الرياضيات الشابات يعانين الاختناق أثناء النوم
Arab
2 hours ago
share

توصلت دراسة حديثة إلى أن انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، وهو اضطراب شائع في التنفس، قد يكون أكثر شيوعاً بين الرياضيات الشابات مما كان يعتقد سابقاً، خصوصاً لدى من يمارسن تدريبات رياضية مكثفة.

عرضت نتائج هذه الدراسة في مؤتمر رعاية القلب الرياضي 2025 الذي نظمته الكلية الأميركية لأمراض القلب (ACC) يوم 12 يونيو/حزيران الحالي. وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب قد لوحظ سابقاً لدى الرياضيين الذكور، إلا أن المعلومات حول انتشاره بين الرياضيات الإناث كانت محدودة، ولا تزال العلاقة بينه وبين مخاطر القلب والأوعية الدموية غير واضحة بالكامل.

انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (OSA) هو اضطراب تنفسي شائع يصيب نحو 18 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، ويحدث عندما ترتخي عضلات الحلق بما يعيق مجرى الهواء، ما يؤدي إلى توقف متكرر في التنفس أثناء النوم، يتخلله شخير مرتفع، وتقطع في النوم، وشعور بالاختناق أو الغصة. تظهر الدراسات أن هذا الاضطراب يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، والنوبات القلبية، وفشل القلب، والسكتات الدماغية.

يوضح الباحث الرئيسي في الدراسة أوستن ريم، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في تخصص أمراض القلب في جامعة إيموري بأتلانتا في الولايات المتحدة، أن "ثمة تداخلاً كبيراً بين أعراض انقطاع النفس الليلي وأعراض قلة النوم، وهو أمر شائع بين الرياضيات، إذ إن بعض المؤشرات التي يجب أن تنتبه لها المدربات أو الأطباء الرياضيون تشمل شعور اللاعبة بعدم الراحة رغم نومها ساعات كافية، أو شخيرها بصوت مرتفع، أو استيقاظها وهي تشعر بالاختناق". يضيف ريم في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن هناك أيضاً إشارات أقل وضوحاً مثل صعوبة التركيز أو التهيج السريع. وأن التشخيص الدقيق لهذا الاضطراب أمر حاسم، لأن هناك خيارات علاجية متعددة يمكن أن تحسن جودة الحياة كثيراً، وتقلل من المخاطر القلبية على المدى البعيد، حسب شدة الحالة.

شملت الدراسة 68 رياضية جامعية في جامعتين أميركيتين، تنوعت رياضاتهن بين كرة السلة والكرة الطائرة والبيسبول. وكانت معظم المشاركات من ذوات البشرة البيضاء (بنسبة 60%)، بينما كان ربع المشاركات من أصول أفريقية، والباقيات من أصول لاتينية أو آسيوية أو خلفيات عرقية أخرى. وكان متوسط أعمارهن 19 عاماً. ووفقاً للدراسة، فإن نسبة لا بأس بها من اللاعبات (36%) أشرن إلى أن جودة نومهن ضعيفة، فيما قالت 22% إنهن غلبهن النعاس أثناء الأكل أو التفاعل الاجتماعي مرة واحدة على الأقل خلال الشهر الماضي. تشير هذه النتائج إلى أن هناك حاجة إلى تحسين جودة النوم لدى هذه الفئة الشابة.

أجرى الفريق البحثي تحاليل دقيقة لقياس مؤشرات مثل كتلة الجسم، وضغط الدم، وسرعة موجات النبض، وهي مؤشرات تستخدم لتقييم مدى صلابة الشرايين. استخدمت الدراسة اختبارات منزلية للنوم لتحديد مدى توقف التنفس خلال النوم. أظهرت النتائج أن ربع المشاركات أبدين معدلات مرتفعة من مؤشر توقف التنفس (AHI)، تتراوح بين 2.1 إلى 7.7 توقف في الساعة، وهو ما يصنف "انقطاع نفس خفيفاً"، حسب مقياس AHI الذي يعد أداة أساسية لتشخيص شدة الاضطراب. ولم تسجل أي حالة انقطاع نفس معتدل أو شديد، أي أكثر من 15 توقفاً في الساعة.

ويشير المؤلف الرئيسي للدراسة إلى أن اللافت في النتائج أن اللاعبات اللواتي أظهرن مؤشرات لوجود انقطاع النفس، كانت لديهن أيضاً معدلات أعلى في سرعة موجات النبض، ما قد ينذر بخطر مبكر للإصابة بارتفاع ضغط الدم. وجدت الدراسة أن التقدم البسيط في العمر، وزيادة الكتلة العضلية، كانا من العوامل المرتبطة بارتفاع احتمال الإصابة بانقطاع النفس، ما يشير إلى أن التدريب المكثف ربما يزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب لدى الشابات الرياضيات.

"نأمل أن نرى دراسات مستقبلية متعددة المواقع تتابع الرياضيين عبر عدة مواسم، وتختبر ما إذا كان علاج الحالات الخفيفة من انقطاع النفس في سن مبكرة يمكن أن يقلل من مؤشرات الخطر القلبي في المستقبل. معظم التجارب القديمة لم تظهر تحسناً كبيراً عند استخدام جهاز الضغط الإيجابي المستمر في مجرى الهواء (CPAP)، وهو جهاز طبي يستخدم لتنظيم ضغط الهواء في مجرى الهواء أثناء النوم لدى البالغين، لذا سيكون من المفيد دراسة تأثير العلاج في مرحلة الشباب"، يقول ريم.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows