
في خطوة قد تعكس جهود موسكو الأخيرة لإحياء شحنات الغاز الطبيعي المسال من منشأة متوقفة منذ ثمانية أشهر، تبدو ناقلة للغاز في طريقها إلى منشأة تصدير روسية في القطب الشمالي خاضعة للعقوبات الأميركية، إذ تشير بيانات تتبع السفن على منصة بلومبيرغ إلى أن الناقلة "آيريس" (Iris) التي كانت تُعرف سابقاً باسم "نورث سكاي" (North Sky)، كان من المتوقع أن تصل إلى منشأة "أركتيك" (Arctic LNG 2) أمس الخميس، بعدما كانت آخر شحنة غاز مسال قد غادرت هذه المنشأة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتشير السفينة إلى أن وجهتها التالية هي ميناء سابيتا، الذي يضم مشروع "يامال" (Yamal LNG) المنفصل، والذي لا يخضع للعقوبات. غير أن السفينة مرت بالفعل بجانب تلك المنشأة في وقت سابق أمس. ورغم ذلك، لا تجزم بلومبيرغ بأنها سترسو في "آركتيك إل إن جي 2" أو ستحمّل الوقود. فالناقلة "آيريس" مصنفة ضمن الفئة الأقل مقاومة للجليد، ما يعني أنها قادرة على الإبحار في البحار القطبية باتجاه آسيا فقط عندما تسمح الظروف الجليدية بذلك في فصل الصيف. وتخطط روسيا لزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، إلا أن هذه الخطط تعرضت لانتكاسات بسبب القيود المفروضة من الولايات المتحدة وأوروبا، في محاولة لتقليص عائدات موسكو من مبيعات الطاقة بعد غزو أوكرانيا.
كذلك إن إعادة تشغيل صادرات منشأة Arctic LNG 2 قد تشير إلى أن موسكو لا تزال تسعى لتوسيع عمليات التصدير والبحث عن زبائن محتملين. وكانت المنشأة قد شحنت ثماني دفعات من الغاز الصيف الماضي باستخدام ناقلات من "أسطول الظل"، لكنها فشلت في العثور على مشترين بسبب العقوبات الغربية. وقد فُرضت عقوبات أميركية العام الماضي، على الناقلة "آيريس" وسفن أخرى لمنع صادرات الغاز من المنشأة التي أوقفت الإنتاج واسع النطاق في أكتوبر. ولم ترد شركة Novatek PJSC، المساهم الأكبر في المشروع، ولا الكيان المشغل لـ Arctic LNG 2 على رسائل البريد الإلكتروني التي تطلب التعليق حتى الآن.
وكانت روسيا تحاول إعادة تشغيل صادرات مشروع كان من المفترض أن يكون أكبر محطة للغاز المسال لديها. وذكرت بلومبيرغ في مايو/أيار أن الإنتاج في Arctic LNG 2 يبدو أنه استؤنف. وتُظهر صور الأقمار الصناعية بتاريخ 25 يونيو/حزيران الجاري، من منظومة "سبايس إكوسيستم" (Copernicus Data Space Ecosystem) أن المياه المحيطة بمحطة Utrenniy التي تخدم مشروع Arctic LNG 2، لا تزال مغطاة بالجليد. ومع ذلك، سمح قبطان ميناء سابيتا في وقت سابق من هذا الأسبوع لناقلات التصنيف الجليدي Arc4 بالإبحار في المنطقة المحيطة بمحطة Utrenniy دونما حاجة إلى مرافقة كاسحات الجليد.

Related News
