جهة غير معلومة.
وتداول مواطنون مشاهد مصورة لاقتحام المسجد من قِبل المسلحين، الذين ارتدى بعضهم ملابس مدنية وآخرون ملابس عسكرية، حيث انتشروا داخل المسجد، وقام بعضهم بالاعتداء بالضرب على الشيخ الكازمي واقتياده بالقوة، وسط حالة من الفوضى والذعر بين المصلين، بينهم أطفال.