الرئيس الصيني يدعو إيران وإسرائيل إلى تهدئة النزاع في أقرب وقت
Arab
1 week ago
share

دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الثلاثاء، إلى العمل على تهدئة النزاع بين إيران وإسرائيل "في أقرب وقت"، بعد خمسة أيام من التصعيد العسكري بين البلدَين، وقال شي خلال اجتماع مع الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزاييف في كازاخستان "يجب على جميع الأطراف العمل على تهدئة النزاع في أقرب وقت ممكن وتجنّب المزيد من التصعيد"، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا).

ولفت شي إلى أنّ تصاعد التوتر الإقليمي ليس في مصلحة المجتمع الدولي، مؤكداً استعداد بلاده للعمل مع جميع الأطراف للعب دور بناء في استعادة السلام والاستقرار بالمنطقة، وأضاف أن الصراعات العسكرية ليست حلاً للمشاكل، مشدّداً على أن بكين تعارض أيّ عمل ينتهك سيادة وأمن وسلامة أراضي الدول الأخرى.

وجاءت تصريحات الرئيس الصيني بعد أن اتّهمت بلاده في وقت سابق اليوم، الرئيسَ الأميركي دونالد ترامب بـ"صبّ الزيت على النار" في النزاع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، بعدما دعا سكان العاصمة الإيرانية إلى "إخلاء طهران فوراً"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوه جياكون، في مؤتمر صحافي رداً على سؤال حول تصريح ترامب، إن "تأجيج النيران، وصبّ الزيت، وإطلاق التهديدات، وزيادة الضغوط لن يساعد في تهدئة الوضع، بل سيصعّد الصراع ويوسّعه"، وأضاف جياكون أن "الجانب الصيني يدعو جميع الأطراف المعنية وخصوصاً الدول صاحبة النفوذ على إسرائيل، إلى تحمل مسؤولياتها واتخاذ تدابير فورية لنزع فتيل التوتر والحؤول دون اتساع رقعة النزاع".

وحضّت السفارتان الصينيتان في إسرائيل وإيران المواطنين الصينيين على مغادرة البلدَين "في أسرع وقت"، بعد تبادل إسرائيل وإيران الضربات العنيفة. وقالت البعثة في طهران في بيان نشر على الإنترنت إنّ "السفارة الصينية في إيران نسّقت مع الجانب الإيراني لتسهيل السفر، وتذكّر المواطنين الصينيين الموجودين في إيران بمغادرة البلاد في أقرب وقت"، واقترحت معابر حدودية مع تركيا وأرمينيا وتركمانستان، طرقاً محتملةً للخروج.

كذلك حثّت السفارة الصينية في إسرائيل الرعايا الصينيين على المغادرة عبر الأردن، محذّرة من أن النزاع "يتصاعد باستمرار"، وقالت في منشورٍ على تطبيق ويتشات "تضرّر جزء كبير من البنية التحتية المدنية، وأعداد الضحايا المدنيين في ازدياد، فيما الوضع الأمني أكثر خطورة".

ودعا ترامب في وقت سابق، اليوم الثلاثاء، جميع سكان العاصمة الإيرانية طهران إلى "الإخلاء فوراً". وقال ترامب على منصته الاجتماعية تروث سوشال: "كان يجب على إيران توقيع الاتفاق عندما طلبتُ منها التوقيع. يا لها من خسارة وإهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. لقد كررتُ ذلك مراراً وتكراراً! على الجميع إخلاء طهران فوراً!"، ولم يقدّم ترامب أي تفاصيل حول منشوره.

ويأتي أحدث موقف صيني في وقت قالت وسائل إعلام في بكين إنّ القوة لا يمكن أن تجلب السلام إلى الشرق الأوسط. وقالت صحيفة غلوبال تايمز الصينية، في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، إنّ الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران لم تُسفر عن سقوط ضحايا وأضرار في البنية التحتية فحسب، بل شكلت سابقة خطيرة باستهدافها منشآت نووية ومحطات للطاقة، ما أثار مخاوف عميقة لدى المجتمع الدولي من احتمال خروج الوضع عن السيطرة، وأضافت الصحيفة المملوكة للدولة، أنه لا يمكن معالجة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف معالجةً شاملة، إلّا من خلال التمسك برؤية الأمن المشترك.

