سوريون يعودون إلى أراضيهم.. أشجار الزيتون شواهد من رماد
Arab
3 hours ago
share

ترك نظام بشار الأسد آثاراً عميقة على حياة السوريين، وندوباً في نفوسهم قد يستغرق التعافي منها سنوات، ولا سيما مزارعي أشجار الزيتون الذين ارتبطت مشاعرهم بأشجارهم عبر سنوات طويلة من العمل والصبر والعناية بهذه الأشجار. هذه العلاقة تجسدت في قصص ومشاهد متعددة تعكس مراحل نمو هذه الأشجار، وصولاً إلى إنتاج الزيت الذي يمثل ليس فقط ثمرة جهدهم، وإنما رمز استمرارية التحدي والعودة من جديد لإحياء أرضهم وزراعة الزيتون فيها.

المزارع موسى حسين الفرحات يتحدث بسيل من المشاعر من أرضه التي أحرقها جنود نظام الأسد وشبيحته، وقد قال لـ"العربي الجديد": "الزيتونة مقدسة لدينا كما الولد، نعتني بها كما نعتني بالولد، نحرث أرضها وننظر إليها كل يوم، نفرح بها كثيراً، فمعيشتنا من الزيتون، اقتلعوها وقصّوها وحرقوا جذوعها، جنود الأسد المجرمون".

وتابع الفرحات: "عدنا ونأمل أن نجدد استقرارنا في البلدة. بيتاي الاثنان مهدومان، كان لديّ بيت في الجبل وبيت في البلدة، ولدي بيت قديم ليس فيه حديد، تركوه مهجوراً. كنا نُربي الدجاج فيه، لكنه هُدم. وضعنا شادراً وجلسنا فيه لنعود إلى أرضنا ونزرعها من جديد. نحمد الله أننا عدنا، حرثنا الأرض، ونجهز الأشجار ونعتني بها من جديد. الأرض محروقة ونعمل على إحيائها، الأشجار الصغيرة نربيها، والتي تضررت نزرع بدلًا منها".

أما محمد منير قلعجي من قرية حاس في ريف المعرة الغربي، فقال لـ"العربي الجديد" إنه قبل أن ينزح إلى مخيمات الشمال السوري، وقبل سيطرة نظام الأسد على المنطقة، كانت تحتوي على مئات الآلاف من أشجار الزيتون المتناثرة في ريف منطقة معرة النعمان. وأضاف: "أتينا إلى هنا ولم نعرف المنطقة، لم يتركوا فيها أيّاً من أشجار الزيتون، بعض الأشجار عمرها 60 عاماً، وبعضها 70 عاماً، اقتلعوها، بالمقارنة، إذا هدم بناء مكون من ثلاثة طوابق يمكن خلال أشهر إعادة بنائه، لكن الزيتون يحتاج إلى 40 سنة لينمو".

وأردف قلعجي: "لدي أرض بمساحة 80 دونماً فيها ما يقارب الألف شجرة زيتون، كل شجرة كانت تنتج نحو 3 كيلوغرامات من الزيت. هذه السنة لن تنتج لي الأشجار كيلوغراماً واحداً من الزيت. حوّلوا الأرض إلى خراب". وتابع قلعجي: "الدخل الرئيسي لسكان قرية حاس هو من الزيتون والخضر، مثل البندورة والتين. قبل الثورة وقبل النزوح كان الأهالي يزرعون أشجار الزيتون، منتوجها للعائلة. الزيت يستخدم لدينا كما العملة. لكن نظام الأسد لم يترك شيئاً، ولم تسلم منطقة من خرابه".

لأشجار الزيتون رمزيتها لدى عموم السوريين، وقيمتها لا تظهر فور زراعتها كما أوضح الثلاثيني أسامة البكور المنحدر من ريف حمص الشمالي لـ"العربي الجديد"، حيث أوضح أنه ساعد والده في عام 2007 بزراعة قرابة 80 شجرة زيتون. وقال: "حينها كنت أتذمر وأحاول التهرب من مساعدة والدي، لكن بعد نزوحنا من المنطقة عام 2013، علمت حينها أن جنود نظام الأسد أحرقوا أشجار الزيتون، حزنت بشدة، وتذكرت كيف كنا نروي الأشجار بالماء وكيف أنها بدأت تثمر". تابع: "الأرض بعد أن عدت لها بلا أشجار زيتون أثار الحرق واضحة سنعود لنزرعها".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows