
أعلنت روسيا، اليوم الخميس، أنها ستتجاهل أحكام المحكمة الخاصة التي تهدف إلى محاكمة كبار المسؤولين الروس، بعدما وقعت أوكرانيا ومجلس أوروبا المعني بحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، اتفاقاً يشكل حجر الأساس لإنشاء المحكمة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين إن "عمل هذه الهيئة وقراراتها لن تكون ذات قيمة بالنسبة لنا. سنعتبر انضمام أي دولة إليها عملاً عدائياً".
ووقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام لمجلس أوروبا آلان بيرسيه الاتفاق بمقر المجلس في مدينة ستراسبورغ الفرنسية. وقال زيلينسكي خلال مراسم التوقيع "هذه خطوة بالغة الأهمية حقاً. يجب أن يعرف كل مجرم حرب أن العدالة ستتحقق، وهذا يشمل روسيا. نحن الآن نعزز العمل القانوني بطريقة جادة". وأضاف "ما زال الطريق طويلاً أمامنا. واتفاق اليوم ليس إلا البداية. علينا اتخاذ خطوات حقيقية حتى ينجح. وسيتطلب الأمر تعاوناً سياسياً وقانونياً وثيقاً للتأكد من أن كل مجرم حرب روسي سيواجه العدالة، بما في ذلك (الرئيس فلاديمير) بوتين".
وطالبت أوكرانيا بإنشاء مثل هذه المحكمة منذ بدء الحرب الروسية عليها في فبراير/ شباط 2022، متهمة القوات الروسية بارتكاب آلاف من جرائم الحرب، كما تعتزم محاكمة الروس على تنظيم الغزو. ووافق مجلس أوروبا المكون من 46 عضواً، والذي تأسس في أعقاب الحرب العالمية الثانية لدعم حقوق الإنسان وسيادة القانون، على المحكمة في مايو/أيار، قائلاً إن الهدف منها هو أن تكون مكملة للمحكمة الجنائية الدولية وتسد الثغرات القانونية في الملاحقات القضائية.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة اعتقال بحق بوتين، تتهمه بترحيل مئات الأطفال من أوكرانيا بشكل غير قانوني. ونظرياً يمكن لهذه المحكمة مقاضاة كبار المسؤولين الروس عن الغزو الروسي لأوكرانيا وصولاً إلى الرئيس بوتين. ويأمل مجلس أوروبا أن تبدأ المحكمة عملها العام المقبل.
تبادل مجموعة جديدة من الأسرى
من ناحية أخرى، تبادلت أوكرانيا وروسيا مجموعة جديدة من الجنود الأسرى اليوم بموجب اتفاق أبرم خلال محادثات في إسطنبول في وقت سابق من هذا الشهر. وقال زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي: "اليوم، يعود محاربون من القوات المسلحة والحرس الوطني وحرس الحدود إلى ديارهم"، ونشر صوراً للعسكريين المحررين وهم يبتسمون. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "عادت مجموعة أخرى من العسكريين الروس من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف".
في الأثناء، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن الكرملين اليوم أنه لم يجر إحراز أي تقدم حتى الآن فيما يتعلق بتحديد موعد للجولة المقبلة من محادثات السلام مع أوكرانيا. ونقلت وكالة "تاس" عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله إن روسيا تؤيد استمرار جهود الوساطة الأميركية.
وبعد انقطاع دام أكثر من ثلاث سنوات، استأنفت روسيا وأوكرانيا محادثات مباشرة في إسطنبول في 16 مايو/أيار وفي الثاني من يونيو/ حزيران، في ما أدى إلى سلسلة من عمليات تبادل الأسرى وإعادة جثث الجنود القتلى. إلا أن هذه المحادثات لم تحقق أي تقدم يذكر نحو التوصل إلى وقف إطلاق النار الذي تسعى أوكرانيا، بدعم من الغرب، من أجل الوصول إليه.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

Related News

