اعتقلت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، يوم السبت، عدداً من القادة العرب العاملين في جهاز قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، وذلك بعد استدعائهم لاجتماع مغلق في منطقة المعامل بريف دير الزور الشمالي، شرقي سورية. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قيادة "قسد" كانت قد طلبت من مسؤولين أمنيين يتبعون لمراكز عدة في الريف الغربي لدير الزور، من بينها مراكز الجزرات والكسرة وأبو خشب ومحيميدة، إضافة إلى إدارة ما يُعرف بـ"الخط"، الحضور إلى مقر القيادة في المعامل. لكن، وفور وصولهم إلى المكان، تم إغلاق الأبواب عليهم، لتقتحم بعد ذلك قوة خاصة من "وحدة العمليات" المبنى وتحاصر القادة وتقوم باعتقالهم.

ووفقاً للمصادر ذاتها، بلغ عدد القادة المعتقلين حوالي عشرة، جميعهم من المكون العربي، وعُرف من بينهم القيادي المكنى بـ"أبو همام"، وهو من بلدة الجديد، وكان يشغل موقعاً في إدارة "الخط"، إضافة إلى أبو إسحاق المشهداني من بلدة الصبحة، الذي كان أيضاً ضمن طاقم إدارة "الخط". كما شملت الاعتقالات كلاً من مدير مركز الجزرات، عثمان أبو حمود، ومحمود البدر، الذي كان يتولى إدارة مركز الكسرة.

وشملت الحملة أيضاً أحمد الصالح، وهو مسؤول عن قسم المكافحة في مركز الكسرة، إلى جانب محمد اليونس الزيدان، الإداري في مركز أبو خشب، وعنصر عربي يدعى مسلم وهو من مدينة القامشلي وسبق أن عمل ضمن إحدى الوحدات الأمنية الخاصة التابعة لـ"قسد". ورجّحت المصادر أن تكون أسباب الاعتقال مرتبطة بتسريب ملفات أمنية حساسة من داخل السجون والمعتقلات الواقعة تحت سيطرة "قسد" في ريفي دير الزور الغربي والشمالي، حيث تم في الفترة الأخيرة تداول عدد من الوثائق والمعلومات المسربة، ما دفع قيادة "قسد" إلى توجيه أصابع الاتهام للقادة العرب بالتورط في ذلك.

ويأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات الداخلية ضمن أجهزة "قسد"، لا سيما بعد إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول من العام الفائت، وهي ليست المرة الأولى التي تطاول فيها الاعتقالات شخصيات عربية بارزة في صفوف "قوات سوريا الديمقراطية"، التي كثفت منذ مطلع العام الجاري حملات الاعتقال التي تستهدف الكوادر الأمنية والعسكرية العربية، بذريعة الفساد أو الإخلال بالأمن، إلا أن نشطاء وسكاناً محليين يرون في تلك الحملات ملامح تصفية سياسية ومحاولات لإعادة توزيع النفوذ داخل المؤسسات الأمنية، بما يضمن إحكام السيطرة من قبل قيادات تابعة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي".