الضربة الأميركية على إيران.. نقض الوقائع بالمزاعم قد يطيح وقف النار
Arab
1 day ago
share

عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليؤكد مرة أخرى أن الضربة الجوية الأميركية قد أدت إلى "محو" المنشآت النووية الإيرانية من الوجود، رغم أن التقديرات الاستخبارية الأولية تتعارض مع هذا الزعم. ويطرح استباق ترامب للتحقيقات الرسمية في النتائج التي تتطلب بعض الوقت، كما هي العادة، أسئلة حول أسباب استعجاله في هذا الخصوص، بما يبدو كأن هناك رغبة في طي الموضوع بالسرعة الممكنة.

بنى الرئيس ترامب مشروعه لوقف إطلاق النار على نتائج الضربة كما يراها، وأن تخلخل هذه الركيزة قد ينسحب على المشروع الهش أصلاً، ومن هذا الباب، يمكن فهم إصرار ترامب على فرضية "زوال" المنشآت النووية مبرراً ومحفّزاً لاستمرار التمسك بوقف إطلاق النار. منذ البداية، رسم ترامب هذا المسار، قبل أن تأتي المعلومات الرسمية الأولية لتنقضه وتؤكد أن الهجمات ستؤدي إلى تأخير المشروع النووي الإيراني "عدة أشهر" فقط. وكان رئيس هيئة الأركان الجنرال دان كاين قد اعتمد هذا التقدير منذ البداية، مميزاً موقفه بالقول إن المنشآت أصيبت بدمار "بالغ" ولكن تحديد حجم الأضرار "تلزمه فترة لاستبيان المزيد من التفاصيل والمعلومات" الاستخبارية بشأنه. 

حرص الجنرال على النأي عن عبارة "محو" التي أصر عليها الرئيس ترامب والتي كررها في مؤتمره الصحافي في هولندا بعد اختتام قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، كذلك اكتفى وزير الدفاع بيتر هيغسيث في رده الأول بالقول إن العملية قضت على "طموحات" إيران النووية من دون الإشارة إلى منشآتها، لكنه سرعان ما عاد مع غيره من المسؤولين إلى تبني توصيف الرئيس أو الدوران في فلكه والذي ازداد الارتياب به، أي بالتوصيف، بعد مسارعة الإدارة إلى تأجيل موعد حضور أركان مجلس الأمن القومي أمام الكونغرس للإفادة عن ملابسات الموضوع. 

وكان من المقرر أن يلتقي، أول من أمس الثلاثاء، وزيرا الخارجية والدفاع يرافقهما رئيس هيئة الأركان ومدير مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، ومديرة الوكالة الوطنية للاستخبارات، مع مجلسي الكونغرس في جلسة سرية للإفادة عن الضربة ووقف إطلاق النار، قبل أن تطلب الإدارة بشكل مفاجئ تأجيل الجلسة، على أن يحصل اللقاء اليوم الخميس مع مجلس النواب والجمعة مع مجلس الشيوخ، وهو ما آثار الكثير من اللغط في الكونغرس والإعلام.

لكن البيت الأبيض تجاهل ردود الفعل مكرراً التنويه بالضربة التي "أنهت الحرب" والتي يرى أنه بعدها "لم تعد هناك حاجة لصفقة" ولو أنه أعلن عن العودة في الأسبوع القادم إلى الحوار مع طهران، مع الاشتراط أن يجرى هذه المرة بـ"صورة مباشرة" ومن غير وسيط. كما لوحظ أن تلويح البيت الأبيض قبل أيام باحتمال "تغيير النظام" في إيران قد غاب عن شاشة رادار الإدارة بعد إعلان وقف إطلاق النار، وغابت الإشارة إلى المأمول أو المطلوب من الحوار وشروطه ومآلاته.

 توجد حلقات مفقودة في خطاب الإدارة الأميركية، في وقت من المفترض أن يكون على قدر كبير من الوضوح إذا كانت الضربة ماحقة إلى الحد الذي تتحدث عنه الإدارة نفسها، لكن على عكس ذلك، الوضوح مفقود أو بالأحرى محجوب، ما يثير الخشية في واشنطن من المفاجآت، خاصة أن وقف إطلاق النار، وباعتراف سائر الأوساط، "سريع العطب"، والالتزام به "رخو ومهتز"، وبالتحديد من جانب إسرائيل التي أعلن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو عن عزمه على "مواصلة الحملة" ضد النووي الإيراني. على هذه الأرضية، يتواصل، بل يتصاعد، الجدل في واشنطن حول ملابسات الضربة مع اتهام الإدارة بـ"تضخيمها" لتوظيفها في وقف الحرب، لكن المحاولة قد تكون سيفاً بحدين إذا انكشفت محدودية الضربة وبما قد يؤدي الى تسريع انهيار وقف إطلاق النار.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows