
تراجع سعر الذهب بنسبة 0.5%، اليوم الجمعة، ليقترب من مستوى 3.353.59 دولاراً للأونصة، مسجلاً خسائر أسبوعية تتجاوز 2%. ويبدو أن الذهب يتجه نحو أول انخفاض أسبوعي له منذ ثلاثة أسابيع نتيجة تراجع الطلب على الملاذات الآمنة مع انحسار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إلى جانب تأثير التحذيرات الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم، والتي قلّصت التوقعات بخفض أسعار الفائدة قريباً.
ويأتي هذا التراجع بعد تصريحات لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، أشار فيها إلى احتمال تصاعد الضغوط التضخمية بفعل السياسات التجارية التي يقترحها دونالد ترامب، خصوصاً ما يتعلق بالرسوم الجمركية، وفقاً لـ"بلومبيرغ". مثل هذه التوقعات تجعل من الصعب على البنك المركزي خفض تكاليف الاقتراض، وهو ما لا يصب في مصلحة الذهب، الذي لا يوفر عوائد مالية مباشرة ويزدهر عادة في بيئة الفوائد المنخفضة.
ورغم هذا التراجع الأسبوعي، لا يزال المعدن النفيس مرتفعاً بنحو 25% منذ بداية العام، ولا يبتعد كثيراً عن ذروته التاريخية التي بلغها في إبريل/نيسان الماضي، عند 3.500 دولار للأونصة. لكن في المقابل، بدأت تظهر مؤشرات إلى تحوّل اهتمام المستثمرين نحو البلاتين بديلاً آمناً، في ظل المستويات القياسية التي وصلت إليها أسعار الذهب.
ونقلاً عن وكالة "بلومبيرغ"، فقد تباينت توقعات المؤسسات المالية الكبرى في وول ستريت بشأن مستقبل الذهب. ففي حين أعادت "غولدمان ساكس" التأكيد على توقعاتها بارتفاع السعر إلى 4.000 دولار للأونصة بحلول العام المقبل، ترجّح "سيتي غروب" هبوط الأسعار إلى ما دون 3.000 دولار بحلول عام 2026. وفي سياق متصل، تراجع مؤشر "بلومبيرغ" لقياس قوة الدولار بنسبة 0.1%، رغم أنه لا يزال يسجل مكاسب أسبوعية. كما انخفضت أسعار الفضة والبلاتين، في حين استقر البلاديوم دون تغييرات تُذكر.
تراجع أسعار النفط بعد تأجيل ترمب اتخاذ قرار بشأن إيران
بددت أسعار خام برنت مكاسب الجلسة الماضية وانخفضت بنحو دولارين، اليوم الجمعة، بعدما أرجأ البيت الأبيض اتخاذ قرار بشأن تدخل الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي الإيراني، لكنها تتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي. بحلول الساعة 02:55 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.89 دولار أو 2.4% لتصل إلى 76.96 دولارا للبرميل، لكنها ارتفعت 3.8% على أساس أسبوعي حتى الآن.
فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو/تموز 53 سنتا، أو 0.7%، إلى 75.67 دولارا، ولم تتم تسويتها أمس الخميس لأنه كان عطلة في الولايات المتحدة، وينتهي أجلها اليوم الجمعة. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم أغسطس/آب الأكثر تداولا 0.2%، أو 17 سنتا، إلى 73.67 دولارا.
وقفزت الأسعار 3% تقريبا، أمس الخميس، بعدما قصفت إسرائيل أهدافا نووية في إيران، التي أطلقت صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل وأصابت مستشفى هناك. ولا مؤشرات حتى الآن إلى انحسار القتال بين الجانبين. وقلصت العقود الآجلة لخام برنت مكاسب الجلسة الماضية بعد تصريحات البيت الأبيض بأن الرئيس دونالد ترامب سيحدد قراره بشأن التدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني خلال الأسبوعين المقبلين.
وقال فيل فلين، المحلل في مجموعة برايس فيوتشرز، لـ"رويترز"، إن أسعار النفط ارتفعت وسط مخاوف من زيادة تدخل الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي الإيراني. ومع ذلك، أشار البيت الأبيض في وقت لاحق إلى أنه لا تزال هناك فرصة لتخفيف التصعيد. وتعد إيران ثالث أكبر منتج بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إذ تضخ نحو 3.3 ملايين برميل يوميا من النفط الخام. ويمر ما بين 18 مليونا و21 مليون برميل يوميا من الخام والمنتجات النفطية عبر مضيق هرمز على طول الساحل الجنوبي لإيران، ويتزايد القلق من أن يؤدي القتال إلى تعطيل التدفقات التجارية في ضربة للإمدادات.
