ترامب نحو تدخل "محدود" في الحرب ضد إيران بضرب منشأة فوردو
Arab
5 hours ago
share

في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة تدحرج موقف البيت الأبيض بسرعة باتجاه تقديم الخيار العسكري على الدبلوماسي في الحرب الإيرانية الإسرائيلية، إذ عقد مجلس الأمن القومي لأول مرة اجتماعاً خاصاً لبحث خيارات الإدارة في هذا الخصوص. وبذلك غادر الرئيس ترامب الموقف المتقلّب ليستقر على آخر حاسم من المتوقع أن يُكشف عنه قبل نهاية الأسبوع.

وحسب معظم التقديرات التي يذهب بعضها إلى ما يشبه التأكيد، فإن الرئيس طوى صفحة المفاوضات لاستبدالها بـ"خيار ميداني" يؤدي إلى ترجيح كفة إسرائيل العسكرية ضد إيران. وفي الاعتقاد أن انتقاله إلى هذا الموقع بعد وعده بعدم الدخول في نزاعات خارجية جاء نتيجة "لاستدراج" متقن حبك خيوطه العسكرية والجيوستراتيجية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تماماً كما سبق له أن تمكّن من الحصول على "الضوء الاخضر - الأصفر" من البيت الأبيض لإشعال الحرب.

في الأيام الثلاثة الأولى، تبدّل الموقف على إيقاع العمليات الميدانية، بين التلويح بالجزرة وهزّ العصا. في اليوم الأول، الجمعة، أشاد ترامب بـ"النجاح الكبير" للهجمات الإسرائيلية، مع التذكير بأنه "ما زال يعتقد بإمكانية التوصل إلى حلّ دبلوماسي". في الوقت ذاته حثّ إيران على ضرورة "عقد صفقة قبل أن لا يبقى لها شيء". السبت، تباحث في الموضوع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، علّه يساهم في التسوية. لكنه على ما بدا، توجّه إلى العنوان الخطأ ولو أن الرئيس الروسي أبدى تأييده لـ"إنهاء الحرب". الأحد، جدّد مطالبة إيران بعقد صفقة، ملوحاً بـ"سلام قريب بين إيران وإسرائيل"، وكشف أن هناك "اتصالات ولقاءات جارية" في هذا الخصوص.

 مع نهاية الاثنين، انقلب وعد "السلام" إلى لغة التهديد باستخدام القوة. مغادرته لقمة السبع قبل يوم من انتهائها، بالترافق مع تصريحات نارية، كانت إشارة واضحة إلى حصول انقلاب جذري في الموقف، كان تعبيره الأبلغ مطالبة إيران بـ"استسلام غير مشروط" مع التلويح بخيار "اغتيال" المرشد الأعلى والدعوة إلى "إخلاء طهران"، ما أثار الاستغراب والتساؤل حول حقيقة الغرض من مطالبة الملايين من سكان العاصمة بإخلائها.

الانتقال السريع من الدبلوماسية إلى "العصا" وبهذه الصورة، عزّز التكهنات التي توالت أخيراً حول احتمال دخول أميركي ميداني ما إلى جانب اسرائيل، كما حول إمكانية "إسقاط النظام" الذي يطرحه نتنياهو وأنصاره في واشنطن. الاحتمال المرجح للتدخل أن يأمر الرئيس ترامب القوات الجوية الأميركية بضرب مفاعل فوردو بالقنبلة الخارقة. وثمة من يتحدث بثقة عن هذا الخيار، مثل أيان بريمر، رئيس مؤسسة "يوراسيا". لكن "لا ضمان مؤكداً لتدميره"، حسب خبراء عسكريين. وكذلك هي الحال بالنسبة لهدف "تغيير النظام" الذي لا يخلو من المجازفة. وهنا يجري التذكير دائماً بتجربة العراق ومخاطرها وما يتصل بمثل هذا القرار من أسئلة، أهمها المتعلق بـ"اليوم التالي" فضلاً عما ينطوي عليه فخ التغيير من تورط، كما حصل في العراق، علما أن معظم المراقبين لا يخفون شكوكهم بتحقيق التغيير في "وضع إيران المتماسك".

على ضوء هذا السبب وغيره، احتدم الجدل في اليومين الأخيرين حول خطوة الرئيس ترامب المتوقعة، إذ جرى طرح مشاريع قرارات وقوانين في الكونغرس لتقييد صلاحيات ترامب ومطالبته بالحصول على موافقته مسبقاً بشأن أي قرار عسكري ينوي اتخاذه. لكن للرئيس صلاحية استخدام القوة العسكرية في الخارج في حالات "طارئة" وعاجلة، لفترة شهر قابل للتجديد مرة واحدة، ينبغي بعدها الحصول على تفويض من الكونغرس باستخدام القوات المسلحة، مع ذلك تحايل الرؤساء على النص وخاضوا حروباً، من بينها في فيتنام، من غير تفويض مسبق من الكونغرس. والرئيس ترامب لن يشذ عن القاعدة، وفي كل حال بإمكانه تحصيل موافقة كونغرس له مونة كبيرة على أغلبيته الجمهورية، لكنه يواجه انقساماً حاداً في قاعدته الخاصة بخطة "أميركا أولاً "، إذ يؤيد قسم منها تدخله إلى جانب إسرائيل ضد إيران، وقسم آخر ضدّ ويحذر من "نهاية رئاسته" إذا فعل. لكن مع ذلك لا تبدو هذه الصعوبات عوائق جدّية في طريق قراره الذي يبدو أنه صار بحكم الأمر الواقع، خاصة الشق المتعلق منه بضرب "فوردو"، حتى الآن.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows