
أطلق نشطاء بيئيون في الجزائر مبادرة لتوفير المياه للطيور والحيوانات في الجبال والغابات، وذلك من خلال حفر وإنشاء أحواض مائية صغيرة تضمن لها التزود بالماء خلال فترات الحر. كما وجهت جمعيات الصيد البري ومحافظات الغابات في الولايات دعوات إلى المواطنين للمساهمة داخل المناطق الحضرية، عبر وضع أوان مملوءة بالماء فوق الأسطح والفضاءات المفتوحة لصالح الطيور.
وبادرت محافظة الغابات لولاية ميلة شرقي الجزائر، إلى إنشاء أحواض مائية وملئها بالماء في الجبال والغابات لفائدة الطيور والحيوانات، بما يسمح لها بتوفير حاجتها من المياه، في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة التي تسجل في فصل الصيف. وتم بناء أحواض مائية صغيرة بشكل يسمح للحيوانات بالوصول إليها بسهولة، كما يمكن أيضاً للسياح والمتنزهين المساهمة بسكب المياه فيها أثناء زيارتهم تلك المناطق.
من جهتهم، شارك نشطاء من جمعية تافرنت المهتمة بالشأن البيئي، إلى جانب عدد من المتطوعين الشباب، في مبادرة تطوعية لتعبئة 12 حوضاً ونقطة شرب مخصصة للحيوانات البرية والطيور. وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود حماية الثروة الحيوانية، تزامناً مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة مع حلول فصل الصيف، من خلال إنشاء وتعبئة نقاط مياه للشرب في مختلف مناطق الصيد.
وفي منطقة سيدي بلعباس، غربي الجزائر، ملأ أعوان محافظة الغابات، أحواض الماء المشيدة وسط غابة بودانس، لترتوي منها الطيور ومختلف الحيوانات البرية، حفاظاً على الحياة البرية ورفقاً بالحيوانات، تزامناً مع موجة الحر التي تشهدها المنطقة.
وقال سليم خليفة عضو جمعية الصيد البري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ الجمعية دعت كل الأعضاء من الصيادين الناشطين فيها إلى المساهمة في مبادرة توفير وبناء أحواض صغيرة لا تكلف شيئاً، ويمكن صنعها بقليل من الإسمنت والحجارة، بما يتيح تجميع المياه لصالح الطيور، خاصة مع توقف موسم الصيد، مضيفاً أنّ "الصيادين في الجزائر بحكم علاقتهم بالغابة والحيوانات، يدركون أكثر من غيرهم ضرورة فعل ذلك والمحافظة على الدورة الطبيعية للبيئة، وإسعاف الحيوانات والطيور في فصل الصيف، حيث تقل المياه وتكثر الحرائق".
وفي السياق نفسه، وجّهت جمعيات بيئية وناشطة في مجال حماية الحيوانات، دعوات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، لحث المواطنين في المناطق الحضرية، على المساهمة في حماية الطيور والحيوانات، عبر توفير أواني مياه فوق الأسطح والشرفات يمكن للطيور الوصول إليها، كما دعت أصحاب المحال التجارية والمواطنين للاقتداء بالخطوة نفسها لصالح الكلاب والقطط التي تعيش في الشارع.
وتعد مثل هذه المبادرات في الجزائر تحولاً لافتاً في الثقافة البيئية في البلاد، مقارنة مع السنوات الماضية، حيث يبدي المجتمع الجزائري تجاوباً مع الأنشطة والحملات التوعية الخاصة بأهمية الحفاظ على البيئة والثروة الحيوانية، خاصة مع تزايد عدد الجمعيات والمنظمات النشيطة في هذا المجال.

Related News