وقال توني سيكامور، المحلل لدى آي.جي: "مهلة الأسبوعين هي أسلوب استخدمه ترامب في قرارات رئيسية أخرى. وغالبا ما تنتهي هذه المهل دون اتخاذ إجراء ملموس... الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى استمرار ارتفاع سعر النفط الخام وربما يزيد المكاسب التي حققها في الآونة الأخيرة"، وفقاً لـ"رويترز". وفي الوقت ذاته، تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات على منشآت نووية إيرانية، إلا أن هذه الهجمات لم تمس حتى الآن البنية التحتية لتصدير النفط الإيراني. غير أن مؤشرات عديدة تشير إلى أن طهران، العضو في منظمة "أوبك"، تُسرّع وتيرة تصدير نفطها، إذ امتلأت منشآت التخزين في محطة جزيرة "خرج" الاستراتيجية بالنفط الخام، بحسب "بلومبيرغ".
ورغم أن أبرز المخاوف في السوق تتركز على احتمال تهديد الملاحة في مضيق هرمز، لا توجد حتى الآن دلائل على نية إيران تعطيل الشحنات في هذا الممر البحري الحيوي، الذي تمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية. وتراجع خام برنت تسليم أغسطس/ آب بنسبة 2.1% إلى 77.21 دولاراً للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط تسليم أغسطس بنسبة 0.6% إلى 73.91 دولاراً مقارنة بإغلاق يوم الأربعاء، نظراً لغياب التسوية يوم الخميس بسبب عطلة رسمية في الولايات المتحدة. أما عقد يوليو/تموز القريب الاستحقاق، والذي تنتهي صلاحيته الجمعة، فقد صعد إلى 76 دولاراً للبرميل.
الأسواق تترقب قرار ترمب... وتقلّبات محدودة في الأسهم الأميركية والآسيوية
خفّضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية وتيرة تراجعها خلال التداولات الآسيوية، بعد إعلان البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب سيحسم خلال أسبوعين ما إذا كانت واشنطن ستشارك في ضربات عسكرية إلى جانب إسرائيل ضد إيران. وتراجعت عقود مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.3% مقارنة بإغلاق يوم الأربعاء، وذلك بعد انخفاض بنسبة 0.9% سُجل يوم الخميس، في جلسة لم تشهد تداولات فعلية بسبب عطلة "جونتينث" في الولايات المتحدة. وفي المقابل، تحركت الأسهم في أسواق اليابان والصين وأستراليا ضمن نطاقات ضيقة.
ورغم أن التصريحات الأميركية أضفت بعض الوضوح قصير الأجل، فإنها لم تُنهِ حالة عدم اليقين الأكبر التي تهيمن على الأسواق، لا سيما في ما يتعلق بإمكانية تدخل عسكري أميركي والمخاوف من عودة ضغوط التضخم بفعل ارتفاع أسعار الطاقة. وحذّر نيل ويلسون، كبير استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو يو كيه"، في حديث لـ"بلومبيرغ"، من ردات فعل عنيفة محتملة في حال تنفيذ واشنطن ضربة عسكرية، مشيراً إلى أن المستثمرين سيحجمون عن اتخاذ مراكز شراء طويلة الأجل في مثل هذا السيناريو. من جانب آخر، تراجع سعر خام "برنت" بنحو 2% يوم الجمعة، ما قلّص مكاسبه السابقة خلال الأسبوع. في المقابل، استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية، فيما تراجع الدولار. أما الين الياباني، فشهد ارتفاعاً ليبلغ نحو 145 مقابل الدولار، مع توجّه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.
وجاء هذا الحذر في الأسواق عقب تقرير لوكالة "بلومبيرغ" أفاد بأن مسؤولين أميركيين بارزين يُعدّون العدة لاحتمال تنفيذ ضربة ضد إيران خلال الأيام القليلة المقبلة. وقد سبق ذلك خفض الاحتياطي الفيدرالي توقعاته بشأن النمو الاقتصادي لهذا العام، ورفعه لتقديرات التضخم، ما ساهم في زيادة الترقب والقلق في الأسواق المالية. في موازاة ذلك، واصلت إسرائيل قصف مواقع نووية إيرانية أمس الخميس، معتبرة أن هذه الهجمات قد تُساهم في إسقاط النظام الإيراني، بينما تترقب طهران وتل أبيب قرار ترمب بشأن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى الهجوم.
تسارع التضخم في اليابان وتزايد الضغوط السياسية في تايلندا
سجل أحد أبرز مؤشرات التضخم الاستهلاكي في اليابان أعلى مستوياته منذ عامين، ما يسلط الضوء على التحديات الاقتصادية التي تواجه الحكومة في وقت يستعد فيه رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا لخوض الانتخابات المرتقبة هذا الصيف. ويأتي ذلك بينما يواصل بنك اليابان دراسة خياراته بشأن مسار أسعار الفائدة، في ظل بيئة اقتصادية متقلبة. وفي خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات في الأسواق، تعتزم وزارة المالية اليابانية التشاور مع المشاركين في السوق، في وقت لاحق من اليوم الجمعة، بشأن خططها لخفض إصدارات السندات طويلة الأجل جداً.
