أفغانستان تبحث استيراد الغذاء من روسيا تحسباً لتعطّل الإمدادات
Arab
3 hours ago
share

 تسعى أفغانستان، التي تُعد إيران أحد أبرز شركائها التجاريين، إلى تنويع مصادرها الغذائية من خلال محادثات مع روسيا، في ظل احتمال انقطاع الإمدادات نتيجة الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل. ومع تحسن العلاقات بين موسكو وحكومة طالبان، يشارك وفد أفغاني هذا الأسبوع في مؤتمر اقتصادي كبير يُعقد في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، إذ من المقرّر أن يلتقي بمسؤولين روس بارزين.

وقال وزير الزراعة الأفغاني، عطاء الله عمري، لوكالة رويترز على هامش المؤتمر: "تسعى أفغانستان بلا شك إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في المنتجات الزراعية. ومع ذلك، ما زلنا نعتمد على بعض المواد الغذائية القادمة من إيران، وإذا واجهت إيران مشكلات، فسنُعاني من تبعات ذلك بالتأكيد".

وتُصدّر إيران إلى أفغانستان بعض منتجات الألبان وسلعاً أخرى، فيما يُثير الصراع المستمر منذ أكثر من أسبوع بين إسرائيل وإيران مخاوف من تعطّل حركة التجارة. وفي الوقت نفسه، تُعد روسيا وكازاخستان الموردَين الرئيسيَين للقمح والطحين إلى أفغانستان، وتزودها روسيا أيضاً بالسكر والزيوت النباتية.

وأوضح عمري أن بلاده تسعى حالياً إلى استيراد القمح بدلاً من الطحين من روسيا، وقال: "على مدى السنوات الأربع الماضية، ومنذ انسحاب القوات الأميركية من بلادنا، بذلنا جهوداً كبيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الإمدادات الغذائية الأساسية. أما الكميات المتبقية، وخصوصاً القمح والطحين، فتُوردها لنا روسيا سنوياً"، وأضاف: "طلبنا من روسيا تزويدنا بالقمح مباشرة بدلاً من الطحين، ونأمل أيضاً في استيراد منتجات أخرى تحتاجها البلاد". وكانت روسيا قد رفعت في إبريل/نيسان الماضي الحظر المفروض على حركة طالبان، التي ظلت مصنفة منظمةً إرهابيةً لأكثر من عقدَين، ما فتح المجال أمام تطبيع العلاقات مع القيادة الأفغانية.

وفي سياق متصل، أعرب عمري عن قلقه بشأن أوضاع اللاجئين الأفغان المقيمين في إيران، والذين قد يتعرضون للخطر جراء الهجمات الإسرائيلية. ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يُقدر عدد الأفغان المقيمين في إيران بنحو 4.5 ملايين شخص، وختم عمري قائلاً: "شعبنا لا يشعر بالارتياح لأي أذى يقع هناك، لا سيّما أن العديد من اللاجئين المقيمين في إيران هم إخوتنا".

تعاون اقتصادي أوسع وصفقات بالعملات المحلية

وبحسب مصادر أفغانية ودولية، فقد ارتفع إنتاج القمح المحلي في أفغانستان بنسبة 10% خلال العام الماضي ليصل إلى 4.83 ملايين طن، إلّا أن البلاد لا تزال بحاجة إلى سد فجوة تصل إلى مليوني طن سنوياً. ولهذا السبب تسعى الحكومة إلى استيراد القمح الخام بدلاً من الطحين، ما يمنحها مرونة أكبر في تخزينه وطحنه وفق الحاجة.

وفي خطوة لافتة، أعلنت وزارة التجارة أن كابول تجري محادثات مع موسكو وبكين لعقد صفقات تجارية بالعملات المحلية، كخطوة لتخفيف الاعتماد على الدولار الأميركي في ظل العقوبات والقيود المالية المفروضة دولياً على حكومة طالبان. وقد بلغ حجم التبادل التجاري مع روسيا 300 مليون دولار سنوياً، فيما يصل إلى مليار دولار مع الصين، بحسب ما نقلته "رويترز".

ورغم التوترات الإقليمية، تواصل روسيا تزويد أفغانستان بالسكر والزيوت النباتية بانتظام، ما يعزز ثقة كابول في قدرة موسكو على تعويض أي نقص قد ينجم عن اضطراب العلاقات التجارية مع إيران. تأتي هذه التحركات في وقت بالغ الحساسية، إذ تسعى أفغانستان إلى تعزيز استقلالها الغذائي والمالي في بيئة إقليمية ودولية متغيرة، محاطة بتحديات أمنية واقتصادية متصاعدة.

(رويترز، العربي الجديد)

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows