
عاشت كرة القدم الجزائرية ليلة حزينة على إثر الحادث الأليم الذي شهده ملعب 5 يوليو 1962 في العاصمة، أمس السبت، عقب مباراة الجولة الـ30 والأخيرة من الدوري المحلي بين مولودية الجزائر ونجم مقرة، عندما تحوّلت أجواء الاحتفال بالتتويج إلى فاجعة، بعد سقوط جزء من السياج الفاصل في المدرج العلوي، ما أسفر عن وفاة مشجّعين شابين وإصابة عدد من الحاضرين.
وأثارت الواقعة موجة صدمة وغضباً واسعاً في الأوساط الرياضية والجماهيرية، وأعادت هذه المأساة إلى الواجهة تساؤلات قديمة ومتجددة حول مدى جهوزية بعض الملاعب الجزائرية لاحتضان المباريات الكبرى، خصوصاً على مستوى شروط السلامة والوقاية في منافسات كرة القدم الجزائرية وتأمين الملاعب.
وأسفرت الحادثة التي شهدتها كرة القدم الجزائرية أمس السبت، عن وفاة مشجعين اثنين، هما الشاب يونس أمغوزي، الذي فارق الحياة في الملعب، والشاب عثمان مولاي، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى متأثراً بجراحه، رغم محاولات الطاقم الطبي لإنقاذه. ويُعد عثمان نجل مدرب معروف في الوسط الرياضي الجزائري، يشرف حالياً على تدريب نادي الأبيار لكرة اليد.
أما الحصيلة العامة، فقد أشارت آخر تحديثات مديرية الحماية المدنية عبر صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، إلى إصابة نحو 50 مشجعاً، تم التكفل بمعظمهم في ظروف طارئة ومعقّدة داخل عدد من مستشفيات العاصمة، وقد نقل منهم 16 مصاباً إلى مستشفى بني مسوس، وغادر 23 لاحقاً بعد تلقيهم العلاج اللازم، في حين بقي 14 آخرون تحت المراقبة الطبية، وجرى تحويل حالة واحدة دقيقة إلى مستشفى مايو المتخصص في جراحة الأعصاب. وأكدت مصادر طبية كذلك أن الطواقم الطبية وشبه الطبية جنّدت كل إمكاناتها لضمان الاستجابة السريعة، وسط تضامن شعبي واسع.
وما إن انتشر خبر الحادث، حتى توجّه عشرات المواطنين، بمن فيهم مشجعو مولودية الجزائر وآخرون متعاطفين، إلى مختلف مراكز نقل الدم، للتبرع لفائدة المصابين، كما لم يتأخر لاعبو الفريق والجهاز الفني بقيادة المدرب خالد بن يحيى (65 عاماً)، إلى جانب الإدارة وعلى رأسها الرئيس حكيم حاج رجم، في الالتحاق بالمستشفى والمشاركة في هذه المبادرة الإنسانية.
وفي خطوة رسمية، كلّف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وفداً وزارياً رفيع المستوى بالتنقل إلى مستشفيات العاصمة، حيث ترأس الوفد وزير الصحة عبد الحق سايحي، برفقة الأمناء العامين لوزارتي الرياضة والداخلية، إلى جانب والي العاصمة عبد النور رابحي، إذ زاروا المصابين في مستشفيات بن عكنون، مايو، وبني مسوس، والوقوف على ظروف التكفل الطبي بهم.
وسط هذه الأجواء الحزينة، ألغت جماهير مولودية الجزائر جميع مظاهر الاحتفال التي كانت مبرمجة بعد حصد لقب الدوري، بما في ذلك تعليق الرايات والأعلام في أحياء العاصمة، كما شهدت بعض الأحياء مبادرات لنزع اللافتات والزينة التي كانت منصوبة، بمشاركة جماهير الفرق المنافسة مثل اتحاد العاصمة، في مشهد تضامني نادر يعكس حجم الصدمة التي خلّفها الحادث، يؤكد التضمان المستمر بين المشجعين في كرة القدم الجزائرية.
وأظهر مقطع فيديو مُتداول على موقع فيسبوك أن الحادثة وقعت مباشرة بعد صفارة نهاية المباراة، إذ اندفع المئات من المشجعين نحو السياج الفاصل للمدرج العلوي تعبيراً عن فرحتهم بتتويج الفريق بلقب الدوري الجزائري، لكن السياج المعدني لم يصمد، وظهر في حالة اهتراء واضحة وضعف في التثبيت، وهو ما يرجّح أن الحادثة كانت قابلة للتكرار في أي مدرج آخر لولا تدخل العناية الإلهية.
وقد سبق أن عاش الفريق مأساة مشابهة بداية الموسم، حين سقط أحد المشجعين في الملعب الجديد "علي لابوانت" (الدويرة) خلال مباراة تأهيلية أمام الاتحاد المنستيري التونسي ضمن مسابقة دوري أبطال أفريقيا شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وهي الحادثة التي أدت حينها إلى غلق الملعب مؤقتاً حتى اليوم.
ووفقًا لما كشفت عنه معلومات "العربي الجديد" من داخل محيط إدارة ملعب 5 يوليو، فإن الملعب سيُغلق مجدداً بعد هذه الكارثة، إلى حين انتهاء التحقيقات وتقييم السلامة الإنشائية لبنيته التحتية. ويعني هذا القرار أن نهائي كأس الجمهورية الذي كان من المنتظر أن يُقام فيه بين شباب بلوزداد واتحاد العاصمة، سيُحوّل إلى ملعب آخر، مع وجود خيارين مطروحين حالياً هما: ملعب ميلود هدفي بوهران، أو ملعب نيلسون مانديلا في براقي، في انتظار إعلان رسمي من الاتحاد الجزائري لكرة القدم تفاصيل ذلك.
Le plus grand et le stade mythique d’Alger 😕 🏟️ #TeamMCA pic.twitter.com/NpsesabejR
— MCA Insider ⭐️ (@MCA_Insider) June 21, 2025
💔 Othmane Moulaï est le deuxième décès confirmé cette nuit suite à l’effondrement de la barrière au stade du 5 Juillet.
— MCA Insider ⭐️ (@MCA_Insider) June 22, 2025
🕊️ Allah Yarahmek 🤲🏻 #TeamMCA pic.twitter.com/whssKtcLO8

Related News