وفي تايلندا، يظل المشهد السياسي غير واضح، إذ تتعرض رئيسة الوزراء بايتونغتارن شيناواترا لضغوط متزايدة في أعقاب تسريب مكالمة هاتفية انتقدت فيها الجيش، ما دفع المعارضة إلى تصعيد تحركاتها وتنظيم احتجاجات في الشارع للمطالبة بتنحّيها. وفي أجزاء أخرى من آسيا، يُرتقب صدور بيانات اقتصادية، اليوم الجمعة، من بينها أرقام احتياطيات النقد الأجنبي في الهند. بينما أُغلقت الأسواق في نيوزيلندا بسبب عطلة رسمية.
الأسواق الخليجية تغلق على خسائر أسبوعية مع تصاعد التوترات
أنهت أسواق المال الخليجية الأسبوع الثالث من شهر يونيو/حزيران على تراجعات جماعية، متأثرة بتصاعد التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل، وازدياد احتمالات انخراط الولايات المتحدة في الصراع، الأمر الذي زاد حالة القلق في الأسواق الإقليمية والدولية. وفي أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار خام برنت بأكثر من 2% لتتجاوز حاجز 78 دولاراً للبرميل، مع ترجيح الأسواق احتمال تعطل الإمدادات النفطية نتيجة التصعيد العسكري واحتمال التدخل الأميركي المباشر.
وفي السعودية، ارتفع مؤشر "تاسي" خلال جلسة الخميس بنسبة طفيفة بلغت 0.2%، مغلقاً فوق مستوى 10.600 نقطة، مدعوماً بصعود أسهم معادن ومسار بنسبة 1.9% و4.9% على التوالي. كما صعد سهم الموسى للخدمات الصحية بنسبة 4% بعد الإعلان عن انضمامه إلى مؤشرات الشركات الصغيرة العالمية ضمن مؤشر "فوتسي". ورغم المكاسب اليومية، أنهى المؤشر السعودي أسبوعه على انخفاض بنسبة 2.1%، مسجلاً ثاني خسارة أسبوعية متتالية وأدنى إغلاق له منذ نحو 18 شهراً. وفي الكويت، سجل مؤشر السوق الأول ارتفاعاً بنسبة 0.85% خلال تداولات الخميس، مدفوعاً بمكاسب أسهم "الوطني" و"بيتك" بنسبة 1.7% و0.8% على التوالي.
بالمقابل، واصل سهم "أجيليتي" هبوطه الحاد، متراجعاً بنسبة 5% في الجلسة ذاتها بعد خسارة بلغت 15% في اليوم السابق. وأعلن مجلس إدارة الشركة عن توزيع أرباح عينية بقيمة تقارب 213 مليون دينار كويتي للمساهمين، عبر منحهم أسهماً في "أجيليتي غلوبال" تمثل نحو 20.09%. كما وافق المجلس على خطة استراتيجية جديدة تشمل استثمارات تفوق 100 مليون دينار حتى عام 2030. وعلى مستوى الأسبوع، فقد المؤشر الأول 2.7%، ليسجل أكبر خسارة أسبوعية له منذ أكثر من عام.
أما بورصة قطر، فسجلت تراجعاً بنسبة 0.8% أمس الخميس، في ثالث جلسة هبوط متتالية، متأثرة بانخفاض أسهم "البنك التجاري" و"مصرف قطر الإسلامي" بنسبة 3.1% و1.3% على التوالي. وارتفعت السيولة في السوق لتتجاوز مليار ريال قطري، بالتزامن مع تنفيذ المراجعة الفصلية لمؤشرات "فوتسي". وعلى مدار الأسبوع، خسر المؤشر القطري 3.4%، في أكبر تراجع أسبوعي له خلال نحو عام ونصف. وفي الإمارات، تراجع مؤشر "فوتسي أبوظبي" بنسبة 0.8% أمس الخميس، ليغلق عند أدنى مستوياته في قرابة شهرين، متأثراً بانخفاض أسهم "أبوظبي الأول" و"أدنوك للغاز" بنسبة قاربت 3% لكل منهما. وفي سوق دبي المالي، تراجع المؤشر العام بنسبة 0.3%، مسجلاً ثالث تراجع يومي على التوالي، نتيجة هبوط أسهم "إعمار العقارية" بنسبة 1.2% و"دبي الإسلامي" بنسبة 2.3%.
(رويترز، بلومبيرغ، العربي الجديد)
