أعرب المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في ختام اجتماعه الاستثنائي الذي عقده في الدوحة، اليوم الثلاثاء، عن "أسفه الكبير وإدانته الشديدة لما قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية من هجمات صاروخية استهدفت إحدى القواعد العسكرية في دولة قطر". وقال المجلس في البيان الختامي للاجتماع الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، إن "هذه الهجمات تمثل انتهاكاً إيرانياً صريحاً ومرفوضاً وخطيراً لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي ومبادئ حسن الجوار ومخالفة واضحة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة مهما كانت الذرائع والمبررات".

وعبّر المجلس الوزاري، الذي ترأس اجتماعاته وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، عن تضامنه التام مع دولة قطر ودعمه الكامل لها في ما تتخذه من إجراءات تحفظ لها الأمن والاستقرار، مشيداً في الوقت نفسه، بقدرات القوات المسلحة القطرية في التصدي للهجوم الذي شنته إيران على دولة قطر، ومؤكداً أن أمن واستقرار دولة قطر يُعدّ جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار دول مجلس التعاون جميعاً.

وشدد على أن أي تهديد تتعرض له أي دولة عضو هو تهديد مباشر لكل دول المجلس، مجدداً رفضه القاطع لأي مساس بسيادة دولة قطر أو تهديد لأمنها واستقرارها. وأكد المجلس الوزاري ضرورة الالتزام بالأسس والمبادئ المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة والتهديد بها.

في الأثناء، رحب المجلس الوزاري بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مؤكداً ضرورة الوقف الفوري لكل الأعمال العسكرية، وأشاد بجهود دولة قطر للتوسط في وقف إطلاق النار، للمحافظة على أمن واستقرار المنطقة. ودعا كافة الأطراف إلى بذل جهود مشتركة واغتنام وقف إطلاق النار للتهدئة واتخاذ نهج الدبلوماسية سبيلاً فعالاً لتسوية النزاعات، وأشاد المجلس بنجاح الرئيس الأميركي في تحقيق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.

وفي سياق متصل، دان المجلس الوزاري استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقتل المدنيين، مؤكداً رفضه التصعيد العسكري الذي تقوم به سلطات الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، والتوسع في احتلال أجزاء واسعة من القطاع، ومنع المنظمات الدولية المعنية من إيصال المساعدات الإنسانية وتشغيل المنشآت الطبية. وشدد المجلس على ضرورة استئناف المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتقديم المساعدات للمدنيين، داعياً الرئيس الأميركي إلى بذل جهود للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة.

من جهة أخرى، أشاد المجلس الوزاري الخليجي بما تضمنته رؤية مجلس التعاون للأمن الإقليمي، التي تم الإعلان عنها في مارس/آذار 2024، بشأن أولوية مسار الحوار والدبلوماسية للعلاقات بين الدول، موضحاً أن هذا المسار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات الراهنة والحفاظ على أمن المنطقة وسلام شعوبها، ومؤكداً أن أي تصعيد من شأنه أن يقوض الأمن الإقليمي، ويجر المنطقة إلى مسارات خطيرة ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين.

كذلك أشاد بدور سلطنة عُمان في المفاوضات الأميركية الإيرانية بشأن الملف النووي، وثمن المجلس دور دولة قطر والولايات المتحدة والدول الأخرى التي ساهمت في التهدئة، وتأكيد أهمية استمرار جهود الوساطة الفاعلة. وأكد المجلس الوزاري أهمية الحفاظ على الأمن الجوي والبحري والممرات المائية في المنطقة، والتصدي للأنشطة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، بما في ذلك استهداف السفن التجارية وتهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية، والمنشآت النفطية في دول المجلس. كما أكد المجلس الوزاري التزام دول مجلس التعاون وحرصها على استقرار أسواق الطاقة العالمية.