ولفتت إلى أنّ الصراع يبدو في ظاهره ناجماً عن المسألة النووية، لكنه في جوهره مظهرٌ آخر من مظاهر معضلة أمنية متجذرة، إذ تبنت إسرائيل، خوفاً من أن يُشكّل تطوير إيران للأسلحة النووية تهديداً لأمنها، استراتيجية استباقية. ومع ذلك، فإنّ أفعالها التي تنتهك سيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها، أدت بدورها إلى مزيد من انعدام الأمن بالنسبة لها. وأضافت: "في الواقع، لم تكن اللحظة التي اقتربت فيها القضية النووية الإيرانية من الحل بضربة استباقية، بل كانت نتيجة ثلاثة عشر عاماً من المفاوضات الماراثونية وجهود جماعية حثيثة من جانب المجتمع الدولي، تُوجت بالتوصل إلى اتفاق شامل وملزم في عام 2015، ولولا انسحاب الولايات المتحدة لاحقاً من الاتفاق، ولو جرى تنفيذ الاتفاق بجدية، لكانت إيران وإسرائيل اليوم أكثر أماناً من أي وقت مضى".

وقالت "غلوبال تايمز" إنّ كلاً من إسرائيل وإيران تُعدان دولتين مهمتين في المنطقة، وتؤثر العلاقة بينهما على الوضع العام للحرب والسلام في الشرق الأوسط، وبالتالي تتمثل المهمة المُلحة في اتخاذ تدابير فورية لتجنب تصعيد الصراع، ومنع المنطقة من الانزلاق إلى مزيد من الاضطرابات، والعودة إلى مسار حل القضايا بالطرق الدبلوماسية، وتابعت: "من المهم إدراك أنه على الرغم من اختلاف المواقف والفلسفات بين دول المنطقة بشأن القضايا الأمنية، لا تزال هناك مصالح مشتركة، إذ لا يُمكن تقليص الخلافات والعداء، وإيجاد أوسع أساس ممكن للتعاون إلّا من خلال الحوار، لا المواجهة".

وأضافت: "بصفتها دولة ذات نفوذ خاص على إسرائيل، ينبغي على الولايات المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها الواجبة بوصفها قوة عظمى، قولاً وفعلاً"، مشيرة إلى أنه لطالما سادت الانطباعات بأن الولايات المتحدة لا تلعب دوراً بناءً في تخفيف حدة الصراعات الإقليمية، لكنها تتفوق في الأفعال الهدامة، وترتبط نيران الصراع المستمرة في الشرق الأوسط ارتباطاً وثيقاً بـ"اليد الظاهرة" للقوى الخارجية، وذكرت أن محاولة الولايات المتحدة إجبار إيران على الرضوخ من خلال "الضغط الأقصى"، كانت عاملاً أساسياً في التصعيد المفاجئ للتوترات بين إسرائيل وإيران.

وشددت الصحيفة الصينية على أنه يجب معالجة المخاوف الأمنية لدول الشرق الأوسط، والقوة العسكرية لا يمكن أن تحقق السلام في المنطقة، مشيرة إلى أن هذا إجماع مشترك في المجتمع الدولي، بما في ذلك الصين، وأن الوسائل الدبلوماسية المتعلقة بالقضية النووية الإيرانية لم تُستنفد بعد، ولا يزال الحل السلمي ممكناً. والأهم من ذلك، يجب على طرفَي الصراع، وأصحاب المصلحة المعنيين، اتخاذ تدابير فورية لتهيئة الظروف للعودة إلى الحوار والتفاوض لحل القضايا، وفق الصحيفة.

هذا وكان متحدث آخر باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، قد قال في إفادة صحافية يومية، إنّ الصين تشعر بقلق بالغ إزاء هجوم إسرائيل على إيران، وقلق بالغ إزاء العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن التصعيد الراهن. وأضاف أن بكين تعارض انتهاك سيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها، وتعارض تفاقم التناقضات وتوسيع نطاق الصراعات، ولفت إلى أن الوضع الإقليمي تصاعد فجأةً، وهو أمر لا يصبُّ في مصلحة أي طرف. وبناءً على ذلك، دعت الصين جميع الأطراف المعنية إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميَين، وتجنّب المزيد من تصعيد التوترات، مؤكدة استعدادها للقيام بدور بنّاء في تهدئة الوضع.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows