ترامب يضغط لتسريح جماعي لموظفي "صوت أميركا"
Arab
4 hours ago
share

أمرت إدارة الرئيس دونالد ترامب، أول من أمس الجمعة، بتسريح جماعي لموظفي إذاعة صوت أميركا وغيرها من وسائل الإعلام الممولة حكومياً، لتمضي قدماً في إغلاق هذه المؤسسات الإعلامية العريقة رغم الأصوات التي تحذر من استفادة "أعداء" الولايات المتحدة.

بلغ عدد من أعلنت إدارة ترامب عن تسريحهم، الجمعة الماضي، 639 موظفاً من إذاعة صوت أميركا ومؤسستها الأم وكالة الإعلام الأميركي العالمي (USAGM)، ضمن ما بات يُعرف بـ"مجزرة المؤسسات الإعلامية العامة". بهذا الإجراء، يتبقى في "صوت أميركا" نحو 250 موظفاً فقط، بعدما كانت تضم أكثر من 1600 موظف مطلع العام، ما يعني أن الإدارة الحالية أقدمت عملياً على تفكيك شبه كامل لمؤسسة إعلامية لعبت منذ تأسيسها عام 1942 دوراً محورياً في نشر "الرواية الأميركية" في الخارج، خاصة في الدول التي تهيمن عليها أنظمة إعلام حكومية.

وقالت كاري ليك، التي تتولى منصباً رفيعاً في الوكالة الأميركية للإعلام العالمي، إن إخطارات التسريح "جهد طال انتظاره لتفكيك بيروقراطية متضخمة وغير خاضعة للمساءلة". وأضافت ليك، في بيان، أنها ستعمل مع وزارة الخارجية والكونغرس "لضمان رواية قصة أميركا بطريقة حديثة وفعالة ومتوافقة مع السياسة الخارجية الأميركية". وزعمت، في البيان نفسه، أن "صوت أميركا" تحوّلت خلال العقود الأخيرة إلى "بوق لليسار الأميركي"، في إشارة مباشرة إلى الانتقادات التي كانت تُوجَّه للإذاعة من أطراف محافظة داخل الولايات المتحدة.

في المقابل، رفع الموظفون دعوى قضائية للطعن في إجراءات ليك، التي تأتي رغم أن الكونغرس خصص تمويلاً للإذاعة. وقال الموظفون في الدعوى إن "موسكو وبكين وطهران والجماعات المتطرفة تغرق الفضاء الإعلامي بدعاية معادية لأميركا. لا تتنازلوا عن هذا الحق بإسكات صوت أميركا". كما عبّر صحافيون مخضرمون عن صدمتهم من "السرعة والحدة" التي نُفذ بها الإجراء. وقالت المراسلة السابقة لإذاعة صوت أميركا في البيت الأبيض، باتسي ويداكوسوارا، عبر حسابها على منصة إكس: "83 عاماً من الصحافة المهنية تمحى بقرار إداري جائر. ما يحدث ليس إصلاحاً، بل انتقام أيديولوجي".

تأسست إذاعة صوت أميركا خلال الحرب العالمية الثانية، وتبث في جميع أنحاء العالم بما يقرب من 50 لغة، وعلى الخصوص في الأنظمة الاستبدادية والبلدان التي تفتقر إلى حرية الإعلام. ورحبت موسكو وبكين بقرار إغلاق وسائل الإعلام المدعومة من الولايات المتحدة، والتي كان ينظر إليها على مدى عقود باعتبارها ركائزَ نفوذ للقوة الناعمة الأميركية، إذ كانت الإذاعة وحدها تصل إلى 360 مليون شخص أسبوعياً.

كان ترامب قد وقع مرسوماً تنفيذياً علق فيه معظم عمليات "صوت أميركا" في مارس/آذار الماضي، متهماً إياها بأنها تروج لـ"دعاية يسارية" و"لا تمثّل صوت أميركا الحقيقي"، وهي الاتهامات نفسها التي استخدمها سابقاً في حملته الانتخابية. وسارع فريقه إلى إحالة عدد من مديري الإذاعة إلى إجازة إدارية، تمهيداً لإعادة هيكلة المؤسسة، وهو ما مهّد لإجراء 20 يونيو/حزيران الحالي. شملت عملية التسريح، وفق تقارير متطابقة، أقساماً حيوية مثل خدمة البث بالفارسية التي أعيد بعض أفرادها مؤقتاً للعمل قبل نحو أسبوع حين شنت إسرائيل عدوانها على إيران.

ويهاجم ترامب وسائل الإعلام باستمرار، وقد سخر من الاستقلالية التي تتمتع بها إذاعة صوت أميركا وتمنع الحكومة من التدخل في تغطيتها. ونجت إذاعة مارتي التي تبث إلى كوبا من حملة التطهير الشاملة، لكن إذاعة آسيا الحرة التي تمولها الحكومة الأميركية تعمل الآن بقدرة محدودة وإذاعة أوروبا حرة مستمرة بفضل دعم الحكومة التشيكية.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows