ذعر بأسواق العالم من مخاطر الضربة الأميركية لإيران.. توقعات صادمة
Arab
4 hours ago
share

أثارت الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية إيرانية، فجر الأحد، موجة ذعر واسعة في الأسواق العالمية. ومع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الضربة استهدفت مواقع "حاسمة" في فوردو ونطنز وأصفهان، محذراً من ضربات إضافية إذا لم تمتثل إيران لخيارات السلام، انطلقت تحذيرات عاجلة من مؤسسات مالية واقتصادية عالمية، وسط توقعات صادمة تتحدث عن احتمال قفز أسعار النفط إلى 130 دولاراً للبرميل، وارتفاع التضخم الأميركي إلى 6%، وإلغاء وشيك لأي فرصة لخفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري، وفق تقديرات مؤسسات اقتصادية بارزة مثل "إكسفورد إيكونوميكس"، وتقديرات بأن الضربة الأميركية قد تحدث شللاً مؤقتاً في التجارة النفطية الدولية، خصوصاً إذا ردت طهران بإغلاق مضيق هرمز أو استهداف البنية التحتية للطاقة في الخليج.

الأسواق تترقب الرد الإيراني

وتترقب الأسواق العالمية الرد الإيراني على الضربة الأميركية، وسط سيناريوهات مفتوحة على احتمالات خطيرة تشمل إغلاق مضيق هرمز أو تعطيل إنتاج النفط الإيراني بالكامل. وقال كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بوتوماك ريفر كابيتال، مارك سبيندل، إن الأسواق عند الافتتاح صباح غد الاثنين "ستشعر بصدمة أولى، والنفط سيفتتح على ارتفاع حاد"، موضحاً أن غياب التقييم الفوري لحجم الأضرار التي خلفتها الضربة يضيف مزيداً من الغموض حول المسار المقبل. وأضاف سبيندل، في تصريح لموقع "إيه بي بي لايف بزنس"، اليوم الأحد: "السؤال الآن ليس فقط: ماذا حدث؟ بل الأهم: ماذا سيحدث لاحقاً؟"، في إشارة إلى أن الأسواق ستبقى تحت ضغط التقلبات إلى حين اتضاح طبيعة الرد الإيراني ومسار التصعيد الجيوسياسي.

ويرى كبير مسؤولي الاستثمار في شركة كريست كابيتال، جاك أبْلين، أن الضربات الأميركية على المنشآت الإيرانية أضافت "طبقة معقدة من المخاطر" إلى ساحة قرار السياسة النقدية، مؤكداً أن ارتفاع أسعار الطاقة الآن سيتحول بسرعة إلى معدلات تضخم أكبر. وأضاف أبْلين، بحسب "إيه بي بي لايف بزنس": "هذا بالتأكيد سيؤثر بأسعار الطاقة، وقد ينعكس على التضخم أيضاً"، مشيراً إلى أن هذا العامل قد "يعقد خطط البنوك المركزية لخفض الفائدة". وأضاف: "السوق الآن لا يمكنه تجاهل الأثر المتوقع لارتفاع الوقود على حركة المستهلكين، خصوصاً في ظل ضعف النمو العالمي".

تقديرات أولية

وبحسب تقديرات شركة آي بي كيه آر، وهي واحدة من أكبر شركات الوساطة المالية العالمية المتخصصة في تداول الأسهم والمشتقات، ومؤسسة ويدبوش سيكيوريتيز، وهي شركة خدمات مالية أميركية بارزة تعنى بتحليلات الأسواق وإدارة الأصول، فإن التصعيد العسكري بين أميركا وإيران، رغم ما يحمله من تقلبات حادة في أسواق الأسهم، لا يعني بالضرورة انهياراً طويل الأمد، لكنه يعيد الأصول الآمنة مثل الذهب والدولار إلى الواجهة بقوة. وقال كبير استراتيجيي السوق في آي بي كيه آر، ستيف سوسنيك، إن "الهروب نحو الأمان سيدفع عوائد السندات الأميركية إلى الهبوط، ويقوي الدولار مؤقتاً"، موضحاً أن المسار النهائي للأسواق سيعتمد على ردّ إيران ومدى ارتفاع أسعار النفط.

أما مؤسسة ويدبوش، فنقلت عن بيانات كاب آي كيو برو، أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تراجع تاريخياً بنسبة 0.3% فقط خلال أول ثلاثة أسابيع من الأزمات الجيوسياسية، لكنه عاد وارتفع بمتوسط 2.3% بعد شهرين، كما حدث في غزو العراق 2003 وهجمات أرامكو 2019. ويشير هذا التحليل إلى أن "الهدوء الدبلوماسي السريع" قد يكون شرط الأسواق الوحيد للتعافي القصير والمتوسط المدى. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بما يصل إلى 18 بالمئة منذ 10 يونيو/ حزيران لتبلغ أعلى مستوى لها في خمسة أشهر تقريباً عند 79.04 دولاراً يوم الخميس، إلا أن المؤشر ستاندرد أند بورز 500 لم يشهد تغيراً يذكر بعد انخفاضه في بداية الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو/ حزيران.

ثلاثة سيناريوهات

قبل الهجوم الأميركي على إيران، وضع محللون في أوكسفورد إيكونوميكس ثلاثة سيناريوهات تراوح بين خفض التصعيد في الصراع، والتعليق الكامل للإنتاج الإيراني، وإغلاق مضيق هرمز. وقالت المؤسسة في مذكرة، وفقاً لرويترز، إن "لكل منها تأثيرات كبيرة متزايدة على أسعار النفط العالمية". وأضافت أنه في أسوأ الحالات، ستقفز أسعار النفط العالمية إلى نحو 130 دولاراً للبرميل لتدفع التضخم في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من ستة بالمئة بحلول نهاية هذا العام. وقالت أوكسفورد إيكونوميكس في المذكرة التي صدرت قبل الضربات الأميركية: "على الرغم من أن صدمة الأسعار ستؤدي حتماً إلى إضعاف الإنفاق الاستهلاكي بسبب تضرر الدخل الحقيقي، فإن أي فرصة لخفض أسعار الفائدة الأميركية هذا العام ستتدمر بسبب مدى زيادة التضخم والمخاوف من تداعيات لاحقة من التضخم".

وفي تعليقاته بعد الضربة الأميركية لإيران، رجح جيمي كوكس، الشريك الإداري في مجموعة هاريس المالية، أيضاً صعود أسعار النفط بسبب الأنباء الأولية. لكن كوكس يتوقع استقرار الأسعار على الأرجح في غضون أيام قليلة، لأن الهجمات قد تدفع إيران إلى إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل والولايات المتحدة. وقال كوكس: "مع هذا الاستعراض للقوة والإبادة الكاملة لقدراتها النووية، فقدوا كل نفوذهم، ومن المحتمل أن يستسلموا ويوافقوا على اتفاق للسلام". ويحذر الاقتصاديون من أن ارتفاعاً كبيراً في أسعار النفط قد يضر بالاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من ضغوط بسبب رسوم ترامب الجمركية.

ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن أي تراجع في الأسهم قد يكون عابراً. فخلال الأحداث البارزة السابقة التي أدت إلى أوضاع ملتهبة في الشرق الأوسط، مثل غزو العراق عام 2003 والهجمات على منشآت النفط السعودية في عام 2019، تراجعت الأسهم في البداية، لكنها سرعان ما تعافت لترتفع في الأشهر التالية.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows