عقبات في طريق السوريين العائدين.. بنية تحتية متهالكة
Arab
4 hours ago
share

يواجه أكثر من مليوني لاجئ ونازح سوري عادوا إلى ديارهم منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، جملة مصاعب في ظل بنية تحتية متهرئة ومدمّرة، ونقص كبير في الخدمات ربما يحول دون عودة ملايين السوريين إلى بلادهم في المدى المنظور.

وحذر مفوّض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، عقب لقائه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أمس الجمعة، في دمشق من أن هذه العودة "قد لا تدوم من دون دعم دولي واسع لإعادة إعمار البنية التحتية المنهكة"، واصفا الأوضاع في سورية بـ"الهشة"، مشيراً إلى أن استمرار غياب الخدمات الأساسية قد يدفع العائدين إلى مغادرة البلاد مجدداً.

وأوضح المسؤول الأممي أن نحو 600 ألف لاجئ سوري عادوا إلى البلاد منذ سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول من العام الفائت، في حين عاد نحو 1.5 مليون نازح داخلي إلى مناطقهم خلال الفترة نفسها. وقد اضطر ملايين السوريين للنزوح أو الهجرة خلال الحرب التي شنها النظام المخلوع على السوريين خلال الفترة من 2011 وحتى أواخر 2024، فضلا عن تدمير بنى تحتية ومنازل ومدارس ومؤسسات ومنشآت حيوية في الكثير من المدن السورية الكبرى ومنها العاصمة دمشق.

نحو 600 ألف لاجئ سوري عادوا إلى البلاد منذ سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر من العام الفائت

ولا يزال الكثير من السوريين في دول الجوار في حالة تردد حيال العودة الى بلادهم بسبب نقص الخدمات وتراجع الاقتصاد، وعدم وضوح الرؤية حيال إعادة الإعمار. ورغم عودة عشرات آلاف السوريين وخاصة من تركيا الى بلادهم، حيث أعلن نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جودت يلماز في تصريحات له قبل عدة أيام من ولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد، عودة أكثر من 273 ألف سوري إلى بلادهم من تركيا بشكل طوعي خلال 6 أشهر. وبحسب بيانات إدارة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية، فإن عدد السوريين المسجلين تحت نظام الحماية المؤقتة تراجع من 3 ملايين و641 ألفًا و370 شخصًا بنهاية عام 2020 إلى مليونين و699 ألفًا و787 شخصًا بحلول 5 يونيو/حزيران الجاري. أما أعداد السوريين العائدين من دول أخرى ما تزال حتى اللحظة محدودة، مع استبعاد عودة أولئك اللاجئين في دول أوروبية.

معاناة السوريين العائدين مستمرة

ولم تفكك بعد مخيمات الشمال السوري، فغياب الخدمات، وتدمير المنازل من جملة أسباب تمنع عودة سكان هذه المخيمات المنتشرة خاصة في شمال غرب سورية. ونظرة على المدن والبلدات السورية، توضح أن أحياء كاملة في مدن: حمص، دير الزور، وحلب، ودمشق، والرقة، وإدلب، وأجزاء واسعة من ريف حماة وخاصة الشمالي، مهدمة إما بشكل كامل او بشكل شبه كامل، نتيجة القصف الجوي والمدفعي على مدى سنوات.

ويوضح الباحث بسام السليمان، لـ"العربي الجديد" ان البنية التحتية في عموم سورية "متهالكة ومدمرة"، مضيفا: هناك صعوبات وتحديات يعاني منها العائدون. وأشار إلى أن غالبية هؤلاء كانوا نازحين في الشمال السوري على مدى سنوات، مضيفا: "عادوا إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم، ولكن هناك الكثير من البيوت مدمرة، في ظل خدمات محدودة وبطالة". وتابع: "الأوضاع في سورية صعبة جدا، وهذا يفرض على أصدقاء وحلفاء سورية المساعدة العاجلة في إنعاش الاقتصاد والخدمات لاستيعاب هؤلاء النازحين والعائدين إلى مناطقهم". 

وترى الأمم المتحدة ان سورية تحتاج إلى مبلغ كبير ربما يصل إلى 400 مليار دولار من أجل إعادة الإعمار، ما يفرض على الإدارة الجديدة تحديا جديدا، يُضاف إلى تحديات لا تقل خطورة تهدد السلم الأهلي في البلاد التي لا تزال مقسمة جغرافيا فالشمال الشرقي حيث تتمركز أهم الثروات، لا يزال خارج سيطرة الدولة حتى اللحظة. ويبدو أن الحكومة السورية لا تملك الموارد التي تمكّنها من التعاطي مع ملف العائدين سواء كانوا نازحين أو لاجئين، فالقرار الغربي برفع العقوبات المفروضة على سورية، لم يُترجم بعد وخاصة لجهة تدفق الأموال والاستثمارات والبدء في مشروعات إعادة الإعمار والتي من شأنها تأمين فرص عمل تخفض نسب البطالة المرتفعة في البلاد.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows