
كثفت صناديق التحوط رهاناتها على نفط برنت بأعلى وتيرة منذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول 2024 مع تصاعد الضربات بين إسرائيل وإيران، ما يزيد المخاوف في منطقة تنتج نحو ثلث إمدادات النفط العالمية. وزاد مديرو الأموال صافي مراكزهم الشرائية للمرجع العالمي بمقدار 76 ألفاً و253 عقداً إلى 273 ألفاً و175 عقداً، في الأسبوع المنتهي في 17 يونيو/حزيران الجاري، وفقاً لبيانات بورصة "آي سي إي فيوتشرز يوروب". في المقابل، هبط عدد المراكز البيعية إلى أدنى مستوى له في أكثر من أربعة أشهر.
وقفزت عقود النفط الآجلة بنسبة 13% في 13 يونيو الحالي، بعد أن فاقمت إسرائيل وإيران صراعاً خيّم على أسواق النفط العالمية على مدى 20 شهراً، من دون أن يؤثر حتى الآن على الإنتاج. ويبدو أن المتداولين يتحوّطون من احتمال نشوب مواجهة أوسع في الشرق الأوسط أو من اضطراب التدفقات عبر مضيق هرمز، ما عزّز ميل المراكز الاستثمارية للرهان على الصعود، وهو ما تجلّى بالفعل الأسبوع الماضي.
وتوقّع بعض المحللين، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية أمس السبت، أن تؤدي أسوأ السيناريوهات إلى دفع الأسعار لتتخطى 100 دولار للبرميل. وفي زاوية أخرى من السوق، قفزت تقلبات عقود مزيج برنت الأسبوع الماضي إلى مستويات لم تُسجَّل منذ غزو روسيا أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، كما ارتفعت أيضاً علاوة مخاطر النفط.
ويشكل مضيق هرمز بوابة الخليج العربي، حيث تُحمِّل كبرى الدول المُنتجة للنفط، بما فيها السعودية وقطر والكويت وإيران، الناقلات بالخام وترسلها عبر المضيق إلى المشترين النهائيين. وقد تزايدت المخاوف من احتمال إغلاق إيران الممر البحري بعد الغارات التي شنتها عليها إسرائيل، والتهديد الأميركي بالتدخل مباشرة في الحرب.
وعلق الكثير من مالكي الناقلات إرسال سفنهم إلى الخليج العربي، بحسب وسطاء شحن. وشهدت تكاليف الشحن من الشرق الأوسط إلى آسيا قفزات حادة. ويمر نحو خُمس إجمالي استهلاك النفط العالمي عبر المضيق. ووفقاً لبيانات من شركة معلومات الملاحة البحرية (فورتيكسا)، فقد تدفق ما بين 17.8 مليوناً إلى 20.8 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات والوقود عبر المضيق يومياً في الفترة من بداية عام 2022 حتى مايو/أيار الماضي.
وبجانب القلق من إغلاق المضيق، فإن التشويش على السفن في الخليج العربي يلقي بظلال سلبية على استقرار الإمدادات أيضاً. وأفاد مركز التنسيق البحري الفرنسي بأن حوالي ألف سفينة يومياً تتعرض لتشويش على إشارات تحديد المواقع العالمية GPS قرب السواحل الإيرانية.
والتشويش يُصعّب من عمليات الملاحة الآمنة ليلاً، وفي ظروف ضعف الرؤية أو كثافة حركة الملاحة، وفق ما أوضحه المركز، مشيراً أن متوسط عدد السفن المتأثرة يومياً منذ 13 يونيو بلغ 970 سفينة. ولفت إلى أن التشويش الحاد على إشارات تحديد المواقع العالمية أثناء إبحار السفن عبر مضيق هرمز الضيّق يُعد من أبرز التداعيات على حركة الشحن العالمية منذ العدوان الإسرائيلي على إيران.
