
تظاهر آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في مسيرة حاشدة بالعاصمة الرباط، احتجاجاً على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتنديدا بالعدوان على إيران.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، تقاطر إلى الرباط آلاف من النشطاء المغاربة يمثلون هيئات حقوقية وسياسية ونقابية، ومواطنون من مختلف جهات المملكة. وانطلقت المسيرة، التي عرفت حضور قيادات سياسية إسلامية ويسارية، فضلا عن نشطاء حقوقيين ونقابيين وتنظيمات طلابية، من ساحة باب "الحد" التاريخية لتجوب شارع محمد الخامس في قلب العاصمة المغربية، قبل أن تصل إلى مقر البرلمان ومحطة القطار (الرباط- المدينة).
ورفع المشاركون في المسيرة التي دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" تحت شعار "وحدة الأمة ضد العدوان ومع المقاومة حتى التحرير وإسقاط التطبيع"، لافتات مثل "الصهاينة أعداء الإنسانية". كما حمل المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية والمغربية، ورددوا شعارات داعمة لفلسطين وللمقاومة في غزة، وأخرى منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، كما "مغاربة صامدون لفلسطين مساندون"، و"من المغرب تحية للمقاومة الأبية"، و"من المغرب لفلسطين شعب واحد مش شعبين"، و"الشهيد خلى وصية لا تنازل عن القضية".
كما رددوا شعارات تطالب بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في العاصمة المغربية وإنهاء التطبيع مع إسرائيل. كذلك، هتف المتظاهرون بشعارات تدين العدوان الإسرائيلي الأميركي على إيران، واصفين إياه بأنه "بلطجة دولية صريحة وانتهاك فاضح للقانون الدولي". كما دعوا إلى إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية المدعومة أميركياً ضد غزة وإيران.
من جهته، قال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع (من مكونات مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين) أحمد ويحمان، إن المسيرة تأتي في "سياق جديد يتصاعد فيه العدوان الصهيوني، فبعد تدمير غزة العزة وعموم فلسطين والساحتين اللبنانية والسورية واليمن والعراق ها هو العدوان يطاول الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما يفيد بأن الاستهداف هو استهداف لكل الأمة من طنجة إلى جاكارتا". وأضاف قائلا على "شعوب الأمة أن تستيقظ وتقف في وجه المشاريع الاستعمارية بقيادة الإمبريالية العالمية ممثلة في الولايات المتحدة والغرب الاستعماري، وأن الأمر لا يتعلق بالكيان العنكبوتي في فلسطين المحتلة".
ولفت إلى أن المسيرة تؤكد كذلك باسم كل القوى الحية المنخرطة فيها أن "على المسؤولين في المغرب أن يغتنموا الفرص التي تمنح لهم ليقفزوا من مركب التطبيع، وأن هناك ثابتا لدى الشعب المغربي هو خيار المقاومة، وأن التطبيع خيانة"، كما دعا إلى "قطع كل العلاقات مع كيان الإرهاب وإقفال مكتب الاتصال، وإلا فإن التآمر سيستهدف الدولة المغربية نفسها"، على حد قوله. وتابع "لا ينفع أي تطبيع أو تقارب مع هذا الكيان لأن طبيعته هي الإرهاب والتقتيل والإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية. هذه هي طبيعة الكيان الصهيوني الذي لا يعرف معنى السلام، ولا يمكن بناء أي وهم للسلام معه".
إلى ذلك، قال مسؤول اللجنة الوطنية لدعم فلسطين داخل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب عبد الإله دحمان، في حديث مع "العربي الجديد"، إن أهم رسالة للمسيرة "مرتبطة بالتطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، خصوصا بعد العراقيل التي منعت مشاركتنا في المسيرة العالمية لكسر الحصار عن غزة". وأوضح أن "هذه الرسالة لا يمكن فهمها إلا في ظل استمرار الشعب المغربي وقواه الخيرة في دعم صمود الشعب الفلسطيني والغزاوي بالخصوص، في ظل حرب الإبادة الجماعية الهمجية بحقه منذ أكثر من 600 يوم متواصلة، واستمرار حرب التجويع الممنهج والحصار الوحشي بحق أهلنا الصامدين في وجه عشرات الآلاف من أطنان القنابل والصواريخ والقذائف الأميركية والغربية التي دمرت كل مقومات الحياة في غزة".
واعتبر أن ما يقع في غزة "هو هولوكوست دموي حقيقي للأسف في ظل صمت عالمي"، مؤكدا أن "مسيرة الرباط هي رسالة صمود في إطار التعبئة الشعبية المتواصلة بالساحة المغربية منذ ما قبل طوفان الأقصى للتنديد والاحتجاج على حصار غزة الذي طال منذ أكثر من 18 عاما متواصلة تحت حروب متكررة حتى هذه اللحظة".

Related News


