مخاوف من تراجع بيتكوين دون 100 ألف دولار
Arab
4 hours ago
share

في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، خصوصاً بعد التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، تعيش الأسواق المالية العالمية حالة من عدم اليقين، ما يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم، خاصة في الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة. ويبدو أن "بيتكوين"، العملة الرقمية الأعلى قيمة عالمياً، أصبحت مرة أخرى في قلب هذا التقلب، مع مؤشرات متزايدة إلى تحوط المستثمرين من تراجعات حادة محتملة في السعر.

مخاوف من الهبوط رغم المكاسب

تشير بيانات تداول الخيارات على عملة "بيتكوين" إلى أن المستثمرين يسعون بشكل متزايد إلى حماية أنفسهم من تراجع محتمل في السعر إلى مستوى 100 ألف دولار. وارتفعت نسبة عقود البيع إلى الشراء على منصة "ديربيت" لتبلغ 2.17 خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ما يعكس تزايد الميل نحو التحوط. ويلاحظ تركّز الطلب على عقود البيع قصيرة الأجل، التي تمنح حامليها الحق في البيع عند سعر محدد، باعتبارها وسيلة للحماية من الهبوط السعري.

وبحسب "بلومبيرغ"، تُظهر خيارات تنتهي صلاحيتها في 20 يونيو/حزيران أن عقود البيع عند مستوى 100 ألف دولار تحظى بأكبر اهتمام، حيث بلغت نسبة عقود البيع إلى الشراء 1.16، في إشارة إلى قلق واضح من انخفاض وشيك في السعر. يُذكر أن "بيتكوين" بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 111.980 دولاراً في 22 مايو/أيار، محققة قفزة بأكثر من 50% منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، وهو المعروف بدعمه القوي للعملات الرقمية. واستقرت أخيراً عند نحو 104.377 دولاراً، دون تغيّر يُذكر. وكانت أعلى عملة مشفّرة قيمةً قد انخفضت بأقل من 1% لتصل إلى نحو 103.620 دولاراً، يوم الأربعاء.

العوامل الاقتصادية الضاغطة

في خلفية هذه التحركات، يواجه صانعو السياسات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بيئة شديدة التعقيد، إذ تساهم التوترات الجيوسياسية في المنطقة وتقلبات أسعار الطاقة في تأجيج الضغوط التضخمية وتهديد استقرار سوق العمل. وتزداد هذه الضغوط مع استمرار ترامب في الترويج لسياسات جمركية صارمة. ورغم أن "الفيدرالي" قرر في اجتماعه الأخير الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الرابعة على التوالي، فإن الأسواق ترقّبت توقعاته المحدثة بشأن النمو الاقتصادي، والبطالة، ومسار أسعار الفائدة. وقد أشار رئيس المجلس جيروم باول إلى توقعه حدوث تضخم ملحوظ في الأشهر المقبلة، ما يضيف مزيداً من الضبابية على المشهد الاقتصادي، وفقاً لوكالة "بلومبيرغ".

دور الدولار والعوامل الجيوسياسية

من جهته، كتب خافيير رودريغيز ألاركون، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "XBTO"، في مذكرة تحليلية، بحسب "بلومبيرغ"، أن أي إشارات متشددة من الاحتياطي الفيدرالي قد تعزز قوة الدولار الأميركي، ما قد يدفع "بيتكوين" لاختبار مستوى 100 ألف دولار، وهو مستوى معنوي حرج، كما أشار إلى أن التطورات الجيوسياسية تبقى عاملاً غير محسوم، إذ يمكن لأي تهدئة موثوقة في المنطقة أن تعيد شهية المخاطرة للأسواق، بينما سيؤدي التصعيد إلى موجة جديدة من التراجع في الأصول الخطرة.

تصريحات ترامب وتأثيرها 

وفي سياق متصل، أشار ترامب إلى وجود مؤشرات من الجانب الإيراني بشأن إمكانية زيارة وفد إلى البيت الأبيض، معتبراً أن المفاوضات باتت مختلفة بشكل كبير عن الأسبوع الماضي. ورغم ذلك، لم يستبعد ترامب احتمال تنفيذ ضربات ضد إيران، مكتفياً بالقول: "قد أفعلها، وقد لا أفعلها"، وفي ما يتعلق بإسرائيل، أفاد بأنه أخبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن "يواصل التقدّم"، دون إعطاء أي مؤشرات إلى تدخل عسكري أميركي مباشر.

تعكس هذه المؤشرات حجم التعقيد الذي يحيط بالأسواق المالية العالمية، إذ تتقاطع الاعتبارات الاقتصادية، مثل السياسة النقدية والضغوط التضخمية، مع التوترات الجيوسياسية، ولا سيما تلك التي أججها الصراع بين إيران وإسرائيل أخيراً. وفي هذا السياق، تبقى "بيتكوين" مؤشراً حساساً ومعبّراً عن اتجاهات القلق أو التفاؤل في الأسواق. ومع استمرار حالة الغموض، يبدو أن المستثمرين يتجهون نحو التحوّط باعتباره خياراً ضرورياً، بانتظار اتضاح الصورة سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows