ثمة سباق بين التصعيد العسكري في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، وبين المحاولات الدبلوماسية التي تبذل في الساعات الأخيرة للسير بوساطات، والعودة إلى طاولة المفاوضات بين الغربيين وإيران.
لم تسفر قمة مجموعة السبع التي انعقدت في كندا عن أي مبادرة محددة لوقف النزاع، واكتفت بموقف لافت يشدد على وجوب عدم امتلاك ايران "سلاحاً نووياً تحت أي ظرف»، مع الدعوة إلى حلّ «الأزمة الإيرانية» وإلى «خفض أوسع للتصعيد في منطقة الشرق الأوسط، بما يشمل وقف إطلاق النار في غزة».
أما بخصوص الدور الروسي المحتمل فقد رفض الأوروبيون أي دور لسيد الكرملين، وجاراهم الرئيس الاميركي الذي دعا نظيره الروسي لحل موضوع أوكرانيا أولاً.
هكذا بقيت الوساطة الجدية المطروحة هي وساطة الثلاثي الأوروبي الذي له تاريخ طويل في التفاوض مع طهران وذلك منذ 2003. وما سهل أمر الأوروبيين رفض طهران التفاوض تحت النار مع الجانب الاميركي ، مما حدا بالسيد عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني المجيء إلى جنيف والاجتماع مع الأوروبيين.
ويبدو أن الاتفاق الوحيد بين الجانبين اقتصر على إبقاء الاجتماعات مفتوحة. عملياً، استمر الدوران في الحلقة المفرغة بينما شدد الجانب الأوروبي على إيجاد "حل تفاوضي يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي"، أعلنت إيران عدم العودة للتفاوض قبل وقف الهجمات ضدها.
ومن غرائب الدبلوماسية دعم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للجهد الأوروبي وتنسيقه مع نظيره الفرنسي صباح الجمعة 20 حزيران/يونيو . في المقابل بعد انتهاء اجتماع جنيف ، ناقض ترامب وزيره وقال إن " الإيرانيين يريدون الحديث معنا وليس مع الأوروبيين".
انتهز الأوروبيون مهلة الأسبوعين التي حددها سيد البيت الأبيض لإيران، وبادروا للاجتماع بوزير الخارجية الإيراني، بانتظار بلورة الأمور سلماً او حرباً في هذا الصراع المفتوح ترتسم على الأرجح ثلاثة سيناريوهات :
أولها احتواء النظام الإيراني دون إسقاطه، وهو الحل الوسط حسب الأوروبيين.
أما السيناريو الثاني، فيتثمل في سقوط النظام الإيراني بالكامل، حيث سيتم تفكيك كامل البنية التحتية النووية، وهذا يعني تحقيق الأهداف الإسرائيلية.
وثالثها: استمرار النظام الإيراني وتقويته مع تعزيز نفوذ الحرس الثوري، ويعني ذلك فشل إسرائيل.
يتواصل التصعيد غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع نحو حرب شاملة في المنطقة، ووصل الأمر بالرئيس فلاديمير بوتين للإعراب عن قلقه من اتجاه العالم نحو حرب عالمية ثالثة ، مضيفا أن هناك احتمالات كبيرة لنشوب صراع في العالم وأن هذه الاحتمالات آخذة في التزايد.
Related News


