محرز: الخُضر خارج الترشيحات في أمم أفريقيا وهذه مشكلة ماندريا
Arab
2 hours ago
share

تحدّث حارس مرمى منتخب الجزائر السابق سيد أحمد محرز (54 عاماً)، في حوار خصّ به "العربي الجديد"، عن جملة من التحدّيات التي تُواجه الفريق في الفترة الحالية، وعلى رأسها أزمة حراسة المرمى، إذ اعتبر محرز أن التراجع الواضح في أداء الحارس أنتوني ماندريا (28 عاماً) يعود بالدرجة الأولى إلى عوامل ذهنية، كما استبعد "الخُضر" من دائرة المرشحين للفوز بلقب كأس أمم أفريقيا 2025، مشيراً في الوقت نفسه إلى صعوبة مهمة المنتخب الرديف في الحفاظ على لقب كأس العرب في نسختها القادمة.

  • كيف تقيّم أداء منتخب الجزائر في مباراته الودية الأخيرة أمام السويد التي انتهت بخسارة الخُضر بنتيجة 4-3؟

بصراحة، منتخب الجزائر قدّم وجهين مختلفين تماماً خلال المباراة، في المرحلة الأولى وبداية الشوط الثاني، كنا باهتين، عاجزين، افتقدنا الحيوية وحتى التركيز، ثم انقلب الوضع في آخر نصف ساعة من اللقاء، حيث تحسن الأداء بشكل ملحوظ، وعدنا بقوة، رغم أن النتيجة النهائية لم تكن لصالحنا.

  • ما الذي جعل منتخب الجزائر يظهر بهذا الوجه الباهت في البداية؟

الأسباب متعددة، لكن أولها هو الضغط المتقدم الذي حاولنا أن نفرضه على تشكيلة السويد منذ البداية، فكرة الضغط في حد ذاتها جيدة، لكن توقيتها كان غير مناسب، اللاعبون مرهقون بدنياً، نحن في نهاية موسم شاق، والأجساد منهكة، كما أن بعض الأسماء التي دخلت التشكيلة الأساسية لم تكن موفقة، بل لا تملك حتى خصائص اللعب وفق هذا الأسلوب، فدفعنا الثمن غالياً، خاصة أمام منتخب سويدي محترم جداً، حتى وإن غاب عنه أبرز نجومه.

  • هل ترى أن هناك أسماء بعينها في منتخب الجزائر لم تكن في مكانها الصحيح؟

بالتأكيد، سأكون صريحاً هنا، الظهير الأيسر ريان آيت نوري، مثلاً، لا يصلح للعب ضمن خط دفاع رباعي، على الأقل وفق ما شاهدناه، وهو قول ينطبق على المدافع الأيمن محمد فارسي الذي افتقد الانسجام مع ثنائية عيسى ماندي ورامي بن سبعيني، بل إن الحديث يجب أن يتوسع ليشمل حتى التفاهم بين محور الدفاع نفسه، فهناك خللٌ يجب على الجهاز الفني الانتباه إليه، خصوصاً ونحن نقترب من استحقاقات مصيرية لا مجال فيها للتدارك، عكس الوديات التي تبقى دروساً مفيدة.

  • بما أنك مدرب حراس مرمى، كيف تقيّم أداء أنتوني ماندريا في هذه المباراة؟

من موقعي حارساً دولياً سابقاً ومدرباً للحراس، أقول إن تحميل أنتوني ماندريا كامل المسؤولية غير عادل، لكن دعونا نفصل الأمور بدقة، الهدف الأول أعتبره مسؤولية مشتركة بينه وبين الدفاع، بنسبة 50% لكلّ طرف، أما الهدف الثاني فيتحمله بمفرده، لأنّه لم يُغلق الزاوية كما ينبغي. الهدف الثالث جاء من ركلة جزاء، لا يُسأل عنها. أما الرابع، فمن مخالفة مباشرة صوبت بدقة إلى زاوية شبه مستحيلة، لكن يمكن مناقشة تمركزه في تلك اللحظة.

  • هل ترى أن مشاركة ماندريا مع منتخب الجزائر لم تكن مستحقة؟

إشراك ماندريا من البداية في رأيي كان قراراً خاطئاً، اللاعب يمرّ بفترة نفسية سيئة، فهو قادم من موسم كارثي مع فريقه كان الذي هبط إلى الدرجة الثالثة الفرنسية، كما تلقى خلال الموسم 44 هدفاً، وهذا رقم ثقيل ومؤثر ذهنياً، كنت أفضل أن نمنحه دقائق في مباراة أسهل، مثل ودية رواندا، التي لم تكن لتشكل ضغطاً كبيراً عليه، بدلاً من رميه في مواجهة صعبة كهذه أمام السويد، ما جعله عرضة لانتقادات قاسية.

  • في ظل هذا الوضع، كيف ترى ملف حراسة المرمى في المنتخب؟

أعتقد أن هذا الملف بات مفتوحاً على مصراعيه من جديد، خاصة في ظل الغموض الذي يحيط بهوية الحارس الأساسي، هناك شعور واضح بأن الطاقم الفني لا يملك خياراً مطمئناً في هذا المركز، وهو ما يثير القلق، ولا سيما أننا على بُعد أشهر قليلة فقط من نهائيات كأس أمم أفريقيا في المغرب.

  •  من هو الحارس الذي تراه الأنسب حالياً لحمل هذا الثقل في المنافسات المقبلة؟

لو كنت في مكان الطاقم الفني لمنتخب الجزائر الأول لاعتمدت من دون تردد على خدمات أسامة بن بوط. أراه اليوم الأفضل من جميع النواحي، سواء من حيث الجهوزية أو الاستقرار الذهني، هو ليس فقط متألقاً مع المنتخب المحلي، بل قدّم موسماً ممتازاً مع اتحاد العاصمة، كما أنّ لديه خبرة أفريقية معتبرة، راكمها من مشاركته في كأس الكونفيدرالية، وهذا أمر مهم جداً، لأن المباريات القارية تحتاج إلى حراس يعرفون جيداً الأجواء الأفريقية، من أرضيات الملاعب إلى الضغط الجماهيري والظروف المناخية.

  • وماذا عن الحارس ألكسيس قندوز الذي كان خياراً أساسياً في فترة سابقة ثم عاد فجأة إلى دكة البدلاء؟

هذا أيضاً من الأمور التي لم أفهمها، قندوز لم يُخيّب الآمال عندما جرى الاعتماد عليه. بالعكس، قدّم مستويات محترمة وترك انطباعاً إيجابياً، لا أعرف سبب عودته إلى الاحتياط وتفضيل ماندريا مجدداً، وهنا لا أقول إن ماندريا حارس ضعيف، بل العكس، فقد كان في بدايته مع المنتخب جيداً، لكن حالياً وضعه الذهني غير مريح، مرّ بموسم كارثي مع نادي كان الفرنسي، هذا يؤثر كثيراً على أي حارس. وأعتقد أن من الأفضل مساعدته حالياً بعدم إشراكه، بدلاً من الضغط عليه أكثر.

  • ما تقييمك لحظوظ منتخب الجزائر في كأس أمم أفريقيا المقبلة بالمغرب؟

لدينا منتخب قوي جداً، ويملك من الإمكانيات ما يسمح له بالمنافسة الجادة على اللقب. الأجواء في المغرب ستكون مواتية ومريحة، ومشابهة كثيراً لما نعرفه في الجزائر، وهذا عامل مهم جداً. أعتقد أن وضعيتنا تُشبه كثيراً ما حدث في نسخة مصر 2019، يومها لم يكن أحد يرشحنا، ومع ذلك أنهينا البطولة على منصة التتويج. الأمر نفسه يُمكن أن يتكرر في المغرب، لسنا في طليعة المرشحين هذه المرة، خاصة بعد الخروج المبكر في النسختين السابقتين، ما يعني أن الضغط سيكون أقل، وهذا قد يكون نقطة قوة إذا أحسنا استغلالها.

  • هل تعني أن عدم ترشيح منتخب الجزائر سيكون في صالحهم؟

نعم بالضبط، أحياناً غياب التوقعات المرتفعة يمنحك حرية أكبر في اللعب والتخطيط، وهناك مثال جميل أستحضره دائماً: المنتخب الإيطالي، رغم معاناته، فاز بيورو 2020، رغم أنّه لم يتأهل بعدها إلى كأس العالم، أرجو أن نفعل مثلهم، لكن مع التأهل إلى المونديال هذه المرة، نحن على مقربة كبيرة من تحقيق هذا الهدف، وأتمنى أن نحسم الأمر قريباً.

  • ننتقل إلى المنتخب الرديف بقيادة مجيد بوقرة. ما رأيك في وضعه قبل كأس العرب القادمة؟

الأمور هذه المرة مغايرة تماماً للدورة السابقة التي تُوجنا بها، آنذاك، استعان بوقرة بعدّة لاعبين من المنتخب الأول، مما أعطى المنتخب الرديف قوة إضافية، أما هذه المرة، فالأمر يبدو صعباً، لأن توقيت البطولة سيتزامن مع كأس أفريقيا في المغرب، ما يعني أن لاعبي المنتخب الأول سيكونون مشغولين بالمسابقة القارية، وبالتالي سيكون بوقرة مضطراً إلى الاعتماد فقط على أسماء جديدة من خارج المنتخب الأول.

  • هل تعتقد أن ذلك سيؤثر على حظوظ رديف الجزائر في الحفاظ على اللقب العربي؟

بالتأكيد المهمة ستكون أعقد، لأننا سنفتقد أسماءً رنانة ومجربة، لكن لا يعني هذا أننا بدون حلول، مجيد بوقرة يملك بدائل متميزة مثل ياسين براهيمي، أمير سعيود، فيكتور لكحل، مهدي عبيد، مع إمكانية استدعاء لاعبين من الدوريات الاسكندنافية أو الروسية، خاصة إن كانت متوقفة خلال تلك الفترة، هناك مجموعة واسعة من الخيارات، وإن جرى توظيفها جيداً، يمكننا الذهاب بعيداً في المنافسة.

  • أخيراً، ما تعليقك على انتقال عادل بولبينة إلى الدوري القطري؟

بما أن نادي الدحيل لم يُعلن الصفقة رسمياً بعد، فأفضل عدم التعليق كثيراً على الأمر، لقد سبق لي العمل مع هذا النادي، وأعرف طريقته الاحترافية، وأتمنى له لاعباً بمواصفات عادل بولبينة، لأنه يستحق اللعب في ناد بهذا الحجم. أما بخصوص المنتخب الوطني، فأنا لا أحب التدخل في صلاحيات الجهاز الفني، ولكن من وجهة نظري، بولبينة يملك مكانة داخل المنتخب الأول، وأتمنى لو جُرّب على الأقل في ودية رواندا، اللاعب يملك إمكانيات كبيرة، وهو الآن على أعتاب تجربة جديدة يمكن أن تفتح له الأبواب، إن نجح فيها، فسيعود إلى المنتخب من الباب الكبير.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows