
شهدت الأيام الماضية، عودة جماعية للآلاف من الطلاب العراقيين المقيمين في إيران وفق تسهيلات من السلطات في بغداد على المعابر الحدودية، كما أفادت مصادر أمنية ومحلية في محافظة السليمانية التابعة لإقليم كردستان، بوصول عائلات إيرانية إلى مدينة السليمانية الحدودية عبر أكثر من معبر، أبرزها "معبر بنجوين" مع استمرار الحرب الإيرانية الإسرائيلية، فيما يتوقع مراقبون تزايد نزوح الإيرانيين باتجاه العراق.
وشهدت منافذ ومعابر عراقية في محافظتي ديالى وواسط، وبعض مدن الجنوب توافد أعداد غير قليلة من الأسر الإيرانية مؤقتاً إلى العراق، وحظي هؤلاء بترحيب من العشائر العراقية والعتبات الدينية، إضافة إلى توجيه فصائل مسلحة جهودها الإغاثية لتوفير احتياجات هذه العائلات.
وقالت مصادر محلية من السليمانية، لـ"العربي الجديد"، إن "المدينة استقبلت عوائل إيرانية عدة، ومعظم هذه العوائل لديها ارتباطات اجتماعية وأقرباء، وقد سكنوا مع معارفهم، وبعضهم لجأ إلى استئجار منازل أو شقق، كما قدمت محافظة السليمانية الكثير من التسهيلات، علماً أن بعض هذه العوائل ليست كردية، بل خليط من المجتمع الإيراني. خلال اليومين الماضيين، اقتنعت بعض العوائل الإيرانية بالاستقرار في القرى والبلدات الحدودية، لكنّ معلومات القوى الأمنية تشير إلى أن المناطق الحدودية ليست آمنة تماماً، وتم إبلاغهم بالتوجه إلى مركز المدينة".
وشهدت تلك المناطق الحدودية مقتل أبو علي الخليل، مرافق الأمين العام الراحل لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، ومقتل القيادي في جماعة كتائب سيد الشهداء، حيدر الموسوي، عند منفذ الشيب الحدودي بمحافظة ميسان، بغارة إسرائيلية.
ومن جنوب العراق، أوضح ضابط شرطة في مدينة البصرة، أن "الأيام الماضية شهدت توافداً كبيراً للإيرانيين عبر منفذ الشلامجة، وكانت التوجيهات الحكومية تؤكد أهمية التساهل معهم، ولا سيما أن بعضهم في عداد الهاربين من القصف الإسرائيلي"، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أن "أغلبية الطلبة العراقيين في إيران عادوا خلال الأيام الماضية، خصوصاً أن القصف الإسرائيلي يستهدف كل المناطق الإيرانية تقريباً، بعد أن كان موجهاً في البداية إلى العاصمة طهران".
ويؤكد الباحث العراقي عبد الله الركابي لـ"العربي الجديد"، أن "لجوء الإيرانيين إلى العراق أمر طبيعي، فقد استقبل العراق قبل ذلك السوريين واللبنانيين وغيرهم، لكن هناك مخاوف فعلية من أن يكون ضمن العابرين إلى العراق بعض قادة الجيش أو الحرس الثوري الإيراني، أو مسؤولين مطلوبين ضمن بنك الأهداف الإسرائيلي، وهذا قد يدخل العراق في حرج بسبب إمكانية استهدافهم إسرائيلياً في الداخل العراقي".
ويضيف الركابي: "العراقيون يترقبون التصعيد، ويتوقعون أنهم سيكونون جزءاً منه، حتى وإن تأخرت الهجمات الإسرائيلية، لأنّ الكيان الإسرائيلي يعرف أن الفصائل العراقية قد تستهدفه، أو تستهدف المصالح الأميركية في أي لحظة، وبالتالي فإن اتساع رقعة الحرب كي تشمل العراق قد يكون مسألة وقت لا أكثر. يتابع العراق بحذر التطورات الأمنية الخطيرة لتواصل الحرب، والتبادل الكثيف للهجمات، فيما تسعى الحكومة للحفاظ على الحياد، ومنع مشاركة الفصائل العراقية الموالية لطهران فيها، لا سيما مع استمرار الجيش الإسرائيلي بضرب منشآت حيوية في المدن الإيرانية، وسبق أن أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن الكيان الصهيوني يسعى إلى توسيع رقعة الحرب في المنطقة من أجل رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط، ما يؤكد وجود مخاوف من اتساع دائرة الحرب لتشمل الأراضي العراقية".
ودعت الحكومة العراقية المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات رادعة لإيقاف الاعتداءات الإسرائيلية، وطالبت مجلس الأمن بالانعقاد الفوري، واتخاذ إجراءات حاسمة وملموسة لردع هذا العدوان، وضمان عدم تكراره، واستعادة هيبة النظام القانوني الدولي. وأكدت بغداد التزامها الثابت بمبادئ السيادة، وعدم استخدام القوة، وتسوية النزاعات عبر الوسائل السلمية.
من جهته، أدان زعيم "التيار الوطني الشيعي"، مقتدى الصدر، استخدام الأجواء العراقية من قبل الكيان الإسرائيلي، مطالباً الحكومة بمعاقبة إسرائيل بالطرق المعمول بها دولياً لضمان عدم تكرار هذا الخرق.
بدورها، أعلنت سلطة الطيران المدني إيقاف حركة الطيران في جميع المطارات العراقية، وباشرت إخلاء الأجواء من الطائرات المقبلة والمغادرة والعابرة، حتى إشعار آخر.

Related News


