
حذر المرجع الديني في العراق علي السيستاني من خطورة استمرار العدوان الإسرائيلي على إيران وما قد ينتج عنه من خروج أوضاع المنطقة عن السيطرة تماماً، وحدوث فوضى عارمة، داعياً الجهات الدولية وبلدان العالم إلى التدخل لإيقاف هذه الحرب وإيجاد حل سلمي للملف النووي الإيراني. يجري ذلك في وقت تسود في العراق حالة ترقب وتخوف من إمكانية جرّ البلاد إلى دائرة الحرب، خاصة أن الطيران الإسرائيلي يخترق يومياً الأجواء العراقية، ولا توجد ضمانات حقيقية تؤكد أن الفصائل الموالية لإيران ستواصل سياسة النأي بالنفس مهما حدث من تطورات ميدانية.
واليوم الخميس، أكد بيان صدر عن مكتب السيستاني إدانته "الشديدة لتواصل العدوان العسكري على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأي تهديد باستهداف قيادتها الدينية والسياسية العليا"، محذراً "من أن القيام بخطوة اجرامية من هذا القبيل، بالإضافة إلى تجاوزه الواضح للمعايير الدينية والأخلاقية، وانتهاكه الصارخ للأعراف والقوانين الدولية، ينذر بعواقب بالغة السوء في أوضاع هذه المنطقة برمّتها"، وحذر "من خروج أوضاع المنطقة عن السيطرة تماماً، وحدوث فوضى عارمة تزيد من معاناة شعوبها، وتضر بمصالح الجميع إلى أبعد الحدود"، مناشداً جميع الجهات الدولية الفاعلة ودول العالم، ولا سيما الدول الإسلامية، أن "يبذلوا قصارى جهودهم في سبيل وقف هذه الحرب الظالمة، وإيجاد حلّ سلمي عادل للملف النووي الإيراني وفق قواعد القانون الدولي".
ويُعدّ موقف السيستاني من المواقف المهمة ذات التأثير الكبير على الساحة السياسية والشعبية، خصوصاً في العراق، إذ سبق أن أصدر فتوى "الجهاد الكفائي" بقتال تنظيم "داعش" في العراق في العام 2014، وهو ما دفع إلى تشكيل "الحشد الشعبي". وتجري حكومة بغداد حراكاً واتصالات دبلوماسية، في محاولة للتوصل إلى حلول لوقف القتال. وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد دعا، أمس الأربعاء، إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي المقرر انعقاده في مدينة إسطنبول في مطلع الأسبوع المقبل، بهدف تنسيق المواقف العربية إزاء التطورات المتسارعة في إيران، ومواجهة التحديات الراهنة بروح جماعية ومسؤولة.
وهدّدت فصائل عراقية مسلحة حليفة لإيران، أمس الأربعاء، من أنها ستتدخل عسكرياً في حال دخول واشنطن بالحرب التي تخوضها إسرائيل ضد طهران، وسط تحذيرات من جهات عراقية مختلفة من خطورة دخول تلك الفصائل على خط المواجهة، وهو ما يعرّض العراق لمخاطر مختلفة.
