
ذكرت صحيفة نيويورك بوست الأميركية أن أحد تحفظات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن الهجوم المحتمل على إيران هو أن تصبح البلاد "ليبيا جديدة" إذا تمت "إطاحة" المرشد الإيراني علي خامنئي. وتطرقت الصحيفة في خبرها إلى تحفظات ترامب بشأن الانخراط في الصراع، الذي بدأ مع الهجمات الإسرائيلية على إيران، مستندة إلى مصادر مقربة من الإدارة الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن ثلاث شخصيات مقربة من الإدارة، أن ترامب أشار أخيراً بشكل خاص إلى مسألة "انزلاق ليبيا الغنية بالنفط إلى عقد من الفوضى في عام 2011"، ولفتوا إلى أن تحفظ الرئيس في مهاجمة إيران نابع من قلقه بشأن خلق "ليبيا جديدة" إذا تمت "إطاحة" المرشد الإيراني. كما نقلت الصحيفة عن شخصية مطلعة على مناقشات الإدارة، بشأن إمكانية انضمام واشنطن لضربات إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني، قولها إن ترامب لا يريد أن "تتحول إيران إلى ليبيا".
وقال مصدر آخر، بحسب الصحيفة، إنه سمع ترامب يقول في جلسة خاصة إنه يشعر بالقلق من أن تصبح إيران "مثل ليبيا" قبل أن تبدأ إسرائيل غاراتها الجوية على إيران. وأوضح المصدر، المقرب من الإدارة، أن تغيير النظام المحتمل في إيران ليس من بين أهداف ترامب، وقال: "أما بالنسبة للرئيس، فلن يتدخل فيمن سيحكم إيران"، وفقاً للصحيفة.
بدوره، قال شخص مقرّب من البيت الأبيض إنه في حال استخدام الولايات المتحدة "قاذفات القنابل الخارقة للتحصينات" ضد المنشآت النووية الإيرانية، فسيستمرون في التعامل مع رد فعل إيران، معربين عن قلقهم من التلوث النووي أو من أن تقوم إيران "بالرد من خلال الإرهاب". وأكد أن ترامب فضل بدلاً من ذلك التوصل إلى اتفاق، بحسب ما نقلته الصحيفة.
وكان موقع أكسيوس نقل، الثلاثاء الماضي، عن مسؤولين قولهم إن ترامب يدرس بجدية الانضمام إلى الحرب عبر تنفيذ ضربة أميركية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وعلى رأسها منشأة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في "فوردو"، إلا أن البيت الأبيض أعلن، أمس الخميس، أن ترامب سيتخذ قراره خلال الأسبوعين المقبلين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في الصراع.
وقالت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، للصحافيين نقلاً عن رسالة من ترامب: "استناداً إلى حقيقة أن هناك فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات قد تجري أو لا تجري مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري بشأن التدخل أو عدمه خلال الأسبوعين المقبلين". وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أنّ المراسلات مستمرة مع إيران، مشيرة إلى أنه "لا توجد أي مؤشرات على تدخل الصين عسكرياً في إيران". وأكدت أن ترامب مهتم بالسعي لحل دبلوماسي مع إيران، لكن أولويته القصوى ضمان عدم تمكن إيران من امتلاك سلاح نووي. ومضت قائلة إن أي اتفاق يجب أن يحظر على طهران تخصيب اليورانيوم ويقضي على قدرتها على امتلاك سلاح نووي.
ومنذ 13 يونيو/حزيران، تشن إسرائيل بدعم أميركي عدواناً على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين. ووفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية، الاثنين، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصاً وإصابة 1277 آخرين، معظمهم مدنيون، فيما أفادت منظمة "نشطاء حقوق الإنسان" (مقرها واشنطن) بأن عدد القتلى في إيران ارتفع إلى نحو 639 شخصاً، إضافة إلى أكثر من 1329 مصاباً، حتى صباح الخميس.
(الأناضول، العربي الجديد)

Related News